بلا سقف القصير وملحمة
باب الشمس
صفاء الليثي
بعد عاصفة طوفان الأقصى التي فاجأت العالم في السابع من
أكتوبر 2023 وفي الذكرى الخمسين لهزيمة 1967 عادت القضية الفلسطينية لتتصدر المشهد
السينمائي العالمي، وبتأثير الصدمة ألغيت مهرجانات كالقاهرة وقرطاج وتأجل مهرجان
الجونة ليقام بعد أن اتخذ قرار بإقامة دورة استثنائية يكون بها برنامج خاص عنوانه
" نافذة على فلسطين" تمت فيه عروض استعادية لأفلام قصيرة وطويلة شكلت
نظرة متنوعة على أفلام تعبر عن فلسطين بطرق مختلفة. جذبني فيلم "تحت
السقف" القصير انتاج 2017، بإضاءة زرقاء تطغى على الصورة نشاهد امرأة تقوم بإعداد وجبة الإفطار لعائلتها
في شهر رمضان. تأتيها مكالمة هاتفية من جندي إسرائيلي تنبهها إلى قصف مبناها خلال
10 دقائق. في فلسطين التي مزقتها الحرب، جنون الآلة للدولة الاستعمارية مستمر
ونشاهده ليس في الفيلم فقط بل نسمع ونشاهد عبر نشرات الأخبار. الفيلم للمخرج الإيراني سينا سليمي حصل على جائزة يوسف شاهين
لأفضل فيلم قصير لعام 2017 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في مسابقة سينما
الغد الدولية، ورشح للعديد من الجوائز من مهرجانات الفجر السينمائي لعام 2018 ومهرجان
كينوفيلم مانشستر الدولي للفيلم القصير.
عالمية القضية الفلسطينية فرضت فريق عمل مكون من مخرج
إيراني وممثلة أردنيه ومونتير مصري يسجل بصوته مكالمة ضابط اسرائيل بشكل مقنع
تماما وبرع في مزج أزمنة الفيلم، ساعده التصوير والإضاءة شديدة التميز بتنويعاتها
من إضاءة نافذة نهارا ومن الشموع والكلوب عند انقطاع الكهرباء، ليخرج هذا الفيلم
القصير بهذه الروعة والاكتمال رغم بساطة فكرته التي نعرفها من شرائط الأخبار.
بالجونة السادس تم عرض
النسخة المرممة من " باب الشمس " بجزأيه الرحيل والعودة، كانت فرصة
لتكوين قراءة جديدة للفيلم وخاصة لجزأه الثاني "العودة" غير المتاح على الشبكة الدولية
بينما يتوفر "الرحيل" الذي يناسب أسلوبه الملحمي ذائقة المشاهد العربي،
بما يحفل به من حقائق عن فلسطين النكبة وهزيمة الجيوش العربية التي دفعت المقاومة
المسلحة لتأخذ مكانها من خلال قصة البطل يونس وزوجته نهيرة التي ركز عليها الفيلم
متتبعا سرد الرواية ومقتبسا حوارات كاملة ومواقف ومشاهد نقلت من الرواية إلى فن
السينما. بعد مرور عشرين عاما أجد بالفيلم قدرا من الرومانسية الثورية، كما أجد
قدرا من المبالغة في نقد الثوار وتحميلهم ما وصل إليه الوضع. وقت عرض الفيلم احتفى
الناقد سمير فريد وكتب في جريدة الجمهورية تحت عنوان باب الشمس الرحيل والعودة ( فيلم ينتصر للحياة وليس فيلما عن الموت) وعنوان
ترويجي ( يسري نصر الله يتحدى
أيام العيد) احتفت الصفحات الفنية
بالجرائد المصرية بالعرض العام لفيلم "باب الشمس" كتب سمير فريد في باب
فنون بجريدة الجمهورية: أنه تبدأ اليوم سينما 2005 في مصر مع أول أيام عيد الأضحى
المبارك، وهو عيد للسينما أيضا فاليوم يبدأ عرض "باب الشمس" أحدث أفلام
فنان السينما المصري العالمي الكبير يسري نصر الله ، يفتح باب الشمس في مصر بعد أن
فتح لأول مرة في مهرجان كان العام الماضي أكبر مهرجانات السينما. وبعد أن عرض
بنجاح في مهرجان قرطاج في تونس ومهرجان مراكش في المغرب.
مر على إنتاج "باب الشمس" حوالي عشرين عاما
فيها جدت في الأمور أمور، ووضحت صورة الانحيازات الغربية التي يؤكدها تصريح بايدن
( لو لم توجد اسرائيل لأوجدناها) وأصبح واضحا للكافة أن إقامتها ضرورة للرجل
الأبيض المستعمر الذي عمل ويعمل دائما على إضعاف العرب واستغلالهم لمعركته القادمة
مع التنين الصيني .
مقطع من مقال تأخر تشره، فرغبت في حفظه هنا بمدونتي الخاصة.