Sunday 2 January 2011

الدورة الرابعة لمهرجان الفيلم العربى بوهران


جامعة فنية وروح محبة رغم الإعلام غير المسئول 

حالت الظروف الجوية دون عودة المشاركين من مختلف الأقطار العربية إلى بلادهم فى الموعد المقرر، وبدلا من العودة مباشرة من وهران حيث تقام الدورة الرابعة للمهرجان الدولى للفيلم العربى، بقينا فى الجزائر العاصمة كل الوفود ليوم وليلة وبقينا نحن العائدين إلى القاهرة يومين وليليتين، فى اليوم الثانى وبعد انصراف المسئول الرسمى للمهرجان الذى تبادلنا معه العناوين وتصرف بلطف، بقى معنا المخرج الجزائرى الشاب مؤنس خمار، وجاء لتحيتنا الجزائرية  نادية شرابى المخرجة والمنتجة والسيد د. جمال عبيدى المدير العام لشركة الإنتاج بروكوم انترناشيونال التى أنتجت فيلم " النخل الجريح" الذى حاز الجائزة الكبرى الأهقار الذهبى. 

كان الصحفيون قد اندفعوا تجاهى بعد إعلان الجوائز سائلين عن رأى فى الجوائز ووقعت بالفخ وقلت أنها جوائز مسيسة لترسيخ التعاون العربى العربى طبقا لما أعلنته وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومى. لم أكن أعرف أن ما قلته سيتصدر أخبار المهرجان فقد حملت جريدة الشروق عنوانا رئيسا " تتويج النخل الجريح التونسى .... يثير غضب المصريين". كان د. جمال لبيدى يشرح لى أن هناك اتجاهين بالجزائر، توجه عربى وآخر فرانكفونى، حين اصطحبانى لتناول الشاى فى فندق قديم بناه المصريون فى نهاية الستينيات، وجدنا جرائد الصباح موضوعة قسمين أشار على الصحف العربية والفرنسية مؤكدا كما ترين جزائر عربية وأخرى فرانكفونية. اشترى الجرائد لى ولزوجته، أخذت الشروق وما إن فتحتها حتى وجدت العنوان، أية مفارقة أصحاب النخيل الجريج فى دعوة محبة على شاى والجريدة تجرى تحقيقا وتعمم ما قلته على كل المصريين. تتذكرون دور هذه الجريدة فى إشعال الفتنة أثناء أحداث الكرة. كان خالد أبو النجا أكثر ذكاء منى فعندما توجهوا إليه قائلين مواطنتك الناقدة المصرية تقول إن الجوائز مسيسة قال هى تستطيع أن تقول ذلك ولكنى لا يمكننى أن أعلق على قرارات لجنة تحكيم على أعمال أشارك بها. ثم هنأ الفائزين . لحظة إعلان الجوائز كان أبو النجا يقدم العرض الثانى لميكرفون بدار السعادة القريبة من سينما المغرب حيث يجرى الافتتاح. فى الحفل الأول لعرض الفيلم انفجرت بالبكاء وأنا أشهد تزاحم الجمهور الجزائرى لمشاهدة الفيلم المصرى. فى تكرار لما شاهدته بقرطاج فى تونس. 

شهدت ندوة الفيلم أيضا تزاحما على خالد أبو النجا الذى أدار بنفسه مؤتمره الصحفى ونجح فى كل ردوده على الأسئلة، كان صادقا وذكيا فى ردوده مؤكدا أنه يمثل نفسه فقط كفنان مصرى يرى ضرورة التواجد مع فيلمه فى كل مكان يعرض به. اخالد أبو النجا  كان قد لحق طائرة إلى باريس ولم يصادف البقاء الاضطرارى الذى صادفه كل من محمد حماد المشارك بفيلمه القصير المستقل أحمر باهت، ولا الصحفى  بالجمهورية مصطفى الكيلانى ، ولا التونسية سناء يوسف المقيمة بمصر، ولا كاتبة هذه السطور المشاركة بندوة النقد العربى الذى نظمها الناقد الجزائرى نبيل حاجى. لحقنا بالفندق القديم مؤنس خمار وسناء يوسف (اسمها قبل الشهرة سناء كاسوس) وجرى بيننا حوار عام حول السينما والعلاقات المصرية الجزائرية . كانت آلام الغضروف قد فاجأت مصطفى الكيلانى وبقى معه محمد حماد وذهب معه للمستشفى للعلاج وكانت تجربة هامة لمخرج يلتقط تفاصيل الحياة اليومية قال لى إنه شعر بكثير من المشابهات مع القاهرة وناسها المهمومين بأمور حياتهم. لم يغضب محمد حماد لعدم حصوله على جائزة، فى قرطاج حصد جائزة منظمة المرأة العربية، كما حصد ميكرفون التانيت الذهبى، لم يغضب خالد أبو النجا ممثل ومنتج ميكرفون، ولم يتوقف الكيلانى عن عدم حصول مصر على الجوائز. وتعليقى على الجوائز قلت مثيلا له فى القاهرة حين حصلت الأفلام المصرية على كل الجوائز الرئيسية فى دورة مهرجان القاهرة الأخير، الناقد يقوم بعمله بصرف النظر عن قوميته، السينمائى دائما ما يرفع شعار السينما هى الوطن، ولكن حين يزداد الهجوم مع نقص المعلومات وتحريفها يعود الواحد منا لوطنه الأول. 

