في أسبوع زاوية للأفلام القصيرة 7
رفض الوصاية على الشعب وعلى اليتامى
تواصل زاوية دورها في دعم شباب صناع السينما وفي إتاحة الفرصة للراغبين في مشاهدة أفلام مختلفة عن السائد، إذ تشهد القاهرة عروضا في أسبوع زاوية للفيلم القصير في دورته الرابعة، من بين 300 فيلم تم اختيار 31 فيلما تنوعت بين التسجيلي والروائي وكلها في زمن الفيلم القصير الذي لا يزيد عن الساعة. ضمت مجموعة هذا العام فيلم ناهد نصر" تورتة عيد ميلاد القذافي " في 11 ق قدمت تجربة من تجارب السيرة الذاتية خطت فيها صانعة الفيلم خطوة أجدها كبيرة في مزج الخاص بالعام بادئة بصورة للأم والأب في شبابهما المبكر على خلفية من ورود كتبت عليها تواريخ عاشتها والعناوين. وعبر مقاطع وثائقية نشاهد شذرات من الذاكرة تبدو مشوشة لكنها ترسم لوحة عن الأب الذي نصحها بألا تصدق كل ما تسمعه. وعبر التواريخ تقف عند لحظات مهمة من تاريخ مصر وليبيا التي أعير إليها الأب وشهد بدايات حكم القذافي. الصحراء ومقاطع من التلفاز تبرق في خيال المخرجة لتؤسس عملا متكاملا من حقائق لم تبق مجردة بل تشعر بوجودها في فضاء المكان وفي زمن بدأ بنهاية السبعينيات،
مشهد لصحراء
وصورة للأب وناهد طفلة ممتزجة على الصحراء، بابا رفيق المشاوير، أول درس قاله اني
ما أصدقش، .... وينتهي العمل بصورة الوالد وشبح ابتسامة
على وجهه، وتنزل العناوين أنجز في إطار ورشة خرج والمفروض يعود، انثروبوجي عربي
ولوحة شكر للعديد من الناس بينهم المح اسم عمرو موسى هل هو السياسي الوزير رئيس
الجامعة العربية ؟ إنتاج مركز الصورة المعاصرة 2022
أعجبني الإيجاز في عمل ناهد نصروتعبيرها المركب عن أبيها وأمها وخلفية الأحداث وما حفرته في ذاكرتها. رفضها وصاية الرئيس على شعبه وكذبة الراية الخفاقة وتحويل البلاد الى سجن كبير رغم مظهرية هدم السجون.
ومن قلب الحقيقة أيضا يخرج العمل الروائي المدهش " ماما " للمخرج ناجي اسماعيل، شديد القسوة هذه المرة ، مختلفا عن فيلمه السابق " أم أميرة" الذي يحي المرأة العاملة المتحملة مسئولية ابنتها المعاقة، في ماما أم أخرى وابنة تتحمل مسئولية أخيها الطفل وما يبدو لنا في البداية أنها ترعى أيضا أمها المريضة. معاناة لتجربة أبعدها المخرج عن الميلودراما حتى وصلت الفتاة إلى لحظة الانعتاق بوصولها سن الرشد طبقا للقانون، بعدها يمكن أن تحتفظ بالشقة وتحصل على حق الوصاية على أخيها وتبعد العم الطامع في القليل الذي نركه أخيه لأرملته. مؤخرا انتبهت الدراما لبشاعة هذا القانون الذي يسئ إلى الأطفال بحجة حمايتهم. اختار ناجي اسماعيل التعبير بالأسود والأبيض وإطار تقليدي يعود إلى أفلام السينما القديمة يدعم رؤيته عن خطة الأم التي نفذتها الابنة بإخفاء حقيقة موتها حتى تبلغ سن الرشد وتصبح مسئولة بشكل كامل. يواصل المخرج كما فعل في أعماله السابقة إلقاء الضوء على مناطق القوة في النساء كما في " أم أميرة" وكما مع مي التي تحملت رغم قسوة الأمر حتى لا يسطوا العم على حياتها وأخيها بحجة حمايتهم.
أكثر ما يميز عمل ناجي اسماعيل الذي تحمست لإنتاجه كوثر يونس ورحالة
هو هذا التلخيص الشارح للموضوع الذي بدأ به الفيلم بما يحقق وظيفة الفيلم القصير في التكثيف وحكي
القصة بأقصر اللقطات دون مباشرة فجة. في مهرجان مالمو يحصل الفيلم على جائزة أفضل
فيلم قصير في الوقت الذي يشاهده جمهور القاهرة من خلال زاوية التي لم يعلن بعد عن
نتيجة التحكيم بأشبوعها السابغ للفيلم القصير.
الفيلمان
يجمعهما عدم تصديق الأكاذيب في "تورتة عيد ميلاد القذافي" لم تصدق ناهد
الخطاب والأغاني ومشهد هدم السجن من السجان القذافي، وفي " ماما " لم
تصدق مي ما ادعاه العم من رغبته في حماية ابن أخيه، كاذب خدع أمة بحالها، وعم فشلت
محاولاته في السيطرة وتحصلت مي وأخيها على حريتهما. في ماما وتورتة عيد ميلاد
القذافي رفض المخرجان الوصاية على الشعب وعلى اليتامي .
صفاء الليثي
كتبته ونشرته على المدونة مباشرة
No comments:
Post a Comment