Thursday, 4 March 2021

عن بدايات المخرج ممدوح شكري


ممدوح شكري والبحث عن أسلوب وطريق

ممدوح شكري صاحب " زائر الفجر " 1973 انتاج ماجدة الخطيب ، هو مخرج الجزء الثالث من " 3 وجوه للحب " والأكثر تميزا في قصص الحب الثلاثة،  ثم العمل الطويل الأول " الوادي الأصفر" 1970 .

في العمل الأول من أفلام ثلاثية الأجزاء توزيع المؤسسة العامة للسينما " 3 وجوه الحب"  1969يأتي الوجه الثالث تأليف وإخراج ممدوح شكري  في أجواء دارسي الفن وأثناء بروفات لمسرحية يتعرف عزت العلايلي القادم من الصعيد بالوجه الجديد نورا- ليست أخت بوسي – عن طريق الصديق أشرف عبد الغفور المخرج المسرحي، كادرات فيلم الوجه الثالث للحب تشي بمخرج كبير مع تميز الحوار الذي كتبه  المخرج مع رأفت أحمد وقتما كان الحوار فنا يحتاج متخصصا لكتابته. المرأة في الفيلم قوية تحمل حقائبها بنفسها تزور الشاب في بيته وتتعامل بندية وحرية . وكأن المخرج يحكي قصة حبه لفتاة قاهرية وهو الخجول القادم من الجنوب، المونتاج لأحمد متولي والتصوير لحسن عبد الفتاح، كل دارسي المعهد يتعاونون معا في عمل قصير ومبشر بمخرج واعد وفريق عمل سيتعاون فيما يعد في العمل الكبير " زائر الفجر" المرتبط باسم ممدوح شكري. عام واحد ويقدم " الوادي الأصفر" فيلمه الطويل الأول و أول انتاج لشركة أفلام الطليعة وسنجد الفرسان الجدد الذين سيضخون دماءهم في صناعة السينما المصرية مشاركون بالعمل، صلاح مرعي في الديكور ومساعدا الإخراج نبيهة لطفي وعلي عبد الخالق، فرق عمل جديدة تظهر ويتقدم اسم يوسف شعبان فيسبق اسم شكري سرحان،


الفيلم امتداد لأفلام تعبر عن البيئة الصحراوية من تأليف مخرجنا  بالكامل فيه ازدحام لعناصر الصراع ، بدو يبحثون عن حل لمشكلتهم الكبرى عن شح المياه ولو بالترحال، وآخرون متمسكون بالأرض وفي انتظار الزيت الذي يمدهم بالنور، الفريق الأول يرى الحل في المهندسين. على لسان نبيل القبيلة راجح/ شكري سرحان، (ما في حدا غير المهندسين في يده الحل، وآه يا زمن.) الفيلم توجد له نسخة جيدة على الشبكة الدولية،  نورا بطلة الوجه الثالث للحب في دور مساعد وفي دور البطولة مريم فخر الدين، عربية  شجاعة تقود الرجال " هيا يا رجال " للرحيل بحثا عن مياه . التشويق زائد بالفيلم نتيجة وجود حقل ألغام، وعبث الأفندية باسقاط لافتة احترس حقل ألغام، البدو يصفونه بأنه بارود ينفجر من الأرض، وقائدهم حائر ، يتساءل ، الجوع والعطش، نعيش أو نموت، نرحل أو نبقى مطرحنا، هم في حيرة والأفنديات المهندسين شر لابد منه، سيحصلون على البترول ولكنهم سيحفرون بئرا للمياه سريعا بمعداتهم.

شعرت أن ممدوح شكري في بداية عمله بالسينما كالباحث عن طريق، هل سيناقش القيم الاجتماعية وعلاقة الرجل بالمرأة وأخلاق الرجل الصعيدي المنتمي له في صراعه مع المثقف القاهري المرتحل إليه. أم يناقش قضايا كبرى تتعلق بالتاريخ وصراع الأصل والحداثة، هل هذا عيشنا الذي طرحه شادي عبد السلام  في المومياء ، هنا في الوادي الأصفر طرح مختلف وينتهي  الصراع بأنه لا مفر من الاستعانة بالأفنديات.

سيعود شكري ليناقش القيم الاجتماعية والقضية التي تشغل ذكور المصريين والعرب الخاصة بعذرية الفتيات وحملهن قبل الزواج في فيلمه الطويل الثاني " أوهام الحب" ، هل يثق الرجل ، فنانا مثقفا كان أو صعيديا في حبيبة استسلمت له قبل إعلان الزواج باسم الحب ؟، ألن تكرر ما فعلته مع غيره؟، القضية التي تناولتها أفلام الخمسينيات والستينيات تعود في الفيلم الذي صور جزء كبير منه بالألوان وفي كادر متسع كان فيلم " الوادي الأصفر " في احتياج له، لتظهر المجاميع من بشر وليظهر جمال الأفق الواسع للطبيعة الصحراوية، ومع ذلك نجح في تقديم كادرات قريبة لوجوه بطلاته وأبطاله، في لوحات بالأبيض وأسود معطيا لكل ممثل مساحة يظهر فيها.  رحل ممدوح شكري في نهاية عام عرض فيلمه الثالث " زائر الفجر" بعد صراع مع المرض . الفيلم الذي كتب على عنوانه الأول 5 يونيو 1970 ، هل هي لعنة النكسة ؟ لعنة معاصرة لا تقل وقعا عن لعنة الفراعنة التي تصيب كل من ينكش في الآثار ويحاول فك طلاسمها.   

صفاء الليثي

من سلسلة مقالات عن بدايات مخرجي السبعينيات نشر مباشرة على مدوني الخاصة

 

 

 

No comments:

Post a Comment