Saturday 27 June 2020

أفلام نهاية العالم تقدم 4 /4:44

4:44 اليوم الأخير على الأرض

هو فيلم درامي سينمائي أمريكي فرنسي منخفض الميزانية من تأليف وإخراج آبل فيرارا وبطولة ويليم دافو وشانين لي وناتاشا ليون وبول هيب. تلقى رد فعل مختلط من نقاد السينما عندما صدر.ومنها وصف الفيلم بأبوكاليبس دون خيال كبير. إنها نكبة الأشخاص وليست نكبة العالم الذي سينتهي لتغييرات مناخية ما.
عنوان يتضمن ساعة النهاية بثلاثة أربعات تبدو مخيفة 4:44 وعلى عكس غالبية أفلام تتحدث عن القيامة لا يوجد بالفيلم مشاهد خارقة ولا اعتماد على الحيل السينمائية بل تناول بسيط جدا حيث نبقى مع زوج وزوجة في شقتهما بسطح بناية في نيويورك، الزوجة رسامة شابة منهكمة في إنجاز لوحتها وزوج أكبر سنا يحاول التركيز في كتابة عن الأوضاع في الساعات الأخيرة قبل القيامة. يقول مذيع الأخبار ، ببساطة ،" آل جور كان على حق. " إذن: كارثة مناخية عالمية ، وقد حدد العلماء 4:44 صباحًا على أنها اللحظة التي ستتوقف فيها الحياة على الأرض (على الأقل فيما يتعلق بالبشر).
 رجل وامرأة يتحابان، يمارسان الحب ويتشاجران حين يأتي اتصال للزوج من ابنته ويتحدث مع أمها زوجته السابقة، يتعاتبان ويخبرها أنه يحبها أيضا، الزوجة الأم سمراء تعاتبه على تركه للابنة وأنانيته، الزوجة الشابة تنفعل بغيرة قاتلة وتكاد تحطم جهاز الكومبيوتر الذي يتم عبره الاتصال، يتركها الزوج ويذهب الى أصدقاء له متجمعين يلهون دونما خوف من النهاية القادمة. أحد المشاهد الهامة بالفيلم حين يحضر صبي آسيوي بطعام طلبه الزوجان، يتردد في السؤال عن سكايب، يعطيه الزوج الجهاز يتواصل مع أسرته في فيتنام ، الأم وحفيد وباقي الأسرة يسألانه عن حاله يطمئنهم، يغلق الجهاز ، يملس عليه بيده ويقبل الحديد. مشهد بالغ التأثير عن هذا المغترب الصغير سينتهي العالم به وحيدا بينه وبين وطنه وعائلته أميال. رغم ما تبدو عليه الزوجة الشابة من تماسك إلا أن انهيارها بعد مكالمة الزوج مع طليقته وشكها في تفضيله لها يكشف عن هشاشتها وتتضح حين تطلب أمها تليفونيا وتبكي لها فتشجعها الأم بكلمات تهدئها، لديك فنك وجمالك، أنت متحققة ولا تحتاجين إلى أحد. يركز المخرج الكاتب على ثبات العالم وشخوصه بمخاوفهم وتعقيداتهم النفسية حتى الثواني الأخيرة. لا تغيير ولا صفاء داخلي ، فالكل على حالته، المغترب، المهمل، اللاهي، المنكفئة على ذاتها، المدمن الحائر الغاضب مع يأسه من العالم الذي تقترب نهايته والبشر على حالهم. الفيلم يلخص ما صرح به  المخرج " اليوم الأخير من حياتك لا يزال يومًا عاديا" وهذا ما جعل أبطاله يقومون به، هي ترسم من وحي كتاب ديني، وهو يبحث عن مخدرات أفسدت حياته مع أسرته الأولى وتوشك أن تفسد علاقته مع زوجته الثانية.
المخرج وكاتب السيناريو هابيل فيرارا من أصل أيرلندي وإيطالي، غالبًا ما تكون شخصياته أفرادًا تعاني من نقص ما يحاولون البقاء في عالم كئيب. كما في هذا الفيلم يستخدم مراجع للمفاهيم الفلسفية والدينية، البوذية بشكل خاص منذ تحوله إليها عام 2007 . يتحدث كثيرا عن أفلامه ويقول ، الحضارة الغربية فقط ، تتحدث عن الموت، وهو الأمر الوحيد الذي نعرفه على وجه اليقين ، إن الجميع سيموتون.
عرض الفيلم في مارس عام 2012 ، شارك بمهرجان فينيسا ورشح  لجائزة الأسد الذهبي، وكأس فولبي لأفضل ممثلة. نافس فيلم ميلانيخوليا العظيم دون احتمال للتفوق عليه أو قنص الجوائز منه.
أختم بهذا الفيلم تناولي لأفلام تتحدث عن نهاية العالم ويقيني أنه بدون تكاليف إنتاجية ضخمة ولا حيل تقنية يمكن تناول موضوع  هام كهذا من زوايا فلسلفية أو نقدية ، تقوم بدورها في التنبيه على حتمية الموت سواء فرادى أو جماعات، كما تنبه على مسئولية البشر في حفظ الحياة على الأرض.
صفاء الليثي
نشر بمجلة روزاليوسف باب للفن فقط اشراف شيماء سليم
العدد 4802



No comments:

Post a Comment