ناهد نصر الله ..
من السياسة إلى تصميم الملابس
مصممة أزياء مصرية،
بدأت حياتها كمساعد مخرج مع المخرج "يوسف شاهين"
في الكثير من أفلامه، ثم تعرفت الى مصممة
الأزياء "إيفون ساس ينو" والتي شجعتها كثيرا على خوض
هذا المجال، ونصحتها بتعلم الرسم حتى تستطيع تحضير تصورها عن شكل الملابس الملائمة
للشخصية. ناهد خريجة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية إلى أن حبها لتصميم الأزياء
دفعها للسفر إلى باريس لدراسة الموضة الى جانب الرسم لاقتناعها بأهمية أدوات مصمم
الأزياء في التعبير ثم عادت إلى مصر عام 1993 وعملت
كمصممة مع المخرج الراحل رضوان الكاشف في فيلم " ليه يا بنفسج " ثم مع
يسري نصرالله في "مرسيدس" إلا أن تألقها كان في فيلم
"المهاجر" للمخرج "يوسف شاهين". حيث
حصلت عنه على جائزة أفضل تصميم ملابس من مهرجان جمعية الفيلم للسينما المصرية ومن
مهرجان جنوب أفريقيا.
وإذا كانت البداية مع
يوسف شاهين ومجموعة المخرجين المرتبطين به من تلاميذه كأخيها المخرج يسري نصر الله
، والمخرج عاطف حتاتة والمخرجة أسماء البكري ورضوان الكاشف، إلا أنها حفرت طريقا
في السينما المصرية وعملت مع العديد من المخرجات والمخرجين حتى الفيلم الأخير الذي
عرض عام 2017 " فوتوكوبي
" لتامر العشري. عن بدايتها وأهم أفلام صممت لها الملابس تقول ناهد:
" أثناء
تصوير فيلم " الوداع يا بونابرت" كنت وسيطا للترجمة بين مصممة الأزياء
الفرنسية وبين فريق الفيلم، ظروف الإنتاج لمتكن تسمح بتواجدها أكثر من ستة أسابيع،
اختارتني لأكون مساعدة لها في الملابس حيث وجدت أنني أصلح لهذا العمل، ووضع اسمي
في تترات " اليوم السادس " معها كمصممة مشاركة لملابس الفيلم. اكتسبت
خبرة كبيرة في مناخ قدمه لي مكتب يوسف شاهين، ثم درست الموضة لمدة عام في باريس،
وأثناء دراستي عملت مع ورشة التفصيل لفرقة الكوميدي فرانسيز، وحصلت على خبرة عملية
في كيفية تفصيل الملابس. بعدها صممت " ليه يا بنفسج" لرضوان الكاشف،
"مرسيدس" ليسري نصر الله ، عملت كمنفذة لتصميمات عمرو خليل في "
اسكندرية كمان وكمان" ثم أسند لي تصميمات " المهاجر" رغم تردد يوسف
شاهين في إسناد العمل لي منذ البداية وحدث ذلك بعد قيامي بتصميم فستان يسرا وهي
غاضبة تكسر تمثالا للتعبير عن إحباطها في زوجها، فصممت فستانا أهم مافيه حمالة
الصدر على شكل ثعبان نفذ من قطع معدنية. أعجب شاهين بالتصميم وترك لي المهمة راضيا
وكله ثقة بأن النتيجة سترضيه.
ملابس مرسيدس يسرا منحة البطراوي ومنى زكريا
عند التفكير في
عملي ألجأ إلى المراجع، غالبا مراجع أجنبية، بالإضافة إلى ذوقي الشخصي، أيضا أخذت مشورة
كل من صلاح مرعي وأنسي أبو سيف لأعرف كيفية تنفيذ الأفكار بشكل عملي يمكن الممثل
من الحركة بسهولة أثناء التصوير. بعد المهاجر عملت في " المدينة" وأيضا
" باب الشمس" .
صممت ناهد نصر
الله ملابس لأفلام ذات طابع تاريخي " المهاجر، المصير، الأصلييون"
اعتمادا على مراجع مصورة .كما صممت ملابس تنتمي إلى نوع الدراما الصعيدية إذا جاز
التعبير كفيلم " الجزيرة " لشريف عرفة، أحيانا تكون المراجع أعمالا
سابقة في السينما لفنانين كبار مثل شادي عبد السلام .
صممت ناهد أيضا
ملابس شعبية معاصرة أو تنتمي لأزمنة أقدم مثل " كونشرتو في درب سعادة "
تصميم جلباب سلوى خطاب، شعبي بذوق رفيع ، الموديل بوسط ينتهي بكورنيش، ملابس بيتية
جميلة سادت في مصر وظهرت في أفلام الأربعينيات والخمسينيات. تختلف عنها ملابس
البطلة العازفة من طبقة أخرى، بألوان سادة وقصات منسدلة. أعجبني بشكل خاص تصميمات ناهد لأفلام رضوان الكاشف
" ليه يا بنفسج" أو" الساحر" للفتاة منة شلبي، مستخدمة أقمشة تستعملها
نساء الأحياء الشعبية ويطلقون عليها أسماء رمش العين، وقماش البيكة واللينوه
القطني فتظهر التصميم بشكل جميل ومقنع لمناسبته للشخصية الدرامية. قمصان النوم
العارية من الساتان الرخيص ناسبت ابنة الساحر في مرحلة فوران الجسد. ملابس الرجال تأخذ نفس عناية ملابس النساء وخاصة في حالة الكاركتر،
تنوع ملابس الرجال يكون أكثر، في فيلم الساحر بحثت ناهد في مخزن خصصه محمود عبد
العزيز لملابس التصوير بحثت بها وكأنها تبحث في (البالة) بوكالة البلح لتختار
الملابس التي وجدتها مناسبة للشخصية. وحين تكون الشخصية معاصرة تصحب الممثلين
لشراء الملابس التي تناسب الشخصية ويخترونها معا.
تنتمي ناهد نصر
الله إلى عائلة من كبار البرجوازية المصرية المسيحية، اكتسبت قدرتها على التعبير
عن مختلف الطبقات بعد مشاركتها في الحركة الطلابية بداية السبعينيات، كانت ناشطة
سياسية، أكسبها النضال اقترابا من العوالم الشعبية والمتوسطة، وبنظرة ممتلئة بالحب
اكتسبت القدرة على التعبير عن مختلف الطبقات دون إحساس فوقي. فهمها لقراءة
السيناريوهات وتحليل الشخصات دعمه نضالها في شبابها ومكنها الاقتراب من كل الطبقات
من إتقان عملها .
من الأفلام التي عملت
لها تصميم الملابس فيلم " ابراهيم الأبيض " 2009 حيث حيرتها ملابس بطلته
حورية التي قامت بها هند صبري، تقول عنه ناهد: " عندما قرأت السيناريو أول
مرة كنت مرعوبة، ولكن عندما قرأته مرة أخرى بتركيز شديد، وجدت أن أساس قصته ليس
استعراض العنف، وشخصياته إنسانية جدا، ومشاعرها تخرج فى أى وقت حتى لو كان فى
أوقات العنف، وكانت الصعوبة فى تصميم ملابس لشخصيات لا هى واقعية ولا أسطورية،
وعشت جدلا بداخلى حول شكل ملابسها، وأكثر الشخصيات التى عذبتنى هى «حورية» لأننى
كنت أحيانا أنجذب إلى الشخصيات الحقيقية فى الأحياء العشوائية، وبذلك سأفقد الجانب
الأسطورى لها، ولكننى اكتشفت أن واقعيتها ليست مصدر قوتها، بل المشاعر أهم، واحترت
فى شكلها خاصة فى مرحلتها الأولى لأن شكلها فى هذه المرحلة لابد أن يعطى أكثر من
إحساس، فهى فتاة جريئة ولديها قدرة على الاقتحام. قبل تصوير الفيلم أحضر لى مروان
عددا من الأفلام الأجنبية العنيفة والدموية حتى أتفاعل معها، لكننى كنت أبكى أثناء
مشاهدتها، وقمت بعمل بحث كبير حتى أتعرف على هذه البيئة وشكل ملابسها، وقد وصلت
لشكل ملابس «زرزور» بسهولة، وما رسمته هو ما تم عرضه لأن الشخصيات السلطوية
الشريرة موجودة، وملابسها ليست صعبة، والأصعب رسم شخصية غير موجودة فى الواقع."
