Monday 20 June 2011

سينمائيون فى الثورة


سينمائيون فى الثورة
" 18 يوما "

يقال دائما أن الهجوم خير وسيلة للدفاع، بمعنى من المعانى كان الهجوم المبكر على تجربة فيلم " 18 يوما " دافعا لى لتبنى الدفاع عن الفكرة مبكرا أيضا بداية من رفضى التوقيع على بيان أصدره عدد من السينمائيين لم يشاركوا فى التجربة يرفضون أن يمثل مصر فنانون قيل إنهم هاجموا الثورة والثوار وساندوا أركان النظام السابق ، رفضت التوقيع واعتبرت الأمر أشبه بحرب "ولاد الكار" على طريقة فيها لأخفيها. البداية كانت رفضى إدانة زملاء فى المهنة على مواقفهم، والنهاية كانت بقرار أن ألتقى بمن شاركوا فيها وأسمع منهم .
اخترت " شريف البندارى " صاحب التجربة الأحدث فى مشوار السينما من بين المشاركين الذى بادرنى بأن التجربة مهمة و ناجحة ومفيدة لأنه منذ فترة لا يوجد ما يسمى جيل ، وبعضنا يرفض أحيانا هذا المصطلح. وجدت أن تفاوت تجاربنا والاجتماع على مشروع واحد يمكن أن يكون تجربة عظيمة، عشر مخرجين، أو هى عشر فرق سينمائية تتجمع لتقدم عملا واحدا. خمسة من العشرة من مواليد عام واحد 1977 مع اختلاف تجاربهم مع السينما الطويلة وهم مروان حامد، مريم أبو عوف، أحمد عبد الله ، أحمد علاء ، وشريف البندارى: " تواجدت فى التحرير مثل كل الناس، لم أفكر فى عمل فيلم ، كنت زى اللى مضروب على دماغه، وسط أمر ضخم جدا، قريب منى جدا، أجدنى غير قادر على التفكير فى عمل أفلام. كنت شاهدت فيديو زمنه واحد دقيقة "هتكلم عن الثورة" وضع على