"كليفتي"
فيلم لمحمد خان في زمن كامننا
صفاء الليثي
يؤكد سيد سعيد
الناقد والمخرج على أن الإبداع يأتي على غير مثال، وهذا التعريف يحصر الإبداع في
أعمال قليلة جدا، ليس على مستوى مصر فقط ولكن على المستوى العالمي . الفيلم الأخير
لمحمد خان " كليفتي " نوع من الإبداع يحاكي الواقع بدرجة تقترب من
الطبيعية، يستعير أفكارا ومشاهد من عدة أعمال للفنان نفسه، ولفنانين آخرين. أثناء
المشاهدة يصعب استبعاد "المدينة " ليسري نصر الله، ولا شخصية أحمد زكي
في فيلم "أحلام هند وكاميليا"، ولا مونولوجات خيري بشارة التي يحادث
فيها الأبطال أنفسهم ويتفلسفون . "كليفتي" الذي ينتظره عشاق السينما
المصرية المختلفة لأنه أولا فيلم لمحمد خان ولأنه ثانيا صور بالديجيتال، سينما
المستقبل حسب رأيه . كليفتي نوع من أفلام الطرق لا يستقل البطل فيه مركبة ما،
حصانا أو سيارة، ولا يرتحل في البلدان المختلفة، ولكنه، وهو الصعلوك الذي بلا بيت
يأويه، يتحرك عبر الأمكنة داخل وخارج مدينة القاهرة، وطن الصعلوك الذي لا اسم له،
كاشفا عن كثير من مظاهر حياة الشريحة الدنيا من الطبقة الوسطى، سائقي الميكروباس،
صغار التجار والبائعين، صاحب عربة الكبدة، والخرتية، لا نستطيع أن نبعد عن ذاكرتنا
"رومانتيكا" زكي فطين عبد الوهاب، أول من قدم تشريحا لهذا النمط من شباب
العاصمة الذي يسترزق من مصاحبة السائحات الأجنبات ويتصعلق معهن. فرضت الأجواء
العشوائية التي يتنقل فيها البطل حوارا شديد السوقية، لاينتمي لسينما محمد خان
التي عرفناها. السينما التي تقدم الفقر والتهميش دون أن تتورط في أي نوع من
الابتذال، أو السوقية. ودون أن تتهم مع ذلك بأنها تزيف الواقع، سينما محمد خان
التي يمثل "أحلام هند وكاميليا" أحد صورها المشرقة، خالية تماما من كل
ابتذال أو أي لفظ سوقي، تلك اللهجة التي تسيطر على حوار كليفتي، ويكثر فيها
استخدام اسم الأم دون احترام، مما يضع الفيلم في سياق الظرف التاريخي للسينما
المصرية في نماذجها الأخيرة، ليعود السؤال هل السينما هي انتشار وتبديل اللغة إلى
مفردات أكثر فجاجة؟ أم أن الواقع المتغير هو الذي يفرض هذه اللغة؟ قد يكون تحديا من المخرج محمد خان الذي أصر عن
طريق الإنتاج لنفسه وبالديجيتال أن يكون على الساحة، وأن يتواجد بفيلمه، ولسان
حاله يقول (ها أنذا بفيلم لا يشبه السائد ولكن يشبه أفلامي وأفلام من أجبرتموهم
على الانسحاب، الاحتجاب، أو التحرك في هامش ضيق) . فيلم كليفتي يعبرعن رغبة لدى
فنان يتوقع منه الجميع عملا يتسم بالخصوصية والتميز، في أن يدلي بدلوه في كل تلك
القضايا والأشكال الفنية المطروحة، فيلم يستمد نماذج السينما السائدة ويخضعها
لقالبه الفني الخاص، كليفتي فيلم لمحمد خان في زمن كامننا . محمد خان لم يخذل محبيه
وقدم فيلما يشبه أفلامه مع قدر من التغيير المتماشي مع واقع القاهرة ومصر الآن.
كانت هذه قراءة
أولى لفيلم "كليفتي " تستوجب قراءات أخرى تحليلية لا أتذكر أنني نشرت
المقال أم لا وجدت مسودته أثناء تقليبي في ملفات قديمة.
ومن موقع السينما
العربية : كليفتي 2004
تدور أحداث
الفيلم حول رجل يستطيع أن يصرف كافة أموره في ظل الحياة الصعبة بالنصب والإحتيال،
ويرتبط بفتاة تسعى للزواج منه ويخيب ظنها لترتبط برجل أخر حتى يجد نفسه وحيدًا مما
يدفعه للاستمرار في النصب مرة أخرى.
ﺇﺧﺮاﺝ: محمد خان (مخرج) نسرين الزنط (مخرج
مساعد)
ﺗﺄﻟﻴﻒ: محمد ناصر علي (قصة وسيناريو وحوار) ومحمد خان
طاقم العمل: باسم سمرة ، رولا محمود ، سناء يونس ، أحمد كمال ، محمد عبدالعظيم ، خيري بشارة
No comments:
Post a Comment