تلي سينما مرحبا
مطبوعة جديدة للسينما تصدرها نقابتها
في العدد الأول من
مجلة "تلي سينما " الصادرة عن نقابة المهن السينمائية لم يذكر رئيس
التحرير الكاتب الصحفي أيمن الحكيم سبب تسمية المطبوعة بهذا الاسم، هناك برنامج
تلفزيوني كان يقدمه الناقد الكبير يوسف شريف رزق الله تحت هذا العنوان وكان مناسبا
لنقل السينما وأخبارها من خلال التلفزيون، وأرجح أن المقصود في المجلة أنها كما
النقابة تجمع أخبار السينما بأفلامها والتلفزيون بالدراما .لا بأس بذلك وخاصة أن
صدور المجلة تلا الاحتفال بنجوم دراما رمضان ومنح الجوائز بالتعاون بين النقابة
وبين الجامعة البريطانية التي أسسها رجل الأعمال المصري محمد فريد خميس، حوت
المجلة إعلانا لشركتي فيلم كلينك ودولار فيلم، وهي بهذا أوفر حظا من مجلة "
الفن السابع" لصاحبها محمود حميدة حيث أحجمت الشركات السينمائية عن دعمها
بالإعلانات لسبب لا أفهمه ولا أعرفه. المجلة بورق مصقول وغلاف مبهج ولكنه مزدحم
أيضا، ويحتاج وتحتاج المطبوعة كلها لمراجعة في الإخراج الفني الذي جانبه التوفيق
وخاصة في باب انفراد ، كنز سمير فريد ، إذ تم إحاطة أغلفة الكتيبات الصحفية
التراثية للسينما المصرية بما يشبه شريط السينما وثقوب الشريط السينمائي في شوشرة
على جمال التصميمات التراثية وفي استهلاك لفكرة الشريط الي ابتذلت كثيرا. كان من
المناسب أن يكون ملف العدد عن المخرج الكبير علي بدرخان بعد حصوله على جائزة
االنيل للفنون الممنوحة من الدولة عام 2017. ضم الملف مقالات متنوعة للنقاد محمود
قاسم، ومجدي الطيب وأندرو محسن بالإضافة إلى الحوار الذي أجراه مع أيمن الحكيم.
كما أجرى حوارا آخر مع النقيب مسعد فودة كتبته هذه المرة عصمت حمدي وهي مدير تحرير
تلي سينما، وهنا نأتي لملاحظة أساسية عن انفرادها بكتابة عدد كبير من المقالات
بالإضافة لمسئوليتها عن إدارة التحرير. بما لا يليق حيث تثرى المطبوعات بتعدد رؤى
من يكتبون بها ، وذلك موجود جزئيا مع كتابات للمخرجة هالة خليل والسيناريست بشير
الديك. وأ. السيناريو ثناء هاشم وفنان الصورة سمير فرج. حسنا فعل رئيس التحرير بضم
كتابات لسينمائيين مع كتابات النقاد والصحفيين، وإن كان التبويب ما زال في حاجة
مراجعة بعد اختبار ردود الأفعال للقراء والمهتمين.
بشير الديك يكتب عن فيلم خيري بشارة
" موندوج"، وثناء هاشم تكتب عن أستاذها محمد كامل القليوبي، كتابات السينمائي
عن زميله السينمائي لها مذاق مختلف عن الكتابات الصحفية دون أفضلية نوع على نوع آخر،
ولكن الاختلاف يثري النشر ويرضي أذواقا متعددة للقراء.
وجود مجلة
سينمائية جديدة يعكس بدرجة ما انتعاشا للسينما وبداية لعودة إقبال الجماهير على
حضور الأفلام المصرية والأجنبية في دور العرض، بقي أن تقوم شركات التوزيع والإنتاج
بدعم المجلة، وأن تقوم المجلة بدعم السينما بأنواعها المختلفة، سينما الإنتاج
الذاتي والمختلف، جنبا إلى جنب مع سينما الشركات الكبرى، بقي أن نقرأ عن قضايا
خلافية يقابل فيها الحكيم أطراف الخلاف
فتتخلق حالة من الجدل المفيد، وعندها سنعتبر ، كلنا أن تلي سينما مجلة
نقابة المهن السينمائية التي ترعى جميع أعضائها بدون تمييز.
وجود مجلة سينما
تجمع بين القضايا الصحفية والفنية تصدرها نقابة المهن السينمائية، التي تنافس فرجة
التي سبقتها، إلى جانب مجلة متخصصة كمجلة الفيلم الذي يصدرها الجيزويت، يصب في
صالح فن السينما، صناعها ومحبيها، وستكشف الأيام والشهور القادمة لو توفرت دراسات
عن أرقام التوزيع عما يحتاجه القراء، محترفين وهواة، وهل سيكون البقاء للأصلح أم
سيكون للأقل قيمة وفائدة.
مجلة تلي سينما
ينقصها أن تفرد مساحة للتجارب الجديدة، ولتجارب السينما القصيرة والتسجيلية،
ينقصها أقلام متنوعة تكتب بجانب محرريها كبارا وصغارا، من محمود قاسم إلى أندرو
محسن، وعندها لن يكون هناك احتياج لأن تصدر في ورق مقصول، يكفي الغلاف أن يكون مصقولا، وأن يتم التركيز على أهمية المضمون
وما يقدمه لفن السينما بدرجة أكبر.
وما يهمني ويهم
محبي السينما وصناعها ألا تتوقف، وأن تستمر في تحسن مستمر شكلا وموضوعا.
صفاء الليثي
نشرت مباشرة في المدونة سبتمبر 2017