Sunday, 13 September 2020

مخرجون وبدايات 1 أشرف فهمي

أشرف فهمي.... واختيار الاندماج

أعرفه مخرجا لفيلم " ليل وقضبان" العمل الكبير عام 1974 قبلها أخرج القصة الثانية من فيلم " قصص ممنوعة" تجربة المؤسسة العامة للسينما لتسمح لخريجي المعهد بالتعبير والمشاركة في صناعة السينما فكان الجزء الثاني من الفيلم بعنوان كان ، يعد بمخرج يقدم سينما جديدة، ملتزمة بالقطاع العريض من الناس، قدم فيه تحية لفن السينما باختياره الموضوع ومشهده الفائق عن تصوير فيلم بكل تفاصيل العمل الذي انبهر به ونجح في مشاركتنا معه لهذا الانبهار.

 "كان" "يبدأ بالتترات على رسوم شعبية ، وسيارة تصوير فيلم عليها مجسم للنجمة سناء التي كانت سنية، السيد راضي يقول دعابة ظريفة، مساعد مخرج نخمه، ولما يبقى مخرج نخاف منه، النجمة تزور حيها القديم وتصور مشهدا تقوم بتعديل السيناريو ليطابق واقع ما حدث في طفولتها، يقدم المخرج مشهدا رائعا في حمام بلدي. مزج بين ماضي سنية وحسونة الذي أصبح نجارا يتم الاستعانة به في أعمال التصوير ، هناك حالة من الفرجة ، سنية تتعرف على حسونة وتمنحه نقودا، يشعر بإهانة، علي الشريف يؤنبها، نربيك وانت صغيرة، تهزأينا وانت كبيرة، رأفت الميهي وسيناريو محكم وحوار محمل بالمعاني عن قصة محمد صدقي. عبر 23 ق فقط حقق المخرج الأكاديمي الدارس عملا فنيا بديعا في الصورة والمضمون. فيه نقد مغلف بالعتاب لمن ينسى أصله وناسه.  
للتلفزيون أخرج عملا في 30 ق أنتج عام 1973 عن قصة لنجيب محفوظ بعنوان الصدى. نجح في تحويلها لفيلم قصير يحمل قيمة تعبيرية ودرامية، تبدأ القصة بجملة قصيرة " اعتمد على عصاه وانتظر " ويبدأ الفيلم بخطوات رجل مستندا على عصاه ، قدم فهمي مع السيناريست رؤوف توفيق تصورا سينمائيا لجملة قصيرة جدا ، ونجحا في صياغة معادل بصري يفوق الجملة ويعطيها معنى محددا .
قام محمود مرسي بالدور ، متجهما ، قاسيا ، يطلب المغفرة من والدته ، يتحدث كثيرا بينما هي جالسة تقلب حبات المسبحة بنظرة جامدة ، يخفي المخرج عنا أنها عمياء فنفاجأ مع البطل بفقدها السمع والبصر ، لينتهي أمل الابن في الحصول على صفحها ويعود إليه صدى أفعاله ويتأكد أنه لن ينجح في التخفيف من أثقاله ، عبرت الصورة جيدا عن " جئت تتخفف من أثقالك فضاعفتها أضعافا مضاعفة .. ". الفيلم مقدم في جو صعيدي عن هذا الخط – الشقي – الذي يجلب الشقاء لنفسه ولكل من حوله .

أما عمله الطويل الأول "القتلة" فقد تم إخراجه بنية الاندماج في حقل صناعة السينما وليس بنية تغيير مضمونها أو شكلها،  فيلم يمتزج فيه التشويق بالرومانسية، برز فيه عادل أدهم في دور شرير معاصر، سيستعين به أشرف فهمي في أعمال أخرى نجحت تجاريا. أما صلاح ذو الفقار فيقدمه في دور بلا ملامح ومع ناهد شريف يقدمهما في مشهد يقول عنه المصريين في دعابة  وبصيغة النداء " منى أحمد " حبيبان يجريان على شاطيء ثم يلتقيان. في القتلة التزام بتراث السينما مصرية وأمريكية دون رؤية إخراجية خاصة كالتي ظهرت في عمليه القصيرين " كان " و" الصدى".
أرجح أن أشرف فهمي اختار بوعي التواجد في الحقل دون طموح لعمل أفلام جديدة أو فنية للخاصة، براعته الأولى في قيادة الممثل ومنحه مساحة لإظهار براعته، نجده اختار عادل أدهم وأبرزه في أداء مختلف ، فكان شرير السبعينيات بقيادة أشرف فهمي.
 يتأسس جيل مخرجي السبعينيات من خريجي المعهد العالي للسينما، تساندهم المؤسسة العامة للسينما ، فانطلقوا بأعمال بعضها تفوق على سينما الكبار وبعضها صار على نهجهم دون ثورة أو تغيير.
هو خريج الدفعة الأولى لمعهد السينما 1963 ، درس الإخراج بجامعة كاليفورنيا من 1964 حتى 1967، عمل مخرجاً في المركز القومي للسينما التسجيلية وأخرج فيلم "حياة جديدة"، وحصل عنه على جائزة من مهرجان ليبزج ، ثم عمل مساعداً للمخرجين فطين عبدالوهاب وعبد الرحمن الخميسي ويوسف شاهين، ثم أخرج أول أفلامه القتلة 1971. قدم خمسين فيلما أضيفت الى حصيلة مصر من أفلام جيدة في مجموعها، ولكنها ليست فارقة عن التيار السائد للسينما المصرية.
صفاء الليثي
نشر بمجلة روز اليوسف السبت 12 سبتمبر 2020 باب للفن فقط اشراف شيماء سليم.
هذه سلسلة مقالات جديدة بروز اليوسف
حماس شيماء سليم زاد وبقينا نطور مع بعضما السلسلة ، بدأت فكرتي بالبحث في بدايات المخرجين ممن تخرجوا من معهد السينما، شيماء قالت ان ده هيستبعد مخرجين مهمين من نفس الجيل لم يدرسوا في المعهد واقترحت عنوان "مخرجون وبدايات "، وهذا المقال الأول فكرة البدايات التي تشير إلى الطريق الذي سلكه المخرج عبر مسيرته. الترتيب سيكون بتاريخ إنتاج أول عمل قدر الإمكان . خلال فترتي السبعينيات والثمانينيات.  




No comments:

Post a Comment