Tuesday, 17 June 2014

مهرجانات السينما ودورها فى حياة المصريين



تحقيق أحلام الشباب
 والتواصل بين مختلف الأجيال


" تماثيل رخام على الترعة وأوبرا فى كل قرية عربية"  حلم صلاح جاهين الذى أتذكره كلما ظهر فى الأفق مهرجان للسينما أو مؤتمر للشعر، أو مهرجان للمسرح، وأختلف فى الرأى مع من يرون أن المظاهر الاحتفالية مضيعة للمال وأن هناك أمورا أخرى أولى منها بالإنفاق. فبعد مرور ثلاث سنوات على ثورة 25 يناير شهدنا فى مصر عددا من المهرجانات السينمائية متنوعة ومختلفة وكلها يصب فى صالح فن السينما والسينمائيين العاملين بها والمتذوقين وكل طوائف الشعب .

نهاية يناير عقدت الدورة الثانية  لمهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوربية وكان التحضير له قد بدأ وسط الأحداث التى أدت إلى ثورة 30 يونيو حتى أن اختيار الأفلام المشاركة تم بالتواصل عبر النت عبر برامج الصور الحديثة والمتجددة، استقبل أهل الأقصر المهرجان بالترحاب ودبت الحياة فى عربات الحنطور والبازارات والأماكن السياحية، دعم المهرجان وزارتى السياحة والثقافة قدر المتاح حيث يزداد الإيمان بفائدة مهرجانات للسينما لما تضم من ضيوف من دول أجنبية يدعم وجودهم الإحساس باستقرار الأوضاع فتكون دعوة غير مباشرة للسياحة بالإضافة بالطبع للفائدة من مهرجانات السينما التى تكون أشبه بمؤتمر علمى متخصص عن فنون السينما يستفيد منه صناعها فى مصر وخاصة من الشباب. اهتم المهرجان هذا العام بتقديم بانوراما للسينما المصرية الجديدة لكى يشاهدها المشاركون ويتعرفوا على ثقافة الشعب المصرى عبر وسيط السينما، هذا الفن السابع الذى يوثق دون قصد للعادات والأماكن والأشخاص، ويقرب الشعوب بعضها من بعض. تلاه فى مارس مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية الذى ترسخ مع دورته الثالثة ونضج حتى أن ما ضمه من ورش تعددت بين ورشة للنقد السينمائ وأخرى لتعلم فنون السينما، بالإضافة إلى التركيز على عرض أفلام لإفريقيا اننتماءنا الثانى بعد انتمائنا العربى . وفى يونيو عقدت الدورة السابعة عشر لمهرجان متخصص آخر فى الإسماعيلية المدينة الباسلة مهرجانا يناسب تاريخها النضالى للسينما التسجيلية والقصيرة. حفل هذا العام بالإضافة إلى الأفلام الرائعة من جميع أنحاء العالم على ندوة للإنتاج وعلى برنامج لتطوير المشروعات يتسابق فيه صناع أفلام بمشروعات أفلامهم التى يتم دعمها لتتحول إلى منتج يتسابق فى العام التالى وهكذا يتطور المهرجان ليصبح ليس فقط مكانا للعروض ولكن ساحة لتنمية المشروعات والمساعدة فى إنتاجها. خلاف لهذه المهرجانات الثلاثة الراسخة ظهر فى الأفق مهرجان فى رأس البر رحب به الناقد الكبير سمير فريد وكتب عنه :" كنت وما زلت وسوف أظل من الداعين إلى إقامة مهرجان سينمائى فى كل محافظة مصرية على الأقل" وهذا ما سعى إليه الكاتب والسينارست محمد عبد الحافظ ناصف رئيس اقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الذى طرح فكرة مهرجان الجيزة كخطوة أولى منه لتفعيل النشاط السينمائي بها، ليكون في المستقبل معلماً من معالم الجيزة لرعاية الموهوبين في مجالات الإبداع السينمائي وجاري تفعيل باقي الخطوات تباعاً في المستقبل القريب بإقامة الدورة الأولى لمهرجان الجيزة للأفلام القصيرة فى الفترة من 13-17 يولية 2014 يتجول بعدها فى محافظات الإقليم.  يكرم المهرجان المخرج على بدرخان الذى قدم عددا من أهم أفلام جيل الوسط للسينمائيين المصريين، وقام ويقوم بدور كبير فى تعليم طلاب السينما فنون الفيلم وتقنياته.ويعرض فى الافتتاح فيلمه القصير" عم عباس المخترع"، يتسابق فى المهرجان تسعة أفلام تسجيلية وثمانية أفلام تحريك، وأربعة عشر فيلما قصيرا تنوعت جهات إنتاجها بين العام  والخاص وكلها لشباب من المبدعين ساعدتهم تقنيات الديجيتال الحديثة فى تحقيق أفلامهم والتوقيع باسمهم على أعمال فنية معبرة عنهم. أتت الأفلام من الإسكندرية ومن أسيوط، من القاهرة والجيزة، يسعد أصحابها أن تعرض أعمالهم وأن يشاهدها كل محبى الفنون الحالمين بتماثيل رخام على الترعة وأوبرا فى كل قرية عربية. مديرة المهرجان هى مديرة قصر ثقافة الجيزة السيدة فاتن التهامى وترأسه كاتبه هذه السطور، تعاونهما ياسمين مكين التى تقوم حاليا بإعداد كتاب المهرجان الذى يضم كافة المعلومات عن الأفلام وعن فعاليات المهرجان.تكونت لجنة التحكيم من السيدة د. رشيدة عبد الرؤوف عميدة المعهد العالى للسينما سابقا وأستاذ الرسوم المتحركة بالمعهد كما تضم صلاح هاشم  المخرج والناقد ومحرر موقع سينما إيزيس والمخرجة عرب لطفى  أستاذ السينما بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.


صفاء الليثى القاهرة يونيو 2014 safaaelaisy@hotmail.com

·        نشر بجريدة الشارع المصرى تحرير وليد الشامى
 

No comments:

Post a Comment