نص كتابى
" سيدة الصحبة " (1)
فى تكريم المونتيرة نادية شكرى بالمهرجان
القومى للسينما المصرية 2004
الإهداء
إلى من علمني حب السينما
ونصحني بدراسة المونتاج
معلمي الأول .. أخي الفنان فخري الليثي
صفاء الليثى
القاهرة مارس 2004
قبل
العناوين
ديسمبر 1996
كانت
تصعد التل المرصوف بالأسفلت، محنية الظهر في دأب، بعد أن قطعت شوطا كبيرا من بيتها
المجاور لمجمع المونتاج حيث تعودت أن تذهب كل يوم – حتى مع عدم وجود عمل – تلتقي
بالزملاء والأصدقاء، ذاك اليوم داعبتهم " احنا رايحين نتثقف " وضحكت
ضحكتها الهادئة .. تقود سيارتها الصغيرة
حيث قاعة المؤتمرات المكان الذي يقام فيه مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
وبجوارها زميلة من جيل آخر، جمعتهما محبة السينما وفن المونتاج .
ها
هي تصعد كما فعلت دائما ، تتلفت إلى الزهور حولها تتأمل جمالها، تلتقط أنفاسها
وتعبس فجأة بغضب جميل " لما أشوف سي مخيمر ... إزاي مابيعتلوش دعوة "، تجده أمامها، دون أن تسأله يضع يده في
جيب الجاكيت ويخرج تذكرتي الختام لها ولمرافقتها. على الباب لا يسألها أحد عن
الدعوة، إنها السيدة التي تفتح لها كل الأبواب، المرحب
بها في كل مكان .
يوليو
1992
تمر
في ممرات مجمع المونتاج تبرطم من الغضب، اختلفت في الرأي مع المخرج، ضايقها وساوسه
وتمسكه بعدم القطع، عبثا تحاول " كده مش حلو " وهو متمسك، تخرج لتنفث عن
غضبها يداعبها زميل، يناديها بصوت عال " يا نادية .. " رغم قربها منه
تتجاوب معه وتنسى غضبها تعود لقيادة آلتها وقد استعادت هدوءها وقدرتها على
التكيف مع نزوات كل مخرج تداعبه وقد عادت إليها روح الدعابة وتستأنف العمل .. إنها الغاضبة بجمال .
مارس
1983
على
سلالم مجمع الفنون وقف الأربعة، محمد
خان عاطف الطيب بشير الديك ونادية شكري . تطل الفرحة من عيونهم فاليوم بدء مكساج
وليدهم الأول " الحريف ".
وها هم يقطعون أمتارا قليلة للوصول لقاعة
المكساج، تتقدمهم بخطوات أوسع، لا نلمح أي توتر على وجهها فهي الواثقة دوما ..
إنها .. سيدة الصحبة .
نادية
شكري
سيدة
الصحبة
صفاء
الليثي
No comments:
Post a Comment