Wednesday 23 September 2020

سمبر بهزان عن أرض الخوف الفن السابع العدد 28 مارس 2000

9 أسابيع فترة مثالية لتصوير فيلم بهذا الحجم

بدأت اختبارات الإضاءة لأحمد زكي، لأنه نجم الفيلم،والموضوع كله مبني عليه ، أحمد زكي اندهش جدا من عمل تست له، قلت له أن الاختبار لي أنا، " داوود عاوز يعرف أنا بعرف أصور ولا لأ ، والصورة لو طلعت وحشة أكيد هيغيرني، اخترت لون البشرة الطبيعي للوجه الإنساني Flesh Tone  وأعتقد أني كنت محظوظا لأن اختيار اللون جاء مناسبا جدا للون بشرة أحمد زكي ، مراعاة كل هذا كانت أساسية، أحمد في الفيلم هو الضابط، ورجل العصابة لكنهما شخص واحد ، ولم نفكر في إضاءة مختلفة لكل شخصية ، ولم يرد هذا على ذهننا " ( من حواري معه في ملف خاص عن أرض الخوف، وكانت مشاركتي في الملفات عادة يسند الي فيها التحاور مع المصور والمونتير حاورته ، كما حاورت عادل منير، الفن السابع بها ثروة من الدراسات وملفات الأفلام، وأتمنى أن يكون أصل المجلة " البي دي اف " متاحا على الانترنت .

أحب أن أفكر في جو عام للصورة " موود" عام للفيلم، عندما أقرأ السيناريو يكون كل تركيزي على الصورة، لا أتعمق كثيرا في دراما الفيلم، الصورة مدخلي لمعرفة هل سأنجح في عملي أم لا ، حتى أوافق أو أرفض تصوير الفيلم ، هذا كبداية، ثم بعد ذلك ومن خلال مجموعة جلسات مع المخرج ، نناقش انطباعي الأول ، ونرى إذا كان متوافقا مع رؤية المخرج والمدير الفني. وفي أرض الخوف اتفقنا على شكل للصورة، استبعدنا ألوانا، مثل الأزرق، .. واختيارنا كان تغليب درجات البنيات على الصورة في الفيلم كله. لم نصل الى ما كنا نحلم به تماما، ولكننا توصلنا إلى شكل مرض لنا جميعا. لا أحب الإضاءة الساقطة من سبوط Spot ، بل أفضل الإضاءة المنعكسة، تعلمت هذا من رمسيس مرزوق" .

دخلنا الفيلم أصدقاء وخرجنا أصدقاء، عملت مع الجيل الأقدم ولم ألاحظ أن العلاقات بينهم أفضل من الأجيال الحالية كما يتردد أحيانا. لا أجامل في العمل، قد تحدث خلافات كثيرة في عمل ويكون ناجحا بعد ذلك، وقد تؤدي خلافات الى فشل العمل، لا توجد قاعدة واحدة، وعموما لم تحدث خلافات في " أرض الخوف" الاحترام كان سائدا بين الجميع، وهذه روح مخرج أيضا ، داوود لديه قدرة على الاحتواء لابد من وجودها عند صاحب العمل ككل" .

طريقتي في الحوار بتوجيه أسئلة أخرجها من تدفق حديث المصدر نفسه، وعند تفريغ الحوار أحذف أسئلتي على طريقة الأفلام التسجيلية التي يتم حذف سؤال المحاور منها ليبدو الفنان وكأنه يحكي لنا ما يعن له دون أن تستوقفه أسئلة تعوق تدفق ذكرياته . 

( صفاء الليثي خريجة مدرسة الفن السابع بعد معهد السينما) 

Sunday 20 September 2020

مخرجون وبدايات 2 محمد عبد العزيز

      الكوميديا للبعد عن وصمة الشيوعية

كانت التجربة الثانية  للقطاع العام فى السينما لتشغيل خريجى المعهد فى أفلام ثلاثية الأجزاء ، فى فيلم "صور ممنوعة" وأسند  إلى محمد عبد العزيز خريج الدفعة الثانية عام 1964 إخراج الجزء الأول بعنوان "ممنوع" الذي يحمل فكرا ثوريا ويدعو الطبقة المطحونة لمشاركة الطبقات الأعلى امتيازاتها، في فيلم من تأليف رأفت الميهي  في 33 ق فقط  يقدم عملا كبيرا وجدته يسبق طفيلي الكوري بنصف قرن، وخاصة مشهد أسرة السائق حين احتلت بيت الأغنياء وحلمت بالتمتع بنعم الحياة .

يبدأ ممنوع بجرسون شاب منبهر بالأضواء في مكان يسهر فيه الأغنياء، نور الشريف في بداياته، ثم قراره بأن يصحب خطيبته وأخته وزوجها صاحب الكارو في سهرة أثناء نوبة حراسته للمكان يشجعه توفيق الدقن، ما حدش أحسن من حد وكلنا ولاد تسعة ليه ممنوع يدخلوا الحتت دي، هعدي بيها كوبري السلطان أبو العلا وندخل، نظرة اشتراكية ونقد لفروق الطبقات وقضاء سهرة في الميرلاند وعبور حاجز الطبقات الذي سبق وعبر عنه صلاح أبو سيف، وهو والمخرج الشاب من سكان بولاق أبو العلا. ليلة واحدة يحلمون فيها ويعيشون كما أصحاب الحظوة تنتهي بمساعدة العسكري الذي ناله من الحظ جانب. ماجدة الخطيب في دور زينات تؤكد أنها هانم لا تقل عن أي واحدة ، مش أنا أحسن من ستاتهم ، تغير أوضاع كأنها في جلسة تصوير واثقة من استحقاقها لحياة الرفاهية. المونتاج يحقق الجدل بين اللقطات لأحمد متولي ، والإيقاع حي بالانتقال بين لقطات متنوعة الأحجام في ميزانسين بارع سيتحقق على مدار أفلام محمد عبد العزيز وسينجح في تدريسه لطلبته بعدما أصبح معيدا ثم مدرسا بمعهد السينما.

يختتم " ممنوع" 1972 بجملة من المعلم عوض، الصح ان امبابة  كلتها رجالتها ونسوانها وعيالها ييجوا هنا، يقعدوا فيها، ياكلوا ويشربوا زي ما همه عاوزين، يا بلاش . أداء الدقن المميز تعبيرا عن رفضه للحل الفردي، وإعلان انحياز صناع الفيلم  لحق البسطاء في نصيب من النعيم. 

 شن الكاتب الصحفى محمد الحيوان هجوما عنيفا على المخرج فى مقالاته بالجمهورية، واتهمه بالترويج للفكر الشيوعى، وحذر من الأفكار الخطرة والهدامة التى قام بتسريبها فى ممنوع، ويبدو أن هذا الهجوم دفع محمد عبد العزيز لاختيار الكوميديا في أفلامه التي بعد في أغلبها عن أي فكرة تعيد إليه تهمة الشيوعية أو تقترب منها. 

فكان أن أنتجت له ماجدة الخطيب عمله الطويل الأول " في الصيف لازم نحب" الذي يبدأ من مستشفى للصحة النفسية، أربعة شبان عانوا من أزمات نفسية مختلفة ، طبيبهم يفكر في طريقة لعلاجهم بالقيام برحلة صيف على شاطيء البحر، حيث يقابلون ثلاث جميلات يحبسهم والدهم ، ويفرض عليهم عباءات سوداء، يتحايلون ليخرجوا ونفاجأ بمشهد فائق، ينزعون فيه عباءاتهم ويجرون على البحر بالبكيني، في شاطيء العجمي الذي كان ، الأب المتزمت لديه عقدة نفسية ويسرق المايوهات، يشرح الطبيب العقدة بأن سرقة المايوهات نوع من الانحراف النفسي الخفيف،  نتيجة الانعزال عن الجنس الأخر. الفيلم صالح للعرض هذه الأيام يشرح فيه صناعه أن التزمت نتيجة لخلل نفسي وليس ناتجا عن تدين أو حسن أخلاق. النوع الكوميدي للفيلم لا يتعارض مع مناقشة القيم الاجتماعية، بل يقدمها في أسلوب رومانسي غنائي ، ومع الكوميديا يمكن للعقد أن تحل ، حيث الحياة والانطلاق في صيف ينتهي بأغنية مرحة خفيفة ، شيء طبيعي لو نحب، شيء طبيعي. كما أنه من الطبيعي أن يختار المخرج الدارس أسلوبا لعمله ليس واقعيا بالضرورة، ومع ذلك ففيه التزام بقضايا المجتمع مقدم في قالب محبب للناس وللجماهير الواسعة. شاهدت " في الصيف لازم نحب" للمرة الأولى في دار سينما مترو وأعجبني، وتوقفت عند مونتاج لمشهد مجموعة الشباب بالموتوسيكلات على الكورنيش وكنت في بداية دراستي للمونتاج، الإيقاع سريع والإنتقال رائع بين اللقطات للمونتيرة رشيدة عبد السلام، لم يعمل محمد عبد العزيز مع غيرها في كل أفلامه، وسيقدم 18 فيلما كوميديا مع عادل إمام، وأعمال كثيرة بها نقد ساخر لظواهر في المجتمع، مبتعدا عن الفكر الشيوعي الذي هرب منه في بداياته.

