Saturday 15 August 2020

القيم الاجتماعية كما تعكسها أفلامنا 5 يوم من عمري 1961


          يوم من عمري
رفض تزويج الابنة دون رغبتها 
يوم من عمرى فيلم مصري أنتج عام 1961 بطولة عبد الحليم حافظ وزبيدة ثروت، دون أن يكتب على الفيلم ما يفيد اقتباسه عن عمل أجنبي، ولكنها معلومة معروفة وكلنا شاهدنا فيلم " أجازة في روما " 1953 الأمريكي بطولة جريجوري بيك والجميلة أودري هيبورن التي حصلت على أوسكار أفضل ممثلة عن دورها فيه. تمضي السنوات وأتذكر أمنيتها في أن تلبس بيجامة للنوم وتتحقق حين تضطر للمبيت في شقة البطل وتنام بالبيجامة التي تخصه . 

الفيلم الأجنبي تتلخص فكرته في رغبة أميرة من الأسرة المالكة أن تتحرر من القيود خلال رحلة دبلوماسية إلى إيطاليا، لا يوجد كما الفيلم المصري عريس سيجبره عليها أحد، هرب البطلة في فيلمنا من العريس الذي اختاره لها أبوها، بضغوط من زوجة أبيها التي أبعدتها خمس سنوات عن أبيها، للتعلم بالخارج دون رغبتها، وهي كبنات العائلات عليها أن تتزوج من اختاره أبوها ( الأدرى بمصلحتها) في استراحة المطار يقول الأب لزوجته بتردد، كنا نبعت نقولها، فترد بقسوة ورفض للفكرة ، ليه كنا هناخد رأيها !!!، عشنا وشفنا بنات العائلات يتصرفوا من دماغتهم. يتقرر ما تخطط له زوجة الأب لتزويجها من أخيها فتبقى لها السيطرة على أموال الأب وأعماله. يستقبلها والدها في المطار ويقدم لها صلاح نظمي الذي وصفه حليم بأنه أغلس ممثل في السينما المصرية، نادية تعاتب والدها ، كنت جايبني علشان كده يا بابا، فيرد بعنف المغصوب، أنا فكرت بدالك، المخرج عاطف سالم اختار زكي طليمات في دور الأب بصوته النحاسي الذي يعكس ثقة فارغة لشخص تقوده زوجته وأدت الدور زوزو ماضي ووضح سيطرتها عليه تماما . زبيدة ثروت الجميلة بعيونها الخضراء أدت دور الفتاة الرقيقة بتمكن تام مع صوتها الباكي. 
في العمل الأصلي الأقدم "حدث ذات ليلة  1937" امتلك كلارك جيبيل وسامة وخفة ظل، وفي الفيلم المصري 1961 تم إضافة النابلسي كبطل سنيد ليثير الضحكات بينما يتفرغ حليم بتسبيل العينين وكلمات الحب التي يجيدها مدعومة بأربعة أغنيات من أجمل ما غنى.
قضية اجتماعية واحدة عرضها الفيلم عن تزويج الابنة دون رغبتها وقضية في مرتبة تالية عن احترام السكان للشقة المؤجرة فلا يمارس فيها أي رزيلة ( بيتي مفيش ساكن وسخه أبدا )  تتغير أحكام مالك الشقة وزوجته حين يعرفان أن الفتاة ابنة مليونير وليست ( فتاة من الشارع) ويردد المالك إن الله حليم ستار، وينقلب غضبهما على الفتاة الهاربة الى تعاطف بعد معرفة دراما حياتها وما تفعله بها زوجة الأب. هي تعبر عن يأسها ، البنات اللي في سني مايملكوش غير كده، تقصد طاعة الأب بينما يؤكد المطرب الرومانسي أنه ضد فكرة زواج البنت غصب عنها. ويطلب منها، اوعديني ما تتجوزيش العريس ده غصب عنك . ينسى عمله والسبق الصحفي الذي سيحل كل مشاكله ويتعلق بها ويحبها . وككل أفلامنا ننتهي الى نهاية سعيدة، حيث يرفض تسليم الموضوع والصور التي ستسبب فضيحة، مضحيا بالمكافأة المالية فيحترمه الأب الثري وينشأ له جريدة ليكون رئيسا لتحريرها. 
هل صحافة الفضائح كانت معروفة في مصر وقت انتاج الفيلم؟ هذا النمط لرئيس التحرير الذي أداه محمود المليجي باقتداره المعروف ، هل يشبه شخصية في واقعنا الشائع؟، بعض الكتابات تلسن أن المقصود به صحفي كبير بأخبار اليوم، الجريدة المصرية الأكبر شعبية. في الفيلم الأجنبي القديم لكلارك جيبل إنتاج 1937 سيشجع والد البطلة على زواجها من الصحفي المحترم الظريف . أما في الفيلم الأحدث 1953 فلا شيء يحدث ولا يتطور الأمر الى علاقة فعلية بين الصحفي الأمريكي والأميرة الإنجليزية  بل يأخذنا صناعه إلى رحلة خلال  24 ساعة عبر  روما كأجمل بلد زارتها الأميرة وكأن الفيلم كله تحية لروما ولشعبها الظريف. في فيلمنا المصري سنستمتع بأغنيات عبد الحليم حافظ، بأمر الحب وضحك ولعب وجد حب بتلحين منير مراد، وخايف مرة أحب بتلحين بليغ حمدي، وأغنية الفيلم  الرائعة بعد ايه، يوم من عمري لكمال الطويل، استمتعنا بالتوزيع الموسيقي لعلي اسماعيل ونسينا اقتباس الفيلم الذي نجح صناعه في تمصيره .
                                                                      صفاء الليثي
نشر بمجلة روز اليوسف العدد9480 باب للفن فقط إشراف شيماء سليم






No comments:

Post a Comment