Monday, 3 February 2014

عن الدورة الثانية لمهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوربية



مؤتمر جامع للسينمائيين 
فى الأقصر عاصمة العالم
كان أهل الأقصر يسألوننا، هل أنتم مع المؤتمر؟ أجد الكلمة أكثر مناسبة من مهرجان لتصف الحدث الذى أقيم بالأقصر فى الفترة من 19-25 يناير 2014 . مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوربية، اسم على مسمى فقد احتلت فيه السينما المصرية جانبا كبيرا من برنامج العروض ومن عدد الحضور وبطلت حجة المشاركين الأجانب بعدم معرفة السينما المصرية فها هى الفرصة سانحة لمتابعة ثمانية  أفلام للسينما المصرية الجديدة وأربعة من الكلاسيكيات وأربعة أخرى لمخرجين متنوعين فى إطار تكريم النجم الممثل والمنتج نور الشريف. بالإضافة إلى فيلا 69 ولامؤاخذة وفتاة المصنع.  أتصور أنها تكاد تكون المرة الأولى التى يحفل فيها مهرجان دولى مصرى بكل هذا الكم من الأفلام المصرية وأيضا بهذا العدد من المخرجين وصناع الأفلام المصريين من أجيال مختلفة، كما حضر عدد من النقاد غير المحسوبين على الصحافة وكانوا الأكثر التزاما بحضور الأفلام والمشاركة فى الندوات. مؤتمر سينمائى جامع لأنه نظم ثلاثة ندوات عامة بالإضافة لندوة تكريم نور الشريف وندوات الأفلام . من المرات النادرة التى شعرت فيها بالألفة التامة وحولى مدير التصوير الفنان سعيد شيمى، والسيناريست المخرج هانى فوزى والمخرجين محمد خان، مجدى أحمد على،هالة لطفى، ونادين خان، أيتن أمين أحمد رشوان والسيناريست تامر حبيب والنجم آسر يس، السيناريست ثناء هاشم والمونتيرسامى محمد على وهما مساعدا القليوبى فى أغلب أعماله، المنتجتين الشابتين ماجى مرجان وهالة جلال .والمخرج رئيس الرقابة أحمد عواض وكمال عبد العزيز رئيس المركز القومى للسينما ، د. خالد عبد الحليل مستشار وزير الثقافة، المخرج عمر عبد العزيز وكيل نقابة المهن السينمائية ورئيسها مسعد فودة، والنقاد على أبو شادى، عصام زكريا، أسامة عبد الفتاح، مجدى الطيب، محسن ويفى، الأمير أباظة ود.وليد سيف د.وأمل الجمل، والصحفيات والصحفيين أحمد فايق، علا الشافعى، رانيا يوسف، أميرة عاطف، محمد شكر، جمال عبد الناصر، محمد عاطف، والمصور الصحفى حسن أمين، وآخرين نسيتهم فى زحمة هذا التواجد الضخم لضيوف المهرجان الذى حوله المثقف السينمائى الشامل د. محمد كامل القليوبى إلى مؤتمر جامع للسينمائيين. مهرجان يرى فى صناع السينما نجوم حقيقيون ويسعى لإتاحة مناخ للنقاش الحر والمنظم استكمالا لأجواء تتم بشكل جزئى فى القاهرة حيث تصنع السينما وحيث تعرض طوال العام، ويفتقدها أقاليم مصر ومنهم الأقصر التى تخلو من العروض السينمائية العامة لعدم وجود دار عرض سينمائى بها، والخاصة لعدم تفعيل نشاط قصر ثقافة الأقصر ولا قاعة المؤتمرات بها إلا مع مهرجانى الأقصر الأوربى والإفريقى. وهى مسئولية يتحملها مثقفو الأقصر أنفسهم قبل أن يتحملها المسئولون فى المحافظة أو فى الثقافة الجماهيرية. قدر من الارتباك التنظيمى خاص بمواعيد وسائل الانتقال إلى قاعات العرض، قلل من عدد الحضور لعروض الأفلام وخاصة أفلام المسابقة الرسمية بنوعيها القصير والطويل، بينما شهدت الندوات حضورا مكثفا من جانب الصحفيين وصناع السينما واتسمت بالسخونة والدفء. لم أحضر أيا منها وفضلت حضور الأفلام رغم سابق مشاهدتى لها فى لجنة الاختيار ومعى عدد قليل فى العروض الصباحية، يزداد تدريجيا ليصل إلى زحام كبير فى العروض المسائية التى تركزت فى العروض الخاصة والجديدة للأفلام المصرية. قبل المضى فى قراءة لعدد من أفلام المهرجان الذى  ترأسه ماجده واصف أود أن أذكر بداية تعرفى بها الذى حدث مع بداية السبعينيات عندما كنت طالبة بالمعهد العالى للسينما وكانت ماجدة دائمة التواجد