Wednesday, 20 November 2019

أفغانستان خارج مسابقات مهرجان القاهرة 41

أفغانسان في ثلاثة أفلام مختلفة
روائي وتسجيلي وتحريك                           
                                               
يعرض مهرجان القاهرة في دورته الحالية 20-28 نوفمبر 2019 ثلاث نماذج مختلفة تعبر عن جوانب من أفعانستان في رؤى وأساليب متنوعة، حيث حفل الواقع الأفغاني بدراما تفوق ما يمكن للخيال أن يؤلفه .
لسنوات ظلت أفغانستان سااحة للصراع الدولي منذ احتلال الاتحاد السوفيتي لها ومحاولة فرض نظام موالي لهم، فكان التحرك الأمريكي لتشجيع وخلق جماعات إسلام سياسي لطرد الروس نتج عنه انقلابا كبيرا للبلاد وسقوطها تحت حكم طالبان، من دولة مدنية حصلت فيه النساء على حريتها وتساوت مع الرجال إلى دولة متشددة تقمع النساء وتفرض عليهن البقاء تحت برقع موحد تظهر صورهن كأكياس قمامة بلون موحد.
Hava, Maryam, Ayesha حواء ومريم وعايشا" ، عنوان فيلم لمخرجة تحكي فيه قصص لثلاث  نساء ظروفهن مختلفة من وجهة نظرها خلال ساعة ونصف في سيناريو محكم تلتقي النساء الثلاث في المشهد الأخير معبر جيد عن وضع النساء في مجتمع ذكوري.  )نشاهده في القسم الرسمي خارج المسابقة)
حواء حامل تقوم على خدمة حماها الغليظ ، وحماتها القعيدة وزوجها الغائب الذي يحضر ضيوفا لتخدمهم ويهمل اصطحابها للطبيب . في نصف ساعة الأولى تليها قصة مذيعة أخبار تركها زوجها بعد سبع سنوات زواج ولم تنجب. في تليفون طويل نتعرف على مأساتها، الثالثة فتاة الكبرى لأسرة كلها بنات مات عائلها وهي كانت على علاقة بشاب ولكنها ستتزوج من ابن اعم القادر، تبيع مصافها للتخلص من حمل غير مرغوب فيه ولكي تستعد للزواج من ابن العم. 3 قصص لنساء ظروفهن مختلفة من وجهة نظر مخرجة في سيناريو محكم تلتقي النساء الثلاث في المشهد الأخير معبر جيد عن وضع النساء في مجتمع ذكوري. التمثيل جيد والتفاصيل متنوعة . المخرجة Sahara Karimi صحراء كاريمي من أفغانستان.
 
THE SWALLOWS OF KABUL " ابتلاع كابول" فيلم تحريك فرنسي طويل في ساعة وثلث برسوم تقليدية بنظام البعدين، على التتر مكتوب أن الفيلم عن رواية للكاتبة الجزائرية ياسمينا، وتتر آخر كابول تحت حكم طالبان والبداية مع مشهد لرجم سيدة آثمة، يشارك أطفال في قذفها بالطوب، والبقاء مع محسن يبدو غير راض عما يحدث ثم في بيته مع حبيبته زنيرة التي ترسم، هناك عتيق السجان بجند الرجال ليكونوا في طابان، قصص كثيرة تربطها عدم السماح لهم بترك البلاد وكأنهم سجناء. معلم القرآن يعلم التلاميذ التاريخ ومواد أخرى أيضا بشكل سري يقول ليكونوا أحرارا، ويطلب من محسن إحضار زوجته لتعلم أيضا فهي معلمة. زوجة عتيق مريضة بالسرطان في حالة متأخرة وتحتاج إلى مورفين. جثث المجاهدين تفوح منها رائحة كريهة خلاف لادعاء أن الشهداء ليس لجثثهم رائحة. محسن يسقى زوجته رافعا البرقع فيهاجمه جنود طالبان. في بيتهما يحاول خلع البرقع ولكنها غاضبة وتبعده يعنف فيموت على حجر وتتهم بقتله. في السجن يراها عتيق بلا برقع وينشغل بها خاصة أن زوجته مريضة . زوجته المريضة الموشكة على الموت تبدل نفسها بالسجينة تضحية منها لزوجها الباكي على الجميلة، يصحب القائد عتيق ليشهد الإعدام وحين يكشف الوجه لا يجدها فيتحول إلى وحش يبحث في كل الوجوه عن زنيرة الجميلة. ينتهي الفيلم بلقطة تتحول فيه النساء بالبرقع السماوي إلى طيور وتختفي الجميلة. الفيلم شارك في إخراجه زابو بيتيمان وإيلي جوبيه ميفيليك .
لم أفهم لم الحديث بالفرنسية، فالصورة مع موسيقى اللغة تعطي مصداقية وتضفي على الفيلم روحه الخاصة. قد يكون بسبب أن العمل مأخوذ عن رواية مكتوبة بالفرنسية. تقنية الرسم بألوان مائية تقنية موفقة. واختيار التحريك للرواية يمنحها سحرا خاصا. قصص كثيرة ليس بها جديد عما نعرفه عن كابول تحت حكم طالبان. باستثناء استبدال المريضة بالسجينة، لا بأس من عرضه رغم أنه قد يثير جدلا كبيرا من الناحيتين الدينية والإنسانية. ( نشاهده في قسم رسمي خارج المسابقة)
 هذه المرة من روسيا " Leaving Afganistan  مغادرة أفغانستان " فيلم شديد التقليدية نشاهده في قسم عروض خاصة. للمخرج الروسي بافل لونجن ، قدمه فيما يقارب الساعتين متخذا جانب نظام بلده في سرد الحقائق. لا يفندها ولكنه يسعى لإظهار معاناة الجنود الروس نهاية الحرب. كفيلم حركة دون تعمق في التحليل السياسي.
مع البروسترويكا 1989 يتم الاتفاق على انسحاب القوات السوفيتية من أفغانستان، عملية الانسحاب ليست سهلة، يسقط طيار بالبارشوت وتنفجر طائرته، يتم أسره ويتبين أنه الابن الوحيد للجنرال، ويكون على إحدى الفرق العثور عليه كمهمة أخيرة . عبر ممر سالانج وسط الجبال في عملية قوية. المجاميع، وتفاصيل المعارك قوية، أصبت بحيرة مع من أتعاطف؟ هل المجاهدين هم الأشرار؟ المخرج متمكن ولكن القصة اتخذت منحى فردي وحيد بدلا من تناول كافة أطراف النزاع. نوع من القوالب المعروفة لتناول فكرة انسحاب في حرب كمهمة أخيرة..
صفاء الليثي
نشر بجريدة القاهرة الثلاثاء 19 نوفمبر 2019 
رئيس التحرير عماد الغزالي


No comments:

Post a Comment