مواطن
ومخبر وحرامي : تصالح أم تواطؤ واستسلام ؟
في حديقة
قصر " أو فيللا كبيرة " نشاهد عائلة كبيرة العدد ، الأطفال فيها يلعبون معا في سعادة ، والكبار
منهم يعيشون في وئام ، والرجلان "
المواطن والحرامي " تبادلا السيدات وتزوج كل منهما بحبيبة الآخر ، وهما مع
المخبر يمثلون عائلة لا تقل سعادة عن عائلة الحاج متولي التي طبقت شهرتها الآفاق .
في فيلم
" مواطن ومخبر وحرامي " يقدم المخرج المؤلف " داوود عبد السيد
" تصالحا بين فئات المجتمع طالما حلم به الرئيس السادات ، ولو كان السادات
حيا لقلد داوود وأبطاله الثلاثة : الحرامي " شعبان عبد الرحيم " والمخبر
" صلاح عبد الله " والمواطن " خالد أبو النجا " أرفع الأوسمة
وشرفهم باللقاء مربتاً على أكتافهم " كده تمام ، وكفاية بقى حقد طبقي ، وأيدولوجيا وكلام
فارغ "
هل هناك تصالحا ووئاما ناجحا للطبقات في فيلم
داوود عبد السيد الأخير ؟ هذا ما يبدو للوهلة الأولى ، ولكن المتأمل لما يحدث
سيتأكد أنه لا تصالح يمكنه أن يحدث بين مواطن يكتب أدبا وبين مخبر يتلصص عليه
ويتابعه خطوة خطوة ، وبين حرامي يستفزه فكر المواطن فيظل يطارده ويقوم بسرقة مخطوط
روايته ويحرقه في النار الذي يعد الشاي على ناره ، حتى يستسلم ، مقهورا ومهددا ولا
يكتب بعد ذلك إلا ما يوافق عليه الحرامي الذي أصبح ناشرا للكتب بجانب أعماله
الأخرى .
هذا
التواطؤ الذي يبدو للبعض تصالحا هو ما يحذر منه داوود ، كما يدين استسلام بعض
المواطنين المثقفين لقانون السوق الجديد حيث " الشمال زي الجنوب ، وغرب جوة
شرق " وكل تلك اللخبطة واختلاط المفاهيم .
أوراق
الرواية التي وصلت عن طريق الخادمة " هند صبري " لحبيبها " الحرامي
" بعد خروجه من السجن وبعد وصول
المخبر للحرامي ، يناولها له وهو ينصحه بأن يكتب في كراسة بدلا من هذا الورق
المفرط ، ولن تكون هذه آخر تعاليم الحكيم " شريف المرغوشي " بل ستتوالى
النصائح ويتعالم عليه لكي يكتب كما يتصور كما سيعرف بعد ذلك بالكتابة المعقمة
النظيفة الخالية من الخروج عما يدعيه المجتمع من ثوابت .
يوم 14
ديسمبر 1999 كان داوود عبد السيد يكتب كلمة النهاية على أوراق السيناريو "
المفرطة " قبل أن يتعلم مواطنه " سليم سيف الدين " الكتابة الرشيدة
من الحرامي " شريف المرغوشي / شعبان عبد الرحيم " وقبل أن تحدث أزمة
وليمة أعشاب البحر وقبل ارتفاع موجة تكفير الفن وكأن الفنان " داوود عبد
السيد " صاحب البحث عن سيد مرزوق والكيت كات كان يتنبأ في فيلمه بما سيحدث من
توابع لزلزال أزمة رواية سورية طبعت في مصر ، لم يكتف داوود بهذا بل نجح في بناء
فيلمه بحيث نشاهد التواطؤ الذي يحدث تدريجيا والتسليم من قبل مواطن مثقف مدفوعا
بضغوط من حرامي ووساطة مخبر ليصبح إنسانا مهجنا يكتب روايات يوافقه عليها الحرامي
.
