الفيلم الفيتنامي سونج لانج إنتاج 2018 للمخرج ليون لي
تفكك أسري يذهب بأحلام الشباب
من فيتنام التي شاهدنا لها في دورة مهرجان
القاهرة 40" الزوجة الثالثة" الذي حاز جائزة الإبداع الفني يأتينا هذا الفيلم العصري لمخرجه الشاب متعدد المواهب ليون لي.
ولد الكاتب / المخرج
/ الممثل ليون لي في فيتنام ونشأ هناك حتى سن 13 عامًا عندما انتقل مع عائلته إلى
جنوب كاليفورنيا. بعد الجامعة تابع حلمه بأن يكون على خشبة المسرح بالانتقال إلى
مدينة نيويورك لبدء مسيرته المهنية في المسرح الموسيقي. بعد أن أسس نفسه كممثل /
راقص / سينغر بارع ، بما في ذلك برودواي ، فيلم وتلفزيون ، بالإضافة إلى أدوار
التمثيل في المسلسلات التلفزيونية والأفلام الروائية في فيتنام ، بدأ في تحقيق حلم
آخر طويل المدى ، الكتابة والإخراج.
تدور
أحداث الفيلم في سايجون في التسعينيات في 100 دقيقة حيث تتكوّن رابطة
غير محتملة بين مُجمَّع ديون تحت الأرض سنسميه الشقي وأحد ممثلي الأوبرا
"الفيتنامية" سنسميه المغني على خلفية سايغون في التسعينات.
بين الشقي دونج ومغني الأوبرا
الشاب
دونج يعمل محصل لأقساط الديون التي تثقل كاهل مختلف أنواع البشر، ويسلم ما يحصله
للسيدة صاحبة مكتب التسليف، يمارس عمله بكثير من العنف بينما هو في داخله طفل مرهف
الحس وسنعرف أن والده كان فنانا تركته زوجته وأثر ذلك على دونج الذي تحول إلى رجل
عصابات. يقابل مغني أوبرا وهو يحصل الدين من صاحبة المسرح وبالصدفة يدافع عنه بعد
تحرش أشقياء به ويحمله معه إلى بيته ويدور بينهما حديث نعرف منه خلفيات طفولتهما،
وفي عرض الأوبرا يكون المغني منتظرا الانتهاء ليعطي دونج هدية، ولكن دونج يقتل من
قبل أحد ضحاياه وهو الزوج المسيحي الذي انتحرت زوجته ضيقا من حالة العوز وتهديد
دونج المستمر للأسرة هي والزوج وبنتين. الفيلم يلقي اللوم على خيانة الزوجة
والتفكك الأسري في تحول دونج من فتى يمكنه أن يرث العزف عن والده إلى شقي يهدد
الناس ويعيش على إخافتهم. نتعرف في الفيلم على نوع من الأوبرا الفيتنامية، الأوبرا
الآسيوية بموضوعاتها التراجيدية التي تحاكي حياة دونج وأسرته. حياة تراجيدية تنتهي
بمقتل دونج بينما يحمل آلة أبيه الموسيقية وقد أوشك على التحول الى مهنة الفن. على
مدار الفيلم هناك تواز بين العالمين، الدائنون ودونج يحصل منهم الضرائب، وأهل الفن
في بروفاتهم وعروضهم التي يحضر أحدها دونج قبل أن يوشك على حرق ملابس العرض
انتقاما من عدم سداد الدين، الشقي دونج والمغني من سن متقارب ، تعمد المخرج هذا
ليوضح الفارق في التنشئة الذي يدفع بشخص إلى مهنة سيئة، وتنشئة أخرى تخلق من الشاب
فنانا. لا يتعمق المخرج في أسباب الأزمة الاقتصادية لأهل البلاد وان كان يمكن
استنتاج أنها ظروف حدثت في فترة سابقة وانتهت.
ما
لاحظته على أفلام تأتينا من فيتنام حنينا لماضي به تراث وحضارة عريقة، ونقد لوضع
معاصر يعاني فيه السكان. يمتلك بطل سونج لانج كل ملامح البطل التراجيدي من عراقة
الأصل ولعنات القدر في مقابل طفولة المغني اللطيفة وتذكره لكتاب وجد نسخة منه لدى
دونج، قصة فيل مما تروى للأطفال مما يدفع المغني لشراء فيل هدية يدخرها لدونج
سيمنحها له بعد العرض ليشكره على انقاذه من الأشقياء ورعايته في بيته المتواضع حتى
الصباح. مبرر بقاء المغني سنعرف سببه حين نكتشف ضياع مفاتيح بيته وسيدة في المقهي
تعطيها لدونج وهو يدفع مقابل الخسائر التي أحدثها أثناء المشاجرة. هذا الملمح في
شخصية دونج المعتز بنفسه والذي يدفع ما عليه متكرر في أكثر من مشهد ويؤكد المخرج
أنه على الرغم من عمل دونج كفتوة لتحصيل الديون إلا أنه صاحب أخلاقيات ومعتز
بكرامته. هذا الكسر لنمطية الشرير أحد أسرار نجاح الفيلم لمخرج نجح سابقا في فيلم
قصير اعتبر أفضل فيلم قصير على مستوى العالم.
