مطاوع
عويس لأول مرة نجم أوحد في "عندي صورة "
جميل أن يقدم مخرج شاب فيلماً وثائقياً
عن مطاوع عويس أقدم كومبارس فى تاريخ السينما المصرية. وجميل أن تنتجه شركة
مستقلة تعمل من الإسكندرية والأجمل أن تعرضه زاوية ليتابع الجمهور المحب للسينما
الجديدة والجادة ، أصبحت زاوية منفذا هاما لعرض التجارب المختلفة ونماذج السينما
غير السائدة، ومع الوقت تشكل لها جمهور كبير وخاصة من بين الشباب.
بمساعدة كمال الحمصانى
أحد أقدم مساعدى الإخراج فى مصر ، وبتجاربه مع بركات وغيره من المخرجين تحمس ليكون
الحكاء في فيلم محمد زيدان، في مشاهد سيطر عليها بالكامل شارحا كيفية إخراج مشهد
ما وتحضيرات اللقطات، يبدو المخرج مستمتعا بشرحه ومتفهما لحالة تشبه الكومبارس،
ضروري في كل فيلم ولكنه ليس الفتى الأول، مثل ضرورة مساعد المخرج وأهميته في فيلم
سينسب للمخرج مهما بذل هو من جهد. صورة فريق عمل كل فيلم مصري وخاصة زمن الأبيض
والأسود بالكلاكيت أحد أبرز الوثائق التي تثير فينا حنينا لسينما اعتدنا تيميتها
بالزمن الجميل. مطاوع عويس يمتلك هذه الصورة وصورا نادرة له في أفلام مهمة منها
" الباب المفتوح" لبركات يمد يده إلى فاتن حمامة لتصعد الى عربة قطار
متجه إلى بورسعيد حيث المقاومة الشعبية دفاعا عن الوطن. مشاهد في
الفرح الشعبي الذي لا يخلو منه فيلم مصري، وبطلنا متصدرا الصورة يسرق الكاميرا من
كل من حوله، يحكي دون ترتيب كيف ظهر في أواخر الخمسينات،مع فيلم طاقية الإخفاء عام 1944 واستمر حتى
فيلم الشاويش حسن 1988، تنوعت أدواره ما بين
ابن البلد أو تاجر خضار وفاكهة أو فتوة أو رجل صعيدي، عمل
في الأدوار الصغيرة وكان أحد القلائل في دور الكومبارس المتكلم الذي يشعر بسعادة
المشاركة مع كبار النجوم.
لم يكتف محمد زيدان
بوجوده في فيلم انطلق من صور نادرة له ولكنه وجد أنه مشدود أكثر إلى كمال الحمصاني أشهر مساعد مخرج صاحب الحضور
الكبير ، هل سيعد زيدان فيلما منفصلا عنه ؟ أو حول مهنة المخرج المساعد التي يمكنه
من خلالها أن يعكس جانبا من تاريخ السينما المصرية.
محمد زيدان مخرج ومونتير مهتم بتاريخ السينما، ولد في مايو 1983 ، ودرس
السينما من خالل ورشة مركز الجيزويت الثقافي بالإسكندرية لصناعة الفيلم، وفي عام
٣١٠٢ انضم إلى ورشة
MASS للفن المعاصر في الإسكندرية وشارك كفنان مساعد في بينالي الشارقة
التابع لمؤسسة الشارقة للفنون، وعمل كمساعد مخرج في العديد من الأفلام القصيرة والطويلة. هو أحد مؤسسي شركة روفيز لإنتاج
الأفلام في الإسكندرية لدعم صانعي الأفلام
المستقلين بها والتغلب على سيطرة العاصمة. شارك في
إخراج فيلمه "أوضة الفيران"، بالاشتراك مع ستة مخرجين وتم عرضه في
المسابقة الرسمية في مهرجان دبي السينمائي ومهرجان ساو باولو السينمائي في
البرازيل عام 2013 ومهرجانات أخرى في أنحاء العالم.
الشركة المنتجة " فيج ليف" بدأت عملها
عام 2003 في إنتاج أفلام قصيرة روائية
وتسجيلية شاركت بأفلامها مختلف المهرجانات المرموقة حول العالم مثل برلين،
والمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بأمستردام، ومهرجان جمعية الفيلم الأمريكي
السينمائي، ومهرجان دبي السينمائي الدولي وغيره. وفي مصر شاركت بمهرجان
الإسماعيلية السينمائي الدولي وبالطبع في المهرجان القومي للسينما المصرية. أسس
فيج ليف المنتج وصانع الأفلام السكندري المصري مارك لطفي . وبعمله الذي نتناوله
الآن حصل على جائزة لجنة التحكيم في المهرجان القومي للسينما المصرية عام 2018،
رأس اللجنة المخرج هاني خليفة ووجد في الفيلم طرافة وجهدا مستحقان للجائزة مع باقي
أعضاء اللجنة ومنهم كاتبة هذه السطور. قبلها حصد جائزة النجمة الذهبية لأفضل
وثائقي عربي في مهرجان الجونة السينمائي، وجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان
طرابلس السينمائي الدولي، وجائزة لجنة التحكيم من المهرجان القومي للسينما المصرية.
قام المخرج بكتابة الفيلم وشارك في الظهور مؤديا لدوره الحقيقي كمخرج يبحث عما
وراء أظرف الشخصيات. مشاركا الأداء مع مساعد المخرج القدير كمال الحمصاني وبطل
العمل مطاوع عويس، قام بالتصوير محمد الحديدي والمونتاج لمي زايد، ألف موسيقى الفيلم
مايكل فوزي وتولى مسئولية هندسة الصوت ومهمة التوزيع في العالم العربي. داخل مصر توزعه زاوية في إطار سياستها بدعم الأفلام القصيرة
والتسجيلية.
عرض " عندي صورة " 75 ق بسينما زاوية
عرضا تجريبيا يوم 13 أكتوبر وسيعاد عرضه يوم 29 من نفس الشهر. استجابة لرغبة نوع
معين من المشاهدين تهمهم أعمال حقيقية تعبر عن واقعنا.
صفاء الليثي
نشر بجريدة القاهرة القاهرة 22 أكتوبر 2019 رئيس التحرير عماد الغزالي
No comments:
Post a Comment