أفضل فيلم في مسابقة أفلام الطلبة باسماعيلية 22
الفرصة الأخيرة وكيفية التفاعل معها
اليائس شهاب العشري
تسيطر أسئلة الوجود والعدم على أذهان الشباب دارسي السينما من طلبه معهد السينما منذ سنوات وحتى الآن ، ففي العام 2001 كان هذا عنوان لمقال شامل قدم له عصام زكريا وكتبته لمجلة الفن السابع ، وهذا العام يقدم عمر صدقي فيلمه الفرصة الأخيرة في نفس أجواء ما قدمه زملاؤه السابقون عليه بعشرين عاما، منهم أمير رمسيس وتامر محسن المبدعين اللذين أثبتا وجودهما في ساحة السينما والدراما التلفزيونية معا.
في أجواء كابوسية
يقدم عمر صدقي فيلمه وقد بدأ بمشهد يحبس فيه مجموعة من شباب في حجرة صخرية بلا
أبواب فقط هناك نافذة صفيرة ينفذ الضوء من قضبانها . لا يجرد صانع الفيلم فكرته بل
يشرح الموقف عبر حوارالشخصيات وتعليق صوتي ، بعد أن نوع في رسم شخصياته فكانت فتاة
يحدوها الأمل، وشاب يائس وآخر مذعور . بينما في موقع آخر المسيطر الذي يتلاعب بهم
نافيا عن نفسه القسوة ومدعيا أنه منحهم فرصة أخيرة.
الديكور لموقعين، المكتب والزنزانة، ومن يمكن اعتبارهم ممثلي الشعب خمسة أفراد شباب، والحاكم في مكتبه يدير أجهزته ويجبرهم على التوقيع. يتراوح الفيلم بين الإفصاح والغموض، بين الكشف الصريح بالحوار المباشر، وبين التعبير الصامت الذي يترك مساحة للمتلقي ليفهم ما يجري كل حسب مرجعيته. المسيطر يؤديه المخرج والممثل المسرحي طارق الدويري، أما نماذج فتيات وشباب الشغب فيقوم بأدوارها ممثلون جدد مما يؤكد على فكرة صراع بين جيلين ، جيل أكبر لديه شهوة التحكم، وجيل أصغر بينهم اليائس. شهاب العشري و المتفائلة الممتلئة بالأمل جميلة يس ، والمذعور عبد الرحمن محمد الذي تملؤه الحيرة. مشروع الطالب تميز بعناصره الفنية الديكور والتصوير والمونتاج والتمثيل ، تميز الشاب الدارس كل في تخصصه وتمت الاستعانة فقط بفنان أقدم صاحب خبرة مما مكن من اختبار قدرة الطالب في توجيهه كأحد عناصر الحكم غلى مستوى عمله، حيث سيتعامل في سوق العمل مع تخصصات لديها خبرة وعليه أن ينجح في قيادتها رغم فارق الخبرة بينه وبينها. المشروع لكل طلاب المعهد ، مدير التصوير عبد الرحمن مصطفى ومهندس الصوت أحمد خشالة ، ومهندس الديكور رئال أيمن فتحي ، المونتيرة سارة سليمان الوحيدة من خارج الدفعة. كل حسب مسئوليته وينفق ماديا على ما يتطلبه تخصصه، يقول عمر أن المشرف د. علي شوقي لم يجبره علي أي اختيار ، وملاحظاته كانت لنا كافة الحرية لتنفيذها أو لا . ايهاب العباسي طالب قسم سيناريو وهو ممثل مسرح ساعدني في التمسك بكل طموحي في العمل . البنت شيماء محمد مغنية أول مرة تقف أمام الكاميرا ، عبد الرحمن محمد المذعور ممثل مسرح كان معي منذ البداية، الممثلون تدربوا في ورشة طارق الدويري ومنهم الطفلة تولين غزالي ، وهديرحفناوي طالبة في المعهد أول مرة تدخل موقع تصوير وراهنت عليها. أ. طارق دويري سلم نفسه لي أثناء التصوير، بمجرد دخول الموقع كان منفذا لما أريده ، ويأخذ رأي في كل تفصيلة. باحترافية كاملة. خبرة العمل اكتسبناها من مساعدة زملاء أقدم في سنوات سبقتنا في مشاريعهم ونكتسب خبرة مع الوقت. بالاضافة الى حضور المهرجانات ومشاهدات اون لاين. التجربة اكثر ما نتعلم منه. يوم تحكيم المشاريع تكون فرصة كبيرة للمشاهدة والتعلم. للأسف تم الغاء مشروع الفيلم التسجيلي الذي كان ينفذه طلاب السنة الثالثة ، تحارب د. نجوي محروس لإعادته، ولكنا قدمنا بدلا منه فيديو كليب واعلان، أفتقد بشدة تجربة التسجيلي وحزين انني تخرجت دون عمل فيلم تسجيلي.
المخرج والممثل ومدرب ورشة التمثيل طارق الدويري
حصل الفيلم على جائزة أفضل فيلم في مسابقة أفلام الطلبة في مهرجان اسماعيلية في دورته الأخيرة 22 والتي امتدت من 16 يونيو وحتى 22 يونيو 2021 . رأس اللجنة المخرج خالد بهجت وضمت في عضويتها كل من المخرجة دينا عبد السلام، والمبرمج اللبناني نجا الأشقر. نافس الفيلم 14 فيلما لأفلام دارسي السينما من مختلف دول العالم.مؤلف الفيلم ومخرجه عمر صدقي
صفاء الليثي
نشر بموقع نون وأعيد
نشره على مدونتي الخاصة دنيا الفيلم