لم أتردد أبدا في
قبول أي عمل يعرض علي، بالعكس كنت دائما أرغب في المشاركة في صناعة السينما
المصرية ، حيث انتقلت من سينما يوسف شاهين إلى العمل بالسينما السائدة في نماذج
متميزة منها تجربتي في " الجزيرة" ملابس هند صبري وزينة من نساء طبقة
الأعيان، استخدمت ( الحبرة ) الصعيدية التقليدية ولعبت على لونها وهو نفس لون
ملابس نادية لطفي في " المومياء" متبعة وجهة نظري في عدم الالتزام
بالواقع التاريخي، لكني ألتزم بالدراما حيث يصل الإحساس بالقصة من خلال الملابس
متحررة من قيود الالتزام بالتاريخ حرفيا وهوما شجعني عليه يوسف شاهين، لاحقا صممت
ملابس " ابراهيم الأبيض " بعيدا عن العشوائيات بجرأة أخذت مني وقتا
طويلا لأقنع بها مخرج الفيلم مروان حامد. معيار قبولي لفيلم ما هو الموضوع ، ضخامة
الإنتاج عامل محفز على القبول، ولكني أتحمس للعمل في فيلم يعجبني موضوعه كما حدث
مع آخر أفلامي" فوتوكوبي ".
عن فيلم فوتو كوبي
للمخرج تامر عشري في عمله الأول وهو آخر فيلم مصري عرض عام 2017 عنه تقول ناهد : "
كان التحدي أمامي كيف نحول شرين رضا لسيدة في بداية الستينات مريضة بالسرطان،
وفرنا باروكة أحضرناها من الخارج بعد ما عرفنا ان الشعر بيطلع وفيه حُفر يبدو فيها
الشعر خفيفا بحيث تظهر فروة الرأس. التاييرات كانت أقدم من عام 2000 لأن هذا مناسب
لشخصية ست فقيرة من طبقة وسطى، وخاصة إن الملابس الشتوية بتعيش وكلنا بنعمل كده،
ممكن نفضل لابسين نفس الملابس خاصة الشتوية من غير مراعاة الموضة ، هناك تفاصيل بتشير في الفيلم اننا في الشتا. واخترنا
ألوان ترابية للتعبير عن مزاج شخصية وحيدة مريضة. الملابس جزء مهم من مساعدة
الممثلة لتظهر مقنعة لدورها.
لم تتخيل يوما
دارسة سياسة واقتصاد أنها ستعمل في مهنة تصميم الملابس، تصورت أنها ستعمل في إخراج
الأفلام وخاصة في السينما التسجيلية، عملت مع المخرج السوري عمر أميرالاي في فيلمه
" تابوت الحجة" وبقايا أفكار الحركة الطلابية في رأسها، وقتها كان
الطموح لعمل أفلام تسجيلية جزءا مكملا لالتزامها السياسي. وحين طلبت العمل مع يوسف
شاهين كمساعد ضمن فريق الإخراج كان القدر يرتب لها موقعا مختلفا مع تصميم الملابس
التي أصبحت مهنتها الأولى والمستمرة حتى الآن.
صفاء الليثي
دراسة نشرت بكتاب حبات الماس في تكريم مبدعات بمهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
ناهد نصرالله : سيرة ذاتية
ولدت في 18 أكتوبر 1953
تخرجت من المدرسة الألمانية (ديو) القاهرة 1974.
الشهادة الجامعية الأولى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية 1979.
درست تصميم الموضة، فاشيون دراوينغ أت ذي تشامبر سينديكال دي كوتشر 1991.
ولدت في 18 أكتوبر 1953
تخرجت من المدرسة الألمانية (ديو) القاهرة 1974.
الشهادة الجامعية الأولى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية 1979.
درست تصميم الموضة، فاشيون دراوينغ أت ذي تشامبر سينديكال دي كوتشر 1991.
قائمة بالأعمال كمصممة
أزياء
1985/86 "اليوم السادس" المخرج يوسف شاهين (مصمم مشارك)
1987/88 "سرقات صيفية" المخرج يسرى نصرالله.
1990 "اسكندرية كمان وكمان" المخرج يوسف شاهين (مصمم المشارك)
1992 " القاهرة منورة بأهلها" الوثائقي المخرج يوسف شاهين
1993 "ليه يا بنفسج" المخرج رضوان الكاشف
1992/93 "مرسيدس" المخرج يسري نصرالله
1993/94 " المهاجر" المخرج يوسف شاهين
1996/97 " المصير" المخرج يوسف شاهين
1998 "كونشيرتو في درب سعادة" المخرج أسماء البكري
1985/86 "اليوم السادس" المخرج يوسف شاهين (مصمم مشارك)
1987/88 "سرقات صيفية" المخرج يسرى نصرالله.
1990 "اسكندرية كمان وكمان" المخرج يوسف شاهين (مصمم المشارك)
1992 " القاهرة منورة بأهلها" الوثائقي المخرج يوسف شاهين
1993 "ليه يا بنفسج" المخرج رضوان الكاشف
1992/93 "مرسيدس" المخرج يسري نصرالله
1993/94 " المهاجر" المخرج يوسف شاهين
1996/97 " المصير" المخرج يوسف شاهين
1998 "كونشيرتو في درب سعادة" المخرج أسماء البكري
1998/99
"المدينة" المخرج يسرى نصرالله
1999 " الآخر" المخرج يوسف شاهين
1999 " الأبواب المغلقة" المخرج عاطف حتاتة
2000/01 " الساحر" المخرج رضوان الكاشف
2000/01 "بحب السينما" المخرج أسامة فوزي
2001/02 " سكوت هنصور" المخرج يوسف شاهين
2002/03 "باب الشمس" المخرج يسرى نصرالله
2004/05 "عمارة يعقوبيان" المخرج مروان حامد
2005 "دم غزال" المخرج محمد ياسين
2005 "عن العشق والهوى" المخرج كاملة أبو ذكري
2005/06 "لعبة الحب" المخرج محمد علي
2007 "جنينة الأسماك" المخرج يسري نصرالله
2007/08 "الجزيرة" المخرج شريف عرفة
2008 "حسن ومرقص" المخرج رامي إمام
2009 " إبراهيم الأبيض" المخرج مروان حامد
2010/11 "بعد المعركة" المخرج يسري نصرالله
2012 " بابا " المخرج علي ادريس
2013/14 " الفيل الأزرق " المخرج مروان حامد
2014 " الجزيرة 2" المخرج شريف عرفة
2014 " قط وفار" المخرج تامر محسن
2015 "الأصليين" المخرج مروان حامد
2015/16 " فوتوكوبي" المخرج تامر عشري
1999 " الآخر" المخرج يوسف شاهين
1999 " الأبواب المغلقة" المخرج عاطف حتاتة
2000/01 " الساحر" المخرج رضوان الكاشف
2000/01 "بحب السينما" المخرج أسامة فوزي
2001/02 " سكوت هنصور" المخرج يوسف شاهين
2002/03 "باب الشمس" المخرج يسرى نصرالله
2004/05 "عمارة يعقوبيان" المخرج مروان حامد
2005 "دم غزال" المخرج محمد ياسين
2005 "عن العشق والهوى" المخرج كاملة أبو ذكري
2005/06 "لعبة الحب" المخرج محمد علي
2007 "جنينة الأسماك" المخرج يسري نصرالله
2007/08 "الجزيرة" المخرج شريف عرفة
2008 "حسن ومرقص" المخرج رامي إمام
2009 " إبراهيم الأبيض" المخرج مروان حامد
2010/11 "بعد المعركة" المخرج يسري نصرالله
2012 " بابا " المخرج علي ادريس
2013/14 " الفيل الأزرق " المخرج مروان حامد
2014 " الجزيرة 2" المخرج شريف عرفة
2014 " قط وفار" المخرج تامر محسن
2015 "الأصليين" المخرج مروان حامد
2015/16 " فوتوكوبي" المخرج تامر عشري
كما صممت ملابس عددا
من المسرحيات منها:
1990 مسرحية دايرن
داير لحسن الجريتلي
1992 مساعد مصمم في
مسرحية كاليجولا للكوميدي فرانسيز إخراج يوسف شاهين
1999 مغامرات المملوك
جابر إخراج منير مراد
2000 رصاصة في القلب
لفرقة الورشة المسرحية حسن الجريتلي
الجوائز :
من مهرجان جمعية الفيلم
عن أفلام مرسيدس، المهاجر، المصير، والفيل الأزرق
من مهرجان جنوب
أفريقيا عن أفلام مرسيدس، المهاجر، المصير