حلم الشباب للوصول إلى
درجة الكمال
هى الفكرة التى تدور حولها أفلام
المراهقين فى غالبيتها سواء كان التنافس فى المجال الرياضى أم الفنى، وغالبا تجرى
هذه النوعية من الأفلام فى الشريحة العليا للطفولة قبل الجامعة أو عند التخرج منها
فى قالب واحد ثابت، فهناك فريق لامع يواجه تحديا سواء لاستعادة موقعه الذى خسره أو
للصعود والمنافسة على الموقع الأول، دائما هناك تنوع فى رسم شخصيات الفريق بحيث
يحقق السيناريو تكاملا بين أعضائه حيث يكونون
معا فريقا متجانسا يقوى على المنافسة، قالب أمريكى مائة بالمائة حيث محاولة
الإجادة وتمجيد ما كان قديما فرديا ليصبح جماعيا وخاصة فى أفلام شباب العشرين التى
تنافس فيها مجموعة ما ضد أخرى. الحوار فى فيلم " درجة الكمال " حافل
بكلمات فظة تذكرنا بنكات المضحكين الجدد فى مصر ، والسخرية من السمنة ومن إطلاق الريح
والصوت من المؤخرة، أمر يتناقض مع الإمكانات الملحوظة التى تتاح لهؤلاء الشباب لكى
يتنافسون للحصول على الأفضل.
يحُمل الفيلم بالسياسة حيث يظهر تصالح عابر مع الروس وتنافس وعداء مع
الألمان، الفريق الألمانى هو الأفضل طوال الوقت، وينجح المؤلف والمخرجة فى تنفيرنا
منهم وحفزنا على التعاطف مع فريق الفتيات وتمنى فوزهن. أمريكا ستفوز حتما على
الماكينات الألمانية العملاقة.
فى الأربعينيات سادت أفلام موسيقية راقصة أثرت على كل سينمات العالم وخاصة
البوليودية والمصرية ، كانت أفلاما تروى دراما قوية وتشغل الأغانى فيها جانبا من
حوار الشخصيات . مع التطور التقنى تراجع الإبداع القصصى ليفسح المجال للإبهار
التقنى للظهور، وأصبحت مراحل ما بعد التصوير أهم من مرحلة التصوير نفسه، وفى فيلم
" درجة الكمال 2" تذكر المخرجة أن كل الأغانى والموسيقى أعدت قبل
التصوير وتم تدريب الممثلين ليتقنوا أداء التزامن مع الأغانى المسجلة، حققوا درجة
من الإتقان لا يمكن الوصول إليها بدون تدريبات طويلة واتقان من جانب كل مهنى يساهم
فى الفيلم. يعيب الفيلم الضجيج المتواصل والذى لم يسمح للأذن بالراحة مما ساعد على
الإحساس بالضجر فى بعض المناطق وخاصة مع عدم وجود مفاجآت إذ يمضى الفيلم فى
الباترون- القالب- المعد مسبقا والذى تم تجريبه على مئات من الأفلام المشابهة.
فى مصر يقول المنتجون أن جمهور الأفلام غالبا من الذكور لذا أصبحت
الموضوعات تخاطب الشباب، ولكن هذه النوعية تصادف هوى لدى الفتيات وأتصور أنها تنجح
أكثر عند عرضها بالتلفزيون ويزداد حينها عدد المتابعين لها، وهذا ما يرهن عليه
صناعه ويتفاخرون به.
إن روح التنافس التى تتسم بها هذه
النوعية من الأفلام والرغبة فى الوصول إلى الكمال يمكن أن تكون قيمة أخلاقية مفيدة
للمشاهدين وخاصة إذا نجح صناع الفيلم فى تصوير مشاهد الاستعدادات والبروفات قبل
الحدث الكبير، وهنا كان المشهد الذى يركز على استعادة الفريق لتجانسه فى الرحلة
والمبيت معا فى المخيم والألعاب الشاقة للحصول على اللياقة هى المشهد الأهم
وأكثرها حميمية على مدار الفيلم . لا بأس من المتعة فى الاستماع إلى مباريات
التنافس بين فرق متنوعة فى مشاهد تتبع فيها الصور الموسيقى وتحاول الحفاظ على
ايقاعه المرح ودرجة اكتماله. ويزيد
الستمتاع مع الأداء الحركى الراقص للغناء مقارنة بالوقوف فى وضع ثابت قديما وهو ما
أشار إليه مقدما الحفلات اللذان يقومان بما يشبه مذيع الربط بين الفقرات.
الفيلم فى حوالى الساعتين تكلف 29 مليون دولار أمريكى، أخرجته اليزابيث بانكس
بعد نجاح الجزء الأول ويشاهده جمهور القاهرة فى توقيت مناسب بعد انتهاء الامتحانات
وبدأ الأجازة الصيفية بما يناسب التعارف عليه من الأفلام التى تنجح فى عطلة الصيف.
نشر بجريدة البوابة الأربعاء 13/5/2015صفحة حفلة 9 تحرير عصام زكريا
No comments:
Post a Comment