Saturday, 9 May 2020

«المايسترو» لسعد القرش عدة أفلام في رواية واحدة


«المايسترو» لسعد القرش عدة أفلام في رواية واحدة
قارب وحيد في الخليج
    بعد قراءة أولى للرواية والتفكير في تحويلها إلى فيلم سينمائي أو دراما تلفزيونية.
 المدخل يبدو كمقدمة لفيلم سينمائي من كلاسيكيات «آلهة السينما» بازوليني أو فيلليني، ثم واقع لقارب وحيد في الخليج العربي يحمل أربعة من الغرباء، ثلاثة من أهل بلاد مختلفة ورابعهم من الخليج ولكن من البدون. كل يعبر عن ثقافة مختلفة، يبزّهم المصري وهو صاحب الحكاية الأطول مع حبيبته وزوجته لورا الأمريكية، المايسترو الذي تحمل الرواية لقبه.
    أتصور فيلما لا يغادر مخرجه مياه الخليج والقارب إلا ليروي في عودة للخلف حكاية الهندي أنيل مع صديقه، ورجل التبت تسو وحكاية أسطورية تخص أباه، ونواف بدون جنسية ورحلته الفنية وتجربته الجنسية الأولى، ويبقى المصري مصطفى أقربهم إلى الكاتب وقصة حب أقرب أن تكون حلم يقظة لكل مصري، أن يتنقل حرا تاركا وراءه ماضيا مخجلا، ويلتقي بحب عمره لتكتمل حياته مع الأمريكية التي نجحت في أن تظهر أجمل ما فيه، وأن تكتشف معدنه ورقي تركيبته، قدر من الشوفينية، التعصب لعرقه المصري وتاريخه القديم، الفرعوني الذي كشفته له المرأة الأجنبية.
 كما يمكن أيضا أن أتصور عملا دراميا عموده الفقري مشهد القارب وعلاقة من فيه بالخليج وبلادهم الأصلية، يتقاطع معه بالعودة إلى الخلف مع حكاية كل منهم. ولن يكون هناك توازن في الحكايات، ولهذا تحتاج الرواية مخرجا صاحب رؤية لينفض عن الرواية الحكايات التي ستكون عادية ومكررة لو التزم بنصها في الرواية، ويبقي في الأساس على موقف هذا القارب الخشبي الصغير بحمولته التي تمثل أطرافا من العالم متنوعي الثقافة والمعتقدات الدينية. هنا سيكون فيلما حداثيا جديدا وليس عملا مسليا عن العلاقة بالآخر وتعانق الثقافات. فيلم بطله القارب، يحتفي بالحياة ويقدس حكمة شعوب اختار كل منها إلها، كحقيقة واحدة لكل منها حكيم يعبر عنها.
    تبتلع حكاية مصطفى ولورا الرواية بتفاصيل غير مبهرة لي في الحقيقة، وحين تطول أجدني أفتقد القارب وساكنيه، وأتساءل ما الذي يفعلونه الآن؟ هل من حكايات جديدة لهم، أنيل وتسو ونواف أين هم من حكاية المايسترو المسيطرة زمنيا على الأقل، حكاية جماع خبرة تعلم وثقافة للكاتب شخصيا، وصدقا لا أجد فيها ما يبهر.
    قفلة الرواية ومشهد المرأة التي سقطت من اليخت نهاية جيدة، وحكايتها تدعم رسم مناخ الخليج وأهله، تدعم فيلما لا يغادر المياه إلا لماما مع تقديم وتأخير ليتوازى الحكي بين ساكني اليخت وساكني القارب في صراع يدعم أزمة أبطالنا الأربعة.
    هناك روايتان في الرواية، ما يخص الغرباء في الخليج، وما يخص مصطفى ولورا، وفصلهما ضروري لو تصورت هذا فيلما أحب أن أتابعه.
صفاء الليثي مايو 2020
( وقد نظمت وقتي مع الحجز المنزلي زمن الكورونا في رمضان الصباح للفنون المعتادة  لي والمساء مع الدراما التلفزيونية)
 

No comments:

Post a Comment