كتب سعد القرش على صفحته على الفيسبوك
كتاب وقصص لصفاء الليثي..
أكثر من مجرد مونولوج
أقترح قراءة كتاب
صفاء الليثي «القيم الاجتماعية كما تعكسها أفلامنا»، بصحبة مجموعتها القصصية
«مونولوج» التي تأخر نشرها عشرين سنة تقريبا. كلاهما صدر عن دار «روافد»، وما
تضمنه الكتاب من «قيم اجتماعية في أفلام مصرية» ـ وهذا العنوان أكثر دقة ـ يرد في
السرد القصصي هامسا أحيانا وصريحا أحيانا.
«امرأة وحيدة» هو عنوان إحدى القصص، وهو أيضا الوصف النفسي لبطلة قصص المجموعة، وقد قررت أن تكون، واستجابت لنصيحة بطلة قصة فرانسواز ساجان: «أنا، هنا، الآن». وتتوق البطلة إلى حالة انفلات، وتحلم برجل، «إله، ولكنه إله حنون وعادل»، وهذا يمنحها السلام والتسامح حتى مع إحدى عشيقات من كان زوجها. قررت البطلة إنهاء حالة التعايش السلمي مع شريكها، والعودة إلى الذات: «عادت إليّ فرحتي مصحوبة بنزواتي الصغيرة، صوتي العالي، وانفعالاتي الواضحة، وتقلباتي. عدت لنفسي وكفي». بقي القول إلى ضرورة تسجيل كتابة القصص في نهاياتها، فلا يفاجأ القارئ بالبطلة تعطي بائع الورد جنيها، وسائق التاكسي ينبهها إلى أنه يحتاج إلى خمسين قرشا أخرى ثمن التوصيلة. تواضع المبالغ المذكورة يفسرها فقط تاريخ الكتابة، نحو عام 2000.
وإذا تجاوزنا عن
العنوان الفضفاض لكتاب «القيم الاجتماعية كما تعكسها أفلامنا»، نجد نقدا لا يشبه
النقد، وإنما هو سرد شخصي/ موضوعي موازٍ، ينبه إلى قيم تقدمية مبكرة حملتها أفلام
لم يتوقف أمامها النقاد بشكل كاف، مثل «رسالة من امرأة مجهولة»، ويقسو الكتاب على
أفلام ترسّخ قيما متخلفة تجاوزها التطور الاجتماعي والوعي الثقافي العام، «لم يعد
عمل المرأة مهينا لها بل حقا مكتسبا بغض النظر عن احتياج الأسرة لعائد عملها» كما
في فيلم «الأسطى حسن»، وينتقد التوجه الذكوري في أفلام «آدم وحواء»، «وبنات حواء».
يبدو أن ذكر حواء في عنوان فيلم يؤدي تلقائيا إلى الروح الذكورية.
No comments:
Post a Comment