فرافير داوود عبد السيد المقطقطة
عالج
داوود حمى تكفير الفن بخفة ظل متناهية جعلت رسالته تصل للجمهور العريض من الشباب
الذي انفجر ضاحكا متجاوبا مع مشاهد عديدة وكمثال على ذلك ما حدث في مشهد يُحضر فيه
" الحرامي " تمثالا من الأبنوس لامرأة جميلة وقد ألبسه فستانا من قماش
شعبي قبيح للغاية ، المواطن وقد انتابته حالة من الغضب الشديد أخذ ينزع قطع القماش
– بعد أن وبخ الحرامي وطرده – ونفاجأ بوجود قطعة من ملابس داخلية من الساتان
الأصفر على الذوق الشعبي لإخفاء ملامح التمثال ، فتنفجر الصالة بالضحكات .
هذا
المشهد جسد تصورا لأفكار تكفير الفن ولم يسقط داوود في تقديم خطابة مباشرة عن الفن
الحقيقي بل وضع الناس أمام الصورة البديلة – القبيحة جدا – التي يريدها من هم على
شاكلة الحرامي الذي أصبح رجل أعمال ثري وناشرا للكتب .
بداية الفيلم
الحقيقية مع " خالد أبو النجا " وهو شاب ميسور الحال ويعمل بالتأليف ،
يحكي لنا الراوي السينمائي ، من خلال التعليق والصورة ، حكاية المواطن سليم سيف
الدين ، قبله بداية وكأنها استفتاح
للجمهور مع صوت " شعبان عبد الرحيم " الحرامي خلف القضبان وهي مقدمة يمكن
حذفها دون أن يتأثر الفيلم ، ثم يدخل المخبر " صلاح عبد الله " ويقدم
للمواطن الخادمة حياة " هند صبري " التي تكون على علاقة غير شرعية مع
الحرامي .
قرب نهاية
الفيلم نسمع التعليق " قطع المواطن رحلته من الشك إلى الإيمان ، ومن الخطيئة
إلى الفضيلة " المشاهد المتعجل لن يفهم السخرية في جمل التعليق التي اختارها
داوود من الكلمات المستخدمة على نطاق واسع في الإعلام المقروء والمسموع ،
داوود يستخدم التعليق كما فعل في فيلمه
القصير " وصية رجل حكيم في شئون القرية والتعليم " بشكل يتناقض مع
الصورة ويخالف المعنى الحقيقي لما أراده داوود ، والتعليق في فيلم " مواطن
ومخبر وحرامي " يكمل الصورة دون أن يشرحها ، يسخر من الفكرة بعكس معانيها ،
وهو أسلوب يلجأ إليه الناس في حياتهم اليومية مُضفين روحا من السخرية المرة على ما
يضايقهم ، داوود جعل مذيعا قديرا " طارق .. " يقرأ التعليق فكان أداؤه
جذابا حتى أن الجمهور العادي لم تخرجه جمل التعليق عن متابعة العمل والتجاوب معه .
المواطن
شقي ومحب للنساء ومعه يقدم داوود مشاهد ممارسة الحب بوفرة مع صديقته مديحة "
رولا محمود " ومع الخادمة حياة " هند صبري " ، الفيلم يتحدث بلغة
ذكورية تختلف فقط في التفاصيل والذوق عن أعمال فنية أقل قيمة ، وأيضا لا يفوته
التأكيد على العجز الجنسي عند المخبر رغم اعتماده على منشطات طبيعية عبارة عن طعام
خاص من الجزار ، صلاح عبد الله وهو كوميديان من نوع خاص ، يلعن الجزار الذي خدعه
وأعطاه كلاوي بدلا من المخاصي بعد فشله في الفراش " الجمهور يضج بالضحك وهم
غالبية من الذكور وقلة قليلة جدا من السيدات ، عمق الموضوع وجماليات كل تفاصيل
الفيلم لا تنفي كون داوود يقدم عالما ذكوريا تحتل المرأة فيه دورا هامشيا ، فهي
العشيقة " مديحة " ولم نر لها دورا آخر في الأحداث غير ذلك ، والخادمة
" حياة " عشيقة أيضا وتابعة للرجل – الحرامي – وتشعر بأنه النصيب الذي
سلمت له عذريتها ، تقولها في الفيلم بلغة خاصة تفجر ضحكات الصالة ، ويبدو داوود
مصمما على جذب جمهوره والتأثير عليه .
لم يتعمق
داوود في أزمة الخادمة " حياة " ولم نفهم بشكل واضح سبب نوباتها
العصابية مرة في المطبخ وهي تشعر بدقات على الباب تصم أذنيها ،في مشهد منفذ بفنية
عالية وتصوير رائع لكابوس . ومرة أخرى بعدما أصبحت سيدة وزوجة للمواطن ترتدي
الموضة وتوشك على الانتحار . مثلما كانت الممثلة " فرح " مجرد ديكور
جميل حرص " أحمد زكي " على اقتنائه في أرض الخوف كذلك " هند صبري
" و" رولا محمود " ليستا أكثر من متاع متبادل بين الرجلين .
منذ ما
يزيد على ربع قرن كانت دور العرض في الأقاليم منتشرة في مراكز – المدن الصغرى –
الأقاليم ، الفلاحون وصغار المزارعين كانوا يتوافدون من القرى والنجوع والكفور
لمشاهدة الأفلام في دور العرض الصيفية غالبا في المركز / وسرعان ما يتشكل فريقان
يشجع أحدهما محمود المليجي ويشجع الآخر فريد شوقي ثم يتقاتلان بالعصي في "
الترسو " حيث كانت التذكرة بقرشين وأحيانا بعشرة مليمات وهي عملات اندثرت
الآن ، واليوم في دور العرض بوسط العاصمة – القاهرة – تبادل الشباب التعليقات حول
" مواطن ومخبر وحرامي " بصوت
مرتفع عن البطل الذي يتوحدون معه ، في البداية اختاروا المواطن الشقي لفتوحاته مع
النساء وسرعان ما تخلوا عنه عندما ظهر ضعفه وإحساسه بالقهر وبعدما انتصر عليه
الحرامي الذي ظهر عالما بالأمور و" جدع " ولكنهم بالطبع لم يستطيعوا أن
يتوحدوا معه ، كذلك لم يتجابوا مع المخبر
وإن لم يكرهوه .
وهذا هو
الفارق بين نوع السينما التي يقدمها المخرج المؤلف داوود عبد السيد وبين نوع سائد
من السينما .. فلا أبيض وأسود ، وليس هناك شرير وطيب كما عودتنا الدراما التقليدية
، فقط هناك بشر ، ثلاثة أنماط مختلفة من البشر ، الحرامي يستفزه هذا الاختلاف ويظل
بإصرار عجيب باذلا جهوده لكي يصبح المواطن مثله ، ودور المخبر أن يتلصص على هذا
المختلف راصدا حركاته عارضا خدماته ملوحا بعصاه حتى يستسلم المواطن وينتهي تفرده
الذي يباعد بينه وبينهما – الحرامي والمخبر – ويصبح مثلهم ويصبحوا أصدقاء ،
المواطن لا يكتب رواية إلا بعد أن يقرأها الحرامي ، يعدلها له ثم يوافق عليها ومن
ثم يتشاركان في كل شيء حتى الزوجات ، وهم الثلاثة المخبر والحرامي والمواطن شركاء
في تجارة ما ، لا يهم التفاصيل وهاهم يرقصون في الختام في صالة القصر وقد أصبح
المواطن سيد الموقف والبطل الحقيقي ورب العائلة .