بمكتبة المعهد حتى ظننت أنها مسئولة، ولكنها كانت مترجمة للخبير الفرنسى لامبان الذى كان يدرس للدفعة الخاصة التى ضمت القليوبى وعطيات الأبنودى وآخرين. ومن وقتها ارتبطت بالقليوبى وبالسينما، ماجدة شخصية دقيقة تذكرنى بالشخصيات المثالية المنضبطة فى فيلم أوربى –انجليزى بشكل خاص- ميزتها دائما إجادتها للغة الفرنسية وكانت تقوم بترجمات لنشرات الأفلام لسمير فريد وسامى السلامونى قطبى النقد السينمائى ونجومه فى السبعينيات، كما رامى عبد الرازق وأحمد شوقى الآن وسيأتى ذكرهما تفصيلا فى موضع آخر.  ماجدة واصف كانت محبة للسينما وتقدم خدمات لعشاقها ومثقفيها دون أن تفكر وقتها فى احتراف النقد رغم قدرتها على ذلك.  فى فرنسا بعد كفاح أصبحت ماجدة واصف مديرة قسم السينما بمعهد العالم العربى بباريس الذى كان شعلة ومنارة للثقافة المصرية والعربية سنوات الثمانينيات وحتى بداية الألفية الجديدة، لعبت فيه ماجدة دور السفير للفن المصرى وخاصة فن السينما فى عاصمة النور. سنوات مرت قبل أن تحضر للمشاركة فى لجنة تحكيم مهرجان الإسماعيلية الدولى للسينما التسجيلية والقصيرة، لتختفى مرة ثانية وألتقيها فى عرض خاص لفيلم مصرى جديد مع الصحفية نعمة الله حسين، وأعرف أنها نوت الاستقرار فى القاهرة بعد تقاعدها من معهد العالم العربى بباريس. محملة بأحلام تنظيم حدث ثقافى يليق بمصر واستفادة من علاقاتها مع السينمائيين الأوربيين بدأت التفكير فى إقامة مهرجان للسينما المصرية والأوربية فكانت الدورة الأولى سبتمبر 2012 ثم الثانية يناير 2014، تغير الموعد نتيجة لتغير الظروف السياسية فجاء الموعد مناسبا لمناخ الأقصر وليستمتع الحضور بالشتاء الدافئ وجو يناير الربيعى فى الأقصر عاصمة مصر وعاصمة العالم القديم. ولم يكن الخلاف بين الدورة الأولى والثانية فقط فى الموعد ولكن الخلاف امتد إلى طريقة اختيار الأفلام والبرمجة ومزج لجنتى التحكيم التى كانت فى دورة 2012 لتصبح لجنة واحدة تحكم الأفلام كلها القصيرة والطويلة.  القلق سمة شخصية فى ماجدة واصف تسعى دائما إلى تجويد عملها والوصول إلى أفضل النتائج مما جعلها تفكر مع المدير الفنى للمهرجان الناقد الكبير يوسف شريف رزق الله ومع المبرمج أحمد شوقى والناقدة ماجدة موريس فى صياغة للبرنامج ومن ثم للتحكيم بطريقة مغايرة عن الدورة الأولى. كل تغيير يحمل فى داخله حسنات ولا يخلو من بعض العيوب، الاستقرار على عرض عملين قصيرين قبل فيلم طويل فى كل حفلة سبب تباعد بين الأفلام القصيرة وصعب من عملية المقارنة، حيث تكدس العمل أمام لجنة التحكيم التى ضمت سعيد شيمى من مصر، ووجدوا أمامهم عملا شاقا وخاصة مع تواضع أجهزة العرض والسوء الذى ظهرت عليه الأفلام المعروضة وخاصة فى اليومين الأولين قبل أن يوافق مسئول العرض على ضبط الصورة والتقليل من شدة اللون التى طمست معالم بعض الأفلام. ومع كل هذه المعاناة خرجت اللجنة بنتائج مرضية للعدد القليل ممن حضروا العروض وأهمهم المخرج الرائع محمد خان والممثل آسر يس وصحفية جريدة الأهالى سهام العقادـ وضيفة المهرجان المحبة للسينما السيدة زيزى التى تحضر على نفقتها الخاصة حبا فى فن السينما وفى الصحبة المثقفة. ندر أن تجد أحد الصحفيين حاضرا لعرض الصباح حتى لا تفوته الندوة المنعقدة ظهرا والمكلف بتغطيتها من قبل الجريدة التى يمثلها. ولهذا خلت القاعات إلا من النقاد الذين لا يعوقهم حاجز اللغة ولا يطلبون ترجمة عربية على شريط الفيلم، سعى القائمون على المهرجان إلى تحقيق الترجمة العربية ودفع الاتحاد الأوربى دعما لهذا الأمر ولكن بيروقراطية المؤسسات الرقابية فى مصر حالت دون السماح بتداولها فى الوقت المناسب لعمل الترجمة التى كانت ستجذب ليس فقط الصحفيين والصحفيات بل أهل الأقصر من شبابها المتعلم والمثقف.