المخرج
يقوم بالمونتاج أيضا وهذا سر اعتماده على المونتاج المتوازي بين العالمين وإن كان
ما حدث ليلة لقاء دونج والمغني شهدت تكثيفا سينمائيا وبدت أطول من مجرد ليلة
واحدة. التصوير يتم ببساطة وعند الرغبة في التعبير عن دخول النور الى حياة الشقي
يستخدم المخرج شعاع الشمس النافذ من نافذة بيته الذي على الرغم من تواضعه إلا أنه
يحمل جماليات تعكس رهافة مشاعره وخاصة في النافذة التي يطلان منها، الشقي والمغني
وقد جمعت بينهما صداقة جعلنا نصدقها.
المخرج كتب وأخرج فيلمه القصير الفضولي عام 2012 وحاز على جوائز متعددة Dawn (2012) وعرض في أكثر من 30 مهرجانا سينمائيا في جميع أنحاء العالم حاصدا جوائز مثل جائزة التميز في صناعة الأفلام القصيرة (AAIFF) ، وأفضل فيلم قصير (VIFFl) ، وأفضل LGBT قصير فيلم (YXINEFF) وأفضل فيلم قصير عالمي (YXINEFF) وأفضل مخرج (YXINEFF) وأفضل مونتاج (AOFF) وأفضل فريق تصوير (AOFF) وترشح لجائزة مهرجان جوائز إيريس في ويلز. من خلال إثبات موهبته الاستثنائية والرؤية ككاتب ومخرج ، بدأ فيلمه القصير Talking to My Mother عام 2014. ولمعت مسيرته في عام 2015 ، وقد فاز بالفعل بجوائز من بينها أفضل دراما وأفضل مخرج وأفضل ممثل وأفضل نتيجة أصلية للآسيويين في الأفلام مهرجان، وأفضل فيلم قصير في مهرجان Viet Film Festالفيلم القومي ، وحاز أيضا جائزة الجمهور .
المخرج كتب وأخرج فيلمه القصير الفضولي عام 2012 وحاز على جوائز متعددة Dawn (2012) وعرض في أكثر من 30 مهرجانا سينمائيا في جميع أنحاء العالم حاصدا جوائز مثل جائزة التميز في صناعة الأفلام القصيرة (AAIFF) ، وأفضل فيلم قصير (VIFFl) ، وأفضل LGBT قصير فيلم (YXINEFF) وأفضل فيلم قصير عالمي (YXINEFF) وأفضل مخرج (YXINEFF) وأفضل مونتاج (AOFF) وأفضل فريق تصوير (AOFF) وترشح لجائزة مهرجان جوائز إيريس في ويلز. من خلال إثبات موهبته الاستثنائية والرؤية ككاتب ومخرج ، بدأ فيلمه القصير Talking to My Mother عام 2014. ولمعت مسيرته في عام 2015 ، وقد فاز بالفعل بجوائز من بينها أفضل دراما وأفضل مخرج وأفضل ممثل وأفضل نتيجة أصلية للآسيويين في الأفلام مهرجان، وأفضل فيلم قصير في مهرجان Viet Film Festالفيلم القومي ، وحاز أيضا جائزة الجمهور .
السينما
في آسيا بحر من الإبداع كلما غصنا فيه اكتشفنا كنوزا تجمع بين ثقافة عريقة وبين
قراءة للواقع المعاصر دون أن يفقد الفيلم تميزه كعمل معبر عن بلده البعيد في آسيا.
صفاء الليثي
نشر بالعدد الخامس من نشرة مهرجان شرم الشيخ للسينما
الآسيوية من 2-8 مارس 2019
رئيس المهرجان المخرج مجدي أحمد علي ، رئيس تحرير النشرة
محمود سيد سلام، المدير الفني محمد سيد عبد الرحيم. قام بالترجمة الناقد محمد طارق.
حصل الفيلم على جائزة سمير فريد المقدمة من لجنة تحكيم جمعية
نقاد السينما المصريين ورأسها الناقد مجدي الطيب وعضوية رامي عبد الرازق ونرمين يسر
، كما حصل المخرج على جائزة أفضل إخراج من لجنة التحكيم الرسمية برئاسة المخرج الصيني
الكبير شيا في .
No comments:
Post a Comment