الحرامي
شريف المرغوشي / شعبان عبد الرحيم ، بين المخبر فتحي عبد الغفور / صلاح عبد الله ،
والمواطن سليم سيف الدين / خالد أبو النجا ، وقد أحضر المواطن من إحدى سفرياته
للخارج للحرامي عينا صناعية بديلا عن عينه التي فقأها بعدما حرق مخطوط روايته ،
يقول شعبان " تصدق أنا شايف بالجديدة أحسن " ولكي يتأكد الأمر يضع له
المخبر العصابة على عينه السليمة فيصيب الهدف في لعبة أولاد الذوات " البولنج
" الثلاثة الآن وقد توحد مظهرهم بنفس الثياب يعيشون كعائلة واحدة يسودها
الوئام ، إنها حقا عائلة الحاج داوود عبد السيد شيخ المخرجين المصريين الآن
ولسنوات قادمة .
ر غم طول
زمن الفيلم الذي جاوز الساعتين بثلث ساعة ، فليس هناك أي ملل والفيلم نموذج جيد
لسينما الفرجة ، التعبير مقتبس من د. محمد كامل القليوبي المخرج والباحث وأستاذ
مادة السيناريو ، وكما أن الأفلام تصنع أفلاما كما يقول المخرج والباحث سيد سعيد
صاحب فيلم "القبطان " فإن داوود عبد السيد يقدم بعض المشاهد استفادة
وليس اقتباسا من أفلام أخرى فبعد سرقة إطارات سيارة ونشل محفظته ، يسير المواطن
متوجسا من كل من يقترب منه ، وعندما يتلفت مبتعدا عن سيدة معتقدا أنها سوف تنشل
منه حقيبة يحملها ، لا ينتبه إلى الدراجة التي يسوقها شقيان يخطفان منه الحقيبة ،
في استفادة من مشهد شهير من فيلم نجيب الريحاني " سلامة في خير " إحدى
روائع المخرج " نيازي مصطفى " ، وواحد من كلاسيكيات السينما المصرية .
لا ارتباط
شرطي عند داوود عبد السيد وبين الأجواء الشعبية ونوع معين من الموسيقى ، في فيلم
يتحدث عن تسيد قيم القبح شاهدنا مناظر جميلة ، واستمتعنا ببيت المواطن القديم
وطرازه الفريد وتزايد جماله بعد تنظيف الخادمة " حياة / هند صبري " له ،
أبدع المدير الفني للفيلم " أنسي أبو سيف " في ديكورات الفيلم
واكسسوارات المشاهد وملابس الشخصيات وكل عناصر الفيلم الفنية ، سمعنا موسيقى
" راجح داوود " التصويرية هذه المرة ، راجح كان يرفض تعبير الموسيقى
التصويرية سائلا عن معناه ، وفي فيلم " مواطن ومخبر وحرامي " المليء
بموسيقى وألحان " شعبان عبد الرحيم " قدم مؤلف الموسيقى الأكاديمي
الدارس " راجح داوود " شريطا صوتيا من موسيقى وأغنيات مختارة بعناية من
الأعمال العالمية والمصرية التي يسمعها المواطن ، عبرت الموسيقى ، أو صورت ما يدور
في عقل المواطن فها نحن نسمع غناء الحرامي
" شريف المرغوشي / شعبان عبد الرحيم " على مشهد اكتشاف المواطن لسرقة
إطارات سيارته وكأنه أدرك كنه السارق ، سبق الصوت الصورة واكتمل بمشهد شريف
المرغوشي يغني مع مجموعة من الراقصات بأزياء وأعمار مختلفة ، المشهد متتابع تجمعه
فكرة واحدة وأغنية ، وينتقل في أمكنة وأزمنة مختلفة ، وهو ما يسميه أهل
المهنة " فوتومونتاج " رائع
تتبدل فيه الصور مع الأغنية التي يتوعد فيها الحرامي المواطن بأنه لن يتركه في
حاله وكانت الانتقالات بين الأماكن المختلفة عن طريق الاختفاء التدريجي السريع
نسبيا نحو الأبيض مما أكسب المشهد روحا مرحة برعت في ضبط إيقاعه المونتيرة "
منى ربيع " التي يعمل معها المخرج داوود عبد السيد للمرة الأولى والتي أثبتت
مهارة جديرة بالعمل مع مخرج قدير ، ونجحت على مدار الفيلم في جعله متدفقا .
وفق داوود
في اختيار طاقم الممثلين جميعا الأبطال الثلاثة وظفهم المخرج في مكانهم تماما ، المذيع
الوسيم – اكتشاف سلمى الشماع رئيسة قناة المنوعات من قنوات النيل المتخصصة – خالد
أبو النجا أدى دوره بإجادة وكان مقنعا ووفق تماما في اندهاشه وزهقه وارتيابه
والأهم مشهد إحساسه بالقهر بعدما عذب المخبر الخادمة لينتزع منها الاعتراف وهو
المشهد الذي كشف عن عبقرية الأداء عند صلاح عبد الله . كان داوود مثل الموسيقار
الذي يقدم لكل عازف منفرد مشهدا ليبدع فيه " سولو " فيحمسه ذلك لإجادة
كل المشاهد الأخرى وكان مشهد محاولة فرض وجهة نظر " شريف المرغوشي "
الحرامي على المواطن قمة أداء شعبان عبد الرحيم الذي خفف داوود من غرابة ملابسه
وشكله وبدا طبيعيا تلقائيا مقنعا للغاية . اخلاصا من داوود لبطل فيلمه "
البحث عن سيد مرزوق " أحمد كمال
وهوممثل ينساه الناس ، واقتناعا من داوود واصرار على كسر نمط ضابط الشرطة فقدمه
مثقف يستمع للموسيقى الكلاسيكية ، محبطا وهو يتفلسف مع زميل الطفولة الذي جاءه
مواطنا يشكو همه .
الممثلة
التونسية هند صبري أدت دورا جيدا وإن كان ينقصها بعض التفاصيل الخاصة بالشخصية
جعلتها تبدو أحيانا خادمة أرستقراطية وقد ظهرت موهبتها في مشهد تلاعب فيه المواطن
" الكوتشينة " الذي كسرت فيه الحاجز الطبقي بينه وبينها ، أما " رولا
محمود " فلا يمكن التوقف عندها وكانت نمطا يقترب من العادي عن امرأة تعيش بلا
مشاعر حقيقية ، وأيضا لم يقترب منها المخرج بدرجة كافية .
زواج القط والفأر في عائلة الحاج داوود
عبد السيد
قد يرى
البعض أن المشاهد التي تلت حرق الرواية نوعا من التزيد " أنتي كلايماكس
" ولكن داوود يرى أنه كان لابد أن
يقدم هذه المشاهد بعد الذروة لكي يكتمل المعنى الذي أراده ، وهو لا يرى ضرورة أن
ينتهي الفيلم بمشهد " ذروة " وكان الحق معه فالمشاهدين لم يتحرك منهم
أحد بالنهوض بعد حرق الرواية كما يحدث أحيانا مع بعض الأفلام حينما يضع المشاهدون
نهاية الفيلم بوقوفهم لمغادرة العرض ، وهم لم يتحركوا للمغادرة إلا مع الأغنية
الجامعة " اسمع وافهم كلامي / مواطن ومخبر وحرامي " النهاية التي قدمها
المخرج في حفل تنكري – وهو مشهد كلاسيكي في السينما المصرية والعالمية – يرتدي فيه
الأبطال الثلاثة ملابس ليست تنكرية في الحقيقة ، بل ملابس تعبر عن هويتهم الحقيقية
، فها هي " حياة " ترقص بحزام على الردفين على غناء " شريف
المرغوشي " الذي يلبس فانلة اللصوص المقلمة والمواطن بشارب تقليدي وقد أصبح
سيدا مهذبا ، يردد الغناء ببلاهة مع صديقيه المخبر بمعطفه وعصاه والحرامي بفانلته
المخططة ، وسط زحام من بشر وقد اختلط الحابل بالنابل ، وبعد أن تزوج الفأر من القطة وأنجبوا فرافير
مقطقطة .
صفاء الليثي
كتب عام 2001
ونشر في جريدة العربي