أتوقف عند الأفلام التى حصلت على الجوائز وأبدأ بالفيلم المصرى القصير " فردة شمال" لخريجة معهد السينما 2013 سارة رزيق الذى حاز فضية الفيلم القصير وهو عمل يتميز بإنسانية الفكرة رغم تقليدية تقديمها وقدر من الرومانسية الساذجة فى تناول العلاقة بين طفل فقير وآخر غنى سقطت فرده من حذائه وهو يركب القطار فبذل الفقير الحافى جهدا كبيرا ليرسلها إليه، وعندما يفشل يقذف له الغنى بالفردة الأخرى كحل منطقى للاستفادة من الحذاء. مقارنة بالعملين المصريين الآخرين المشاركين، فإن " فردة شمال"  الأفضل رغم تواضع لغته السينمائية. أما الفيلم الذى حصل على ذهبية القصير فهو عمل مميز بحق فكرة وأسلوبا جمع بين فن التحريك والتخييل فى قضية إنسائية تمس شغاف القلوب حول الوحدة والاحتياج إلى الآخر، الفيلم الألمانى " رينو بالسرعة الكاملة" لمخرجه إريك شميت. الفيلم الصربى – لا أستطيع أن أمنع عقلى من التذكير بأنها القسم الأكبر من يوغوسلافيا السابقة التى وحدها تيتو وكون مع عبد الناصر ونهرو محور عدم الانحياز فى الخمسينيات والستينيات- اتسم بأسلوب سينمائى تقليدى لطرح موضوع قتل بحثا حول بيع الأبناء لأرض الآباء وغضب الأم من ابنها لهذا السبب، وينتهى الفيلم بحل توافقى حيث ينقل الابن شاهد قبر الأب من الأرض الفسيحة ليجعله قريبا من بيت الأم ، تباع الأرض ليتمكن من السفر غلى سويسرا حيث المعيشة الافضل وتقضى الأم ما بقى من عمرها فى بيت الأجداد. شخصيات العمل غير الرئيسية كانت منوعة وتتسم بقدر كبير من الدفء الإنسانى والخصوصية لشعب الصرب الحالم بالتغيير. الفيلم حاز ذهبية المهرجان عمود الجد وتسلمها المخرج الشاب ميلوش بوزيتش.  ما يمكن أن نسميه بالأسلوب التقليدى كان سائدا فى أغلب الأفلام حتى يمكنك تصور أنها أفلام قديمة لو لم تكن لديك معلومات عن سنة الإنتاج وهذا ما كان واضحا فى فيلم "عنفوان" الذى حاز برونزية المسابقة الطويلة وحاز إعجاب الحضور لمخرجة ومخرج من جورجيا فى سنوات انهيار الاتحاد السوفيتى وانتشار الاضطرابات التى تقع تحت طائلتها مراهقتين تنجحان فى النهاية فى تخطى العقبات وعدم الوقوع فى الجريمة التى يمارسها الذكور، أب البطلة المسجون لقتله أحد الأفراد، وزوج البطلة الثانية الذى تورط فى قتل برئ تصور أنه على علاقة بزوجته الصغيرة. الفيلم الجورجى ينتمى لسينما نسوية تعلى من شان النساء وتشيد بقدرتهن على مقاومة ميل الرجال للعنف والقتل. فيلم ممتع وإن كنت تحسبه فيلما صور فى الثمانينيات وليس فقط لأن أحداثه تدور فى نهايتها ولكن لأسلوبه السينمائى والكاميرا الهادئة وسرده فى خط مستقيم واحد مع شخوصه النمطية إما خيره أو شريرة. 
 

رأس لجنة التحكيم المخرج الروسى فلاديمير منشوف صاحب الفيلم الرائع " موسكو لا تعرف الدموع" الحاصل على أوسكار أفضل فيلم أجنبى – ناطق بلغة غير إنجليزية- وقد عرض فى إطار تكريمه وسعد الحضور– من شاهدوه للمرة الأولى ومن شاهده سابقا- ومن المفارقة أنه يتناول فى إطار الواقعية الاشتراكية مسار ثلاثة من الفتيات الروسيات العاملات فى المصانع وقصة حلمهن بالصعود الطبقى ونجاح إحداهن فى صعود مشروع لتصبح المهندسة مديرة المصنع بعد إخفاقها فى حياتها الخاصة، تشابه غير مقصود مع فتاة المصنع لمحمد خان ووسام سليمان مع اختلاف القيمة الأخلاقية والعظة التى نخرج بها من كلا الفيلمين، فى الأول انتصار لكفاح امرأ ة شابة فى مناخ اشتراكى يساعد الحالمين، وفى الثانى إخفاق للفتاة المصرية فى مناخ رجعى يحطم الأحلام.  النسخة الروسية ختمت عصر تفوق الاتحاد السوفيتى بينما يعيد الفيلم المصرى فتح النقاش حول قضايا ما زالت تكبل المجتمع المصرى وفضيحة العذرية التى ما زالت محلا للنقاش. أقدم  تحية لسيدات الأقصر صانعات حقائب المهرجان من صناعتهن اليدوية المميزة، تحية لمن تذكرهن فدعاهن لحضورعرض فيلم " فتاة المصنع" واستمتعوا معنا بجمال فن محمد خان الراقى.
حين تناولت مهرجان الإسماعيلية تحدثت عن شعب المهرجان الذى يمنحه الشرعية والحيوية، فى مهرجان الأقصر تفرق الشعب إلى مصريين وأجانب، وإلى سينمائيين وصحفيين، وإلى مجموعة الإدارة  أصحاب المهرجان ومجموعة الضيوف، على الأقل هذا ما شعر به البعض وخاصة من الصحفيين الشباب الذين يشعر أغلبهم بقدر من الاضطهاد مصدره الشعور بالأهمية لأن تغطيتهم مطلوبة فى مقابل حضورهم. ونصيحتى لهم – وكلهم فى سن أبنائى وأخوتى الأصغر- بأن يستمتعوا قدر المستطاع بمجموع الأفلام وبالحوار مع صناعها ، وأذكرهم بأن جيلى ومن سبقه تعودوا الاستمتاع بأفلام روسية وتشيكية ويابانية بدون ترجمة، وكنا نستعين بملخص صغير ونركز فى الصورة لنستوعب ونفهم دون حاجة إلى الحوار، أذكرهم أن كل مهرجانات العالم تتقاطع فيها البرامج ويصعب أن يلاحق الواحد منا كل الفعاليات، وأذكرهم أيضا أن جمع كل المشاركين فى مكان واحد صعب التحقيق لاعتبارات كثيرة ليس منها تفضيل البعض على الآخر. وأذكر نفسى أننى استمتعت وشعرت بالفخر لأن لدينا مدينة الأقصر بجمالها القديم والحديث ولأن لدينا شعبا مضيافا فرح بنا وشعر بأن وجودنا أحدث قدرا من الانتعاش يعوض غياب السياحة التى يعتمدون عليها فى معيشتهم. سعدت بالمهرجان واستمتعت بشكل خاص بالحوار مع سعيد شيمى المحب للسينما ولزملائه، وأسفت أننى لم أنقل للمخرج الروسى احترامى وتقديرى لقبوله عضوية لجنة التحكيم رغم المشقة وهو الفنان القدير الذى أمتع العالم بأعماله الراقية، سعدت برحلة إلى البر الغربى ومعبد حتشبسوت مع الفنانة الجميلة وسام سليمان وابنتى مريم متولى، ومع عدد من الزميلات الصحفيات، وسعدت بالمرشد خفيف الظل واسع المعلومات مستر خالد، وبزيارتنا لورشة الأنتيكات التى ما زالت تقاوم البضاعة الصينية المقلدة للفرعونيات. وأسفت للاعتداء على البر الغربى بمنازل مخالفة تعكر صفو جلال المكان حتى لو كانت مشروعات قابلة لزيادة دخل بعض الأفراد، سعدت لسعادة المحافظ طارق سعد الدين الذى كان سعيدا بالحيوية التى أكسبها المهرجان على البلدة الشامخة، وكدت أفقد نزهة نيلية صباحية دعا إليها البعض نتيجة رسالة أخطأت طريقها إلى، سعدت بجهد ميريت ميخائيل وأحمد شوقى ورامى عبد الرازق ويوسف هشام  وإياد ابراهيم شباب المهرجان المحبين لفن السينما الذين يواصلون مشوارا بدأه يوسف شريف رزق الله وعلى أبو شادى وسمير فريد فى تنظيم فعاليات سينمائية، تحية لمؤسسى نون للثقافة والفنون د. محمد كامل القليوبى، وجمال زايده  وفريق عمل المهرجان د. ماجدة واصف، وديد شكرى، دنيا السركى والفريق الإعلامى مها سعد وسارة سند.  مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوربية عكس بحق تضافر ثلاث وزارات هى الثقافة والسياحة والشباب والآثار، بالإضافة لدعم من نجيب ساويرس الرأسمالى الوطنى بحق ومحافظ الأقصر لتصب الجهود كلها فى إنجاح حدث ثقافى رغم التحديات والعوائق التى تمر بها مؤقتا مصر.

نشر بموقع جريدة البديل 3 فبراير 2014

No comments:

Post a Comment