صفاء الليثي

نشر بمجلة روز اليوسف السبت 19 نوفمبر 2020 العدد 4814

 باب للفن فقط اشراف شيماء سليم

صور تفصيلية من المشهد الفائق لفيلم " في الصيف لازم نحب " 



 

 

 

 

Sunday 13 September 2020

مخرجون وبدايات 1 أشرف فهمي

أشرف فهمي.... واختيار الاندماج

أعرفه مخرجا لفيلم " ليل وقضبان" العمل الكبير عام 1974 قبلها أخرج القصة الثانية من فيلم " قصص ممنوعة" تجربة المؤسسة العامة للسينما لتسمح لخريجي المعهد بالتعبير والمشاركة في صناعة السينما فكان الجزء الثاني من الفيلم بعنوان كان ، يعد بمخرج يقدم سينما جديدة، ملتزمة بالقطاع العريض من الناس، قدم فيه تحية لفن السينما باختياره الموضوع ومشهده الفائق عن تصوير فيلم بكل تفاصيل العمل الذي انبهر به ونجح في مشاركتنا معه لهذا الانبهار.

 "كان" "يبدأ بالتترات على رسوم شعبية ، وسيارة تصوير فيلم عليها مجسم للنجمة سناء التي كانت سنية، السيد راضي يقول دعابة ظريفة، مساعد مخرج نخمه، ولما يبقى مخرج نخاف منه، النجمة تزور حيها القديم وتصور مشهدا تقوم بتعديل السيناريو ليطابق واقع ما حدث في طفولتها، يقدم المخرج مشهدا رائعا في حمام بلدي. مزج بين ماضي سنية وحسونة الذي أصبح نجارا يتم الاستعانة به في أعمال التصوير ، هناك حالة من الفرجة ، سنية تتعرف على حسونة وتمنحه نقودا، يشعر بإهانة، علي الشريف يؤنبها، نربيك وانت صغيرة، تهزأينا وانت كبيرة، رأفت الميهي وسيناريو محكم وحوار محمل بالمعاني عن قصة محمد صدقي. عبر 23 ق فقط حقق المخرج الأكاديمي الدارس عملا فنيا بديعا في الصورة والمضمون. فيه نقد مغلف بالعتاب لمن ينسى أصله وناسه.  
للتلفزيون أخرج عملا في 30 ق أنتج عام 1973 عن قصة لنجيب محفوظ بعنوان الصدى. نجح في تحويلها لفيلم قصير يحمل قيمة تعبيرية ودرامية، تبدأ القصة بجملة قصيرة " اعتمد على عصاه وانتظر " ويبدأ الفيلم بخطوات رجل مستندا على عصاه ، قدم فهمي مع السيناريست رؤوف توفيق تصورا سينمائيا لجملة قصيرة جدا ، ونجحا في صياغة معادل بصري يفوق الجملة ويعطيها معنى محددا .
قام محمود مرسي بالدور ، متجهما ، قاسيا ، يطلب المغفرة من والدته ، يتحدث كثيرا بينما هي جالسة تقلب حبات المسبحة بنظرة جامدة ، يخفي المخرج عنا أنها عمياء فنفاجأ مع البطل بفقدها السمع والبصر ، لينتهي أمل الابن في الحصول على صفحها ويعود إليه صدى أفعاله ويتأكد أنه لن ينجح في التخفيف من أثقاله ، عبرت الصورة جيدا عن " جئت تتخفف من أثقالك فضاعفتها أضعافا مضاعفة .. ". الفيلم مقدم في جو صعيدي عن هذا الخط – الشقي – الذي يجلب الشقاء لنفسه ولكل من حوله .

أما عمله الطويل الأول "القتلة" فقد تم إخراجه بنية الاندماج في حقل صناعة السينما وليس بنية تغيير مضمونها أو شكلها،  فيلم يمتزج فيه التشويق بالرومانسية، برز فيه عادل أدهم في دور شرير معاصر، سيستعين به أشرف فهمي في أعمال أخرى نجحت تجاريا. أما صلاح ذو الفقار فيقدمه في دور بلا ملامح ومع ناهد شريف يقدمهما في مشهد يقول عنه المصريين في دعابة  وبصيغة النداء " منى أحمد " حبيبان يجريان على شاطيء ثم يلتقيان. في القتلة التزام بتراث السينما مصرية وأمريكية دون رؤية إخراجية خاصة كالتي ظهرت في عمليه القصيرين " كان " و" الصدى".
أرجح أن أشرف فهمي اختار بوعي التواجد في الحقل دون طموح لعمل أفلام جديدة أو فنية للخاصة، براعته الأولى في قيادة الممثل ومنحه مساحة لإظهار براعته، نجده اختار عادل أدهم وأبرزه في أداء مختلف ، فكان شرير السبعينيات بقيادة أشرف فهمي.
 يتأسس جيل مخرجي السبعينيات من خريجي المعهد العالي للسينما، تساندهم المؤسسة العامة للسينما ، فانطلقوا بأعمال بعضها تفوق على سينما الكبار وبعضها صار على نهجهم دون ثورة أو تغيير.
هو خريج الدفعة الأولى لمعهد السينما 1963 ، درس الإخراج بجامعة كاليفورنيا من 1964 حتى 1967، عمل مخرجاً في المركز القومي للسينما التسجيلية وأخرج فيلم "حياة جديدة"، وحصل عنه على جائزة من مهرجان ليبزج ، ثم عمل مساعداً للمخرجين فطين عبدالوهاب وعبد الرحمن الخميسي ويوسف شاهين، ثم أخرج أول أفلامه القتلة 1971. قدم خمسين فيلما أضيفت الى حصيلة مصر من أفلام جيدة في مجموعها، ولكنها ليست فارقة عن التيار السائد للسينما المصرية.
صفاء الليثي
نشر بمجلة روز اليوسف السبت 12 سبتمبر 2020 باب للفن فقط اشراف شيماء سليم.
هذه سلسلة مقالات جديدة بروز اليوسف
حماس شيماء سليم زاد وبقينا نطور مع بعضما السلسلة ، بدأت فكرتي بالبحث في بدايات المخرجين ممن تخرجوا من معهد السينما، شيماء قالت ان ده هيستبعد مخرجين مهمين من نفس الجيل لم يدرسوا في المعهد واقترحت عنوان "مخرجون وبدايات "، وهذا المقال الأول فكرة البدايات التي تشير إلى الطريق الذي سلكه المخرج عبر مسيرته. الترتيب سيكون بتاريخ إنتاج أول عمل قدر الإمكان . خلال فترتي السبعينيات والثمانينيات.  




Tuesday 8 September 2020

القيم الاجتماعية كما تعكسها أفلامنا 8 بنات حواء 1954


بنات حواء متحرشات بالرجال
" قصة آدم وحواء في الماضي والحاضر" جملة دعاية على أفيش فيلم بنات حواء للثنائي الناجح محمد فوزي ومديحة يسري ، في توجه لا يختلف عن حسين صدقي ، ولكن هنا في فيلم كوميدي غنائي أنتجه المطرب صاحب شركة الأسطوانات، المحاط دائما بالجميلات في فيلم مع زوجته الأخيرة التي شاركته أفلاما عديدة، تظهر هنا كسيدة عصرية صاحبة محلات ملابس باسم الصبا والجمال، رسم لنا سيناريو أبو السعود الإبياري صورة كاريكاتورية عن امرأة تؤسس جمعية المرأة تساوي الرجل، ويسخر الفيلم من النساء ( ذوات الشنب) يتحدى فوزي بطلته أن تقع في حبه وتعود أنثى كما يرغبها الرجال. 

بدأت يسلسلة المقالات للتعرف عن القيم الجتماعية في أفلامنا بفيلم" أقوى من الحب" لمديحة يسري أيضا مرفوضة كامرأة متسلطة وشادية كانت النموذج الذي يروج له الرجال ومنهم صناع فيلم " بنات حواء" فشادية مخطوبة لأناناس التي ترى السياسة " في الحب والزواج وتنضيف جيوب الرجالة " وبدلع شادية تقول هوه في أحلى من كده. رفض عصمت /مديحة يسري للزواج يعوق سعي حكمت/ شادية في الزواج لأنها الأصغر. نتعرف من الفيلم على التقليد الاجتماعي بعدم زواج الابنة الصغرى قبل الكبرى ، ولأن الفيلم مبني على الكوميديا الساخرة لا نلمح أي قيمة اجتماعية جادة يناقشها الفيلم باستثناء هذا التقليد ، فقط السخرية من النسويات ودعاوى المساواة التي كانت ظاهرة ومتوازية مع ثورة يوليو ورغبتها في تحرير النساء. في أول مشاهد الفيلم عصمت تلبس بنطلون وتضم شعرها وترفض الحب والزواج وتعتبره ضد مباديء الجمعية.
لا يجاهر محمد فوزي بعدائه للمساواة بل يقول، ادخلي البرلمان واطلبي المساواة ، مع الاعتراف بإنك ست..عاوزك تحسي كواحدة ست، عاوز قلبك يتغير.  الفيلم ذكوري بامتياز يظهر النساء متحرشات بالرجال ، حكمت تغازل وحيد وجدي ، يا جماله، وتنجرف للعبته في إغاظة أختها وتكاد تتخلى عن خطيبها، أناناس اسماعيل يس. زينات صدقي أيضا تقع صريعة جمال محمد رضا وتغازله ناسية تعليمات رئيستها حكمت هانم. الغزل الصريح بالكلمات لم يكن مرفوضا ولا يطلق عليه تحرش لفظي، المعاكسات بين الطرفين كانت سائدة وبدونها لا تكتمل علاقة الحب ولا تتحول إلى زيجات. وحيد يغازل عصمت، وهي عندما يستفزها لتشرب خمور كما الرجال ينفلت لسانها، ويقول لها انت قلت كلام حلو قوي.
يصل الفيلم الى قمة سخريته من النساء النسويات عندما يبدل وجدي صفحة من خطاب عصمت فتقول وهي منطلفة بحماس، "خلق الله المرأة للزواج وإنجاب الأطفال، فالرجل هو الرجل ولو كان له ذنب، والمرأة هي المرأة ولو كان لها شنب" تُفصل عصمت من الجمعية وينجح الذكر المتباهي بجماله في إيقاعها في حبه، مشهد منقول غالبا من فيلم أجنبي فيه تأتي الى بيته بحجة انقاذ أختها وتكون هناك عاصفة ورعد خارج البيت ثم مطر ، رغم ندرة حدوثه بمصر، هي بفرو وغطاء أوربي للرأس، تبدو جميلة كنجمة هوليودية، نيازي مصطفى وفريق فيلمه يقدمان الجمال بمساعدة محلات شملا ، حتى أنه هناك عرض أزياء ختامي تلبس فيه عصمت فستانا رائعا للزفاف وينتهي الفيلم نهايته السعيدة بزواج الجميلة من الرجل الوسيم ، وزواج حكمت من أناناس، وزواج كوميديانة الفيلم من موديل الرسامين ، الممثل محمد رضا في ملابس صياد نموذج لجمال ذكوري شعبي. محمد فوزي بطلا ومنتجا لفيلمه يقدم ما يشبه النصيحة للمرأة بألا تتحدث عن المساواة وأن تهتم بأنوثتها وتستسلم للحب، هو هنا رجل محافظ كرأسمالي  متمسك بمكتسبات الرجال عبر العصور منذ " آدم وحواء". يؤكد على صورة المرأة المفضلة لديه وقد غازلها في أغنيته، الورد له في روايحه لغات .. حاكم الزهور زي الستات ، و راقصة تظهر من زجاجة العطر ثم يتسع الكادر لتقدم الأنثى رقصتها ، بما يجيده المخرج نيازي مصطفى من حيل سينمائية سباقة، وصورة رائعة لمدير التصوير الكبير وحيد فريد، عالية الجودة، التفاصيل كلها عاكسة للجمال ، غير معنية بما يروج له نظام ثورة يوليو من مساواة المرأة بالرجل ، محمد فوزي يعلنها صريحة، الإنسان مش ممكن يحارب الطبيعة، الراجل راجل والست ست.
صفاء الليثي
نشر بمجلة روز اليوسف العدد 4812 باب للفن فقط إشراف شيماء سليم