Friday, 26 June 2020

أفلام نهاية العالم تقدم 1 "أبناء الرجال"


رؤية كابوسية للعالم سنة 2027 

كتابة على الشاشة لندن 16 نوفمبر 2027، وحدث يبدأ بوفاة أصغر طفل في العالم يبلغ من العمر 18 عاما بيبي دييجو" نجم المرحلة يوقع اتوجرافات للمعجبين وحين يرفض ينفعل المعجب ويقتله، تجمهر حزين أمام مقهى به جهاز يذيع الخبر. يقف بينهم البطل يشهد انفجارا ، يليه عنف في الشارع وإعلان عسكري، أيها البريطانيون أظهروا بطاقاتكم، رجال شرطة الهجرة يحتجزون المهاجرين غير الشرعيين في أقفاص كالعبيد . مسن ممتليء بالحيوية يصحب البطل ثيودور فارون، وهو ناشط اجتماعي سابق يعمل حاليًا كموظف مدني. في سيارته إلى كوخ منعزل في غابة ، في الطريق تمر سيارة نقل عليها أقفاص مليئة بالبشر ويعلق المسن، مهاجرون غير شرعيين تصطادهم الحكومة كالصراصير. يحدثه عما يسميه " مشروع البشرية" وليمة لكل العلماء والحكماء يتبادلون النظريات بشأن اللغز المحير ، ما سرعدم خصوبة النساء ؟ في المقابل هناك جماعة" سمك" في حرب مع الحكومة البريطانية ، تقوم بالتفجيرات وتلصقها بهم.. جماعة سمك تتزعمها امرأة بيضاء تقوم بدورها النجمة جوليان مور ، ويقوم كليف أوين بدور ثيو الذي كان ثوريا قبل عشرين عاما من الأحداث وسيتورط بعد خطفه وتهديده من جماعة سمك لمصاحبة الفتاة وحمايتها حتى النهاية. ويقوم مايكل كين بدور العالم الذي يعيش بتقشف مع زوجته في غيبوبة كالموتى وكلب وقطة، ويعمل على مشروعه سرا. وهناك فتاة سوداء من المهاجرين غير الشرعيين تحميها جماعة سمك وهي حامل خوفا من وقوعها فريسة لجماعات متحاربة في مواجهة انعدام الخصوبة الذي يهدد العالم بالفناء. 
أنتج الفيلم عام 2006 وعرض عام 2007 ، يتناول مستقبل لم يعد بعيدا عنا الأن في إطار تشويق. ووسط تصاعد الكراهية تجاه الأجانب المطاردين ومن بينهم الفتاة السوداء كي الحامل بجنين. ووسط أهوال ومشاهد حركة على الطريقة الأمريكية تلد طفلة وتكون جماعات ثورية قد أعدت سفينة لنقلها بعيدا عن مركز الجحيم في انجلترا ، استند السيناريو إلى تصاعد اليمين في أوربا وإلى قرارات تتخذ بالفعل حاليا وقبل سنوات تجاه الأجانب ، وتنامى دعاوى طرد المهاجرين .
يتصاعد التشويق في ثلث الفيلم الأخير وإن كانت الرؤية السياسية مختلطة بين كون المعارضين عربا أو من أوربا الشرقية أو شيوعيون. لم يهتم المخرج ألفونسو كوارون ومن شاركته كتابة السيناريو بتحديد وجهة نظره وبدا أن ما يهمه فقط هو تحقيق فيلم أكشن بنجمين كبيرين ومعهما ممثلون جيدون.  
في الفصل الأخير من الفيلم" Children Of Men" ، وعبر وحدته المشهدية الأخيرة سنتعرف على أطراف الصراع، حكومة بوليسية، وفوضويين يرددون الله أكبر رافعين البنادق وبينهم نساء محجبات، ماريكا وشاب قد يكون من روسيا الشيوعية ، الشاب هو الذي سيوصلهم لسفينة الإنقاذ في البحر قبل أن يقع تحت يد الفوضويين، هناك ماريكا الغجرية التي ستساعدهما وسيد من قوة البوليس ولكنه يقوم بأعمال مع المعارضه يعرفه مايكل كين وكلفه بمساعدة ثيو وكي ، ألبسه المخرج الكوفية الفلسطينية، هل كانت تخفيا منه ليتحرك وسط الإسلاميين، عموما رغم مساعدته لنقل الفتاة الا أنه الشرير الأشر في الفيلم كله . مما يرجع اعتقادي عن رؤية المخرج المشوشة سياسيا. لم أشعر رغم براعة التصوير والحرفية العالية التي ظهر عليها الفيلم أن المخرج لديه هم أو رسالة يريد إبلاغها لنا. كما لا يمكن اعتبار الفيلم استشرافا للمستقبل الذي بدا قريبا جدا ولا يمكن أن ينهار العالم خلال هذه السنوات السبع وأن تبقى فقط بريطانيا بقبضتها البوليسية كما ظهرت في الفيلم  على أنها الدولة الوحيدة الباقية في العالم المنهار.
صفاء الليثي
نشر بمجلة روز اليوسف باب للفن فقط اشراف شيماء سليم
العدد 4799




No comments:

Post a Comment