وهذا ما حدث فى ندوة النقد العربى حين ذكر الناقد المغربى الزميل خليل الدمون أمرا عن السينما المصرية السائدة ووجدتنى أشرح بحماس كيف أن بمصر سينما موازية وبديلة مثل عين شمس وميكرفون، ومخرجين كبار نجحوا فى الجمع بين النجاح الجماهيرى والتقدير النقدى داوود عبد السيد فى رسائل بحر وقبله أرض الخوف والكت كات، أسامة فوزى بحب السيما ويسرى نصر الله وخاصة مع عمليه باب الشمس واحكى يا شهرزاد. وأمن على قولى عدد من الصحفيين الجزائريين والعرب المتواجدين بوهران.  
أداء الصحافة والصحفيين كان محل انتقاد من وزيرة الثقافة حيث هاجمتهم بشدة فى مؤتمر صحفى عقدته بعد الختام، كانت فى خطابها قالت ليس لدينا جين –عنصر وراثى بالدم- يسمى تنظيم المهرجانات ولكننا نتعلم ونكتسب خبرة بالاستمرار فى عقد التظاهرات الثقافية. وجدتها مناسبة للإعلان عن تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية وعن الخطوات التى تعد لهذا الحدث الكبير. عموما كان خطابها الذى أعقب إعلان الجوائز بمثابة مذكرة دفاع أمام هجوم الصحافة على شخصها وعلى المهرجان. أعجبت بحماسها ونسيت برودة استقبالها لى فى حفل شاى باليوم الذى سبق الختام، بينما كانت تشد على يد الليبيات المشاركات بالمهرجان السيدة خدوجة وهى ممثلة ومدير فنى لشركة إنتاج ليبية، وتشد على يد زهرة منتجة الفيلم الليبى القصير المشارك بالمهرجان لمخرجة صلاح قويدر، لاحظت كيف تبادلت كلمات لطيفة مع المشاركين من البحرين والإمارات، وحوارها المطول مع المخرج السورى سمير ذكرى. كان المخرج مجدى أحمد على حملنى رسالة لها يطالب بمستحقات جائزته فى الدورة الثالثة لم تصله حتى الآن. أعطيت الرسالة للسيد محافظ المهرجان مصطفى عريف عن طريق الناقد نبيل حاجى، كما وصلت نسخة أخرى من الرسالة مع خالد أبو النجا، هل ستحل مشكلة تجميد قيمة الجوائز لكل من مجدى أحمد على عن فيلمه خلطة فوزية، والناقد أمير العمرى عن أفضل مقال فى السينما؟ صحيفة الوصل كانت نشرت مقالا مطولا عما أعلنته عن الموضوع، ومقالا آخر به حوار معى معنون بكلمات قلتها أن القطيعة لا تكون إلا مع إسرائيل. نعم فالصحف أيضا متنوعة، والوصل صحيفة مستقلة جاءت تغطيتها للمهرجان من زوايا متعددة دون الرأى المسبق الذى ساقته جريدة الشروق. أما جريدة الخبر فتبدو جريدة متوازنة تعرض الأمور بلا إثارة فى شكل أقرب للتحقيق الموضوعى، وقد نشرت حوارا أجراه جعفر بن صالح مع خالد أبو النجا وكانت العناوين تصب فى خانة التصالح: ألغيت كل مواعيدى فى أوربا من أجل الجزائر، وما حدث بيننا فتنة مدبرة وأصوات متوترة يجب تجاوزها. بالفعل مكنت الدورة الرابعة للمهرجان الدولى للفيلم العربى بوهران من تجاوز كثير من التوترات وأكدت للجميع أن التناول الإعلامى كان ومازال مع الأسف هو الذى يشعل الفتيل كتعويض عن فراغ ثقافى يجب القضاء عليه نهائيا.  تحية إلى دفء الاستقبال من صحفييى الجزائر وفنانيها ومسئوليها ومنظمى المهرجان ومنهم السيد مهدى الذى حضر ليتأكد من راحتنا فى الجزائر انتظارا لطائرة العودة إلى القاهرة. تحية للمجهود الكبير الذى بذلته سارة مسئولة الحجز وهى فتاة فى العشرين تدرس الاقتصاد حرصت رغم مشاغلها على حضور عرض ميكرفون الفيلم المصرى الوحيد المشارك بالمهرجان وأعجبها جزئيا، تحية إلى التواصل المستمر بيننا عبر الشبكة الاجتماعية ، ودور كبير يلعبه الصحفى الشاب مصطفى الكيلانى الذى كسب أصدقاء من شباب الجزائر حملنا الكثير منهم التحية والسلامات لمصريين كثيرين حضروا دورات وهران السابقة وتركوا جزءا من روحهم المحبة فى وهران والجزائر. 
فى مقال لاحق سأتناول الأفلام وخاصة ما كشف عنه المهرجان من سينما سعودية واعدة.

No comments:

Post a Comment