والصحبة تجمعنا سينمائين ونقاد
من أجمل ما حدث لى
فى الفترة الأخيرة مشاركتى لجنة تحكيم مهرجان جمعية الفيلم الأخير، اختارنى مدير
التصوير محمود عبد السميع مع كوكبة من السينمائيين والنقاد، اقترابى منهم
ومناقشاتنا أكسبنى خبرة رائعة أضيفت إلى خبراتى التى جمعتها من الدراسة بمعهد
السينما ، ثم بالعمل فى صناعة الأفلام، وأخيرا بالعمل فى حقل النقد والصحافة
السينمائية. انخرطت مع مهندس الديكور محمود محسن فى حديث ذكريات عن معهد السينما ودفعاته
متنوعة التخصصات، بحماس أطفال كنا نقاطع بعضنا ونحن نحكى هو عن ذكرياته مع العظيم
شادى عبد السلام وأنا مع أبوسيف وشاهين وتوفيق صالح ومحمود مرسى أساتذتى ، وانضم الينا
هانى لاشين الدمث الهاديء وتحدثنا عن الدفعتين التوأم دفعتى 1975 ودفعته 1976 . مع
مهندس الصوت مجدى كامل تذكرنا تجارب فى مكساج أفلام محمد راضى وخيرى بشارة وعاطف
الطيب ، تذكرت أسبوع الفيلم البولندى الذى تعاونا فى تنظيمه بمركز الثقافة
السينمائية وجمعية نقاد السينما المصريين مع فيلم فرعون الذى عمل فى إعداد ملابسه
الكبير شادى عبد السلام. راجح داوود واستمتاعنا بشرحه المتخصص عن تميز موسيقى فيلم
لنفس المؤلفة عن فيلم آخر لها بنفس المسابقة ليالى وطفة، ذكريات مع عاطف بشاى
وسيناريوهات أفلام تلفزيونية كتبها وشاركت فى مونتاجها، محاكمة على بابا والمجنون،
وشرحه كيف أفاده أسلوب إخراج ابراهيم الشقنقيرى فى إبراز تأليفه والتركيز على جمل
قام بتأليفها فوضحت للمشاهدين. تدعيم العلاقات مع زملاء من النقاد ماجدة خير الله
وأسامة عبد الفتاح ومجدى الطيب ومحمد عاطف. صحبة جمعتنا مع المخرج سمير سيف، الذى
رأس اللجنة وكانت تدخلاته تنير طريق الاختيار المتشعب يدعمها بثقافته الموسوعية
ودعابته التى كانت تخفف من احتدام مناقشة خلافية حول آراء متباينة. سعدت كثيرا
بالاقتراب من سهير المرشدى، الممثلة المثقفة التى طالما أحببت أداءها وضربت به
المثل، دورها فى " عودة الابن الضال " ودورها فى " الزوجة التانية
"، ممثلة لا تتعامل كنجمة، بل كسينمائية ومسرحية مثقفة تملأها الفرحة بجمال
أفلام لم تشارك بها، حماسها لعمل وفرحتها بتميز مخرجته وإعجابها بأداء ممثلات
وممثلين لم ألمس فيه ما يقال أحيانا عن غيرة أهل المهنة، بل حب وتفاخر وكأنها
شاركت بروحها فيه. حماسها لا يقل عن حماس رئيس الجمعية الحالى الذى أصر على تكريم
مؤسسها أحمد الحضرى ومنح جائزة لناقد شاب رغم عدم الاستعداد الكافى لخروج المسابقة
بشكلها العلمى الواجب. إصراره على متابعة كافة التفاصيل بنفسه مرددا أن هذا مهرجان
جمعية الفيلم المصرى الذى لا يتشبه بحدث آخر.
مهرجان جمعية
الفيلم يتم تنظيمه بتصفية الأعمال المحلية الى عرضت تجاريا فى العام السابق بإجراء
استفتاء بين أعضاء الجمعية وأغلبهم من الهواة ومحبى فن السينما من غير المختصين،
وبمشاركة النقاد العاملين حاليا للوصول إلى قائمة من سبعة أفلام تتنافس للحصول على
جوائز الأفضل فى كل فروع فن السينما ومنها الأفيش، بوستر الدعاية المصمم لكل فيلم.
بقراءة سريعة فى جوائز أفلام العام 2016 نلحظ تنوع الأفكار فيما يخص الاحتفاء
بقضايا كبرى كقضية الثورة فى فيلمى " نوارة " و" اشتباك"،
وقضايا حياتية كتجربة الحب والعلاقة بين الرجل والمرأة فى فيلمى " هيبتا
" و" قبل زحمة الصيف" فالمهم كيف يتم تناول الفكرة وكيف نجح صناع
الفيلم فى تقديمها بالشكل الفنى الذى يتواصل معه المتلقى. فى البداية تساءلنا عن
سر العدد الكبير المكون للجنة التحكيم الذى بلغ 14 عضوا، قبل اعتذار رمسيس مرزوق
لانشغاله برئاسة لجنة تحكيم المركز الكاثوليكى المصرى للسينما، واعتذار الناقد
كطارق الشناوى لانشغاله، ولكن بالمتابعة وجدنا أن تنوع الأفراد أعطى فرصة للتوازن
المطلوب والعدالة فى نتائج الجوائز التى جاءت معبرة عن خبرات متخصصة فى كل فروع
الفيلم، ومعبرة عن تنوع واختلاف توجهات أجيال وأمزجة بين تفضيل الواقعية واتخاذها
معيارا للتفوق، أو تفضيل الحداثة والمعاصرة والعمل على تشجيع الاتجاه نحوها.
نوارة بواقعيته،
اشتباك بطموحه الفنى، هيبتا بتجديده وتميز عناصره، قبل زحمة الصيف برصانة مخرج
كبير، الماء والخضرة والوجه الحسن بأجوائه البديعة وتفرده كشكل سينمائى مصرى أصيل.
السينما المصرية
تعود بأعمال لمخرجين مخضرمين كبار، ومخرجين لجيل الوسط، ومخرجين فى أعمالهم الأولى
كلها تستحق المنافسة وتعود بنا إلى مكانة مستحقة للسينما المصرية كأقدم سينما
عربية صناعة وفنا.
صفاء الليثى
القاهرة
نشر بجريدة الجمهورية الأربعاء 15 فبراير صفحة السينما إشراف حسام حافظ
فبراير 2016
No comments:
Post a Comment