شاهدت فيلم جيران للمخرجة تهانى راشد ثلاث مرات حتى الآن ، بعد المشاهدة الأولى كتبت مقالا فى العربى يمثل الإحساس الأول بالفيلم، ثم شاهدته مرة ثانية فى إطار المهرجان القومى، ولم تتغير وجهة نظرى به، وفى المرة الثالثة عند عرضه بندوة جمعية النقاد التقطت جملا لم أكن قد توقفت عندها فى المشاهدتين السابقتين، أهمها ما يرد على لسان رجل الأعمال المصرى "الجابرى" وهو يخاطب السفير الأمريكى الذى دعاه وسكان جاردن سيتى وبعض الضيوف لحفل فى حديقة السفارة، قال الجابرى احنا جيرا بالعربية وأردف بانجليزية مصرية we are neighbors ومنه أخذت تهانى راشد اسم الفيلم وتصوره حيث قال الجابرى الذى كسدت تجارته نتيجة الاستحكامات الأمنية حول السفارة الأمريكية مما عاق نشاطه التجارى فى محله بالحى" التجارة متوقفة، عليكم أن تعرضوا فيه American Product " بخفة دم ابن بلد مصرى يسخر مما فعله الأمريكان وسفارتهم فى حى الأشجار بالقاهرة الذى لم يعد كما كان. الفكرتان اللتان تتراوحان فى الفيلم التسجيلى "جيران" انتقاد أمريكا وإجراءتها الأمنية التى أفسدت الحى، ونقد الثورة ونظام عبد الناصر والتأميم بالتركيز على أثرياء سلبت أملاكهم ولم يستفيد منها الفقراء إلا قليلا. إن ما نمر به حاليا فى مصر من فوضى وخلل سياسى وانهيار اقتصادى يدفع السينمائى لمحاولة فهم أسباب هذه الفوضى ، إذ يتقابل فيلم "هليوبوليس" للشاب أحمد عبد الله، مع " رسائل بحر " عن للمخضرم داوود عبد السيد، مع العمل التسجيلى الطويل "جيران"عن جاردن سيتى فى سؤال ماذا حدث لنا؟ فى مصر الجديدة والإسكندرية وفى جاردن سيتى ،أجدها أعمال تتساءل عما حدث بدافع التغيير الحقيقى نحو الأفضل ولا تكتفى بالوقوف على الأطلال.
Friday, 28 May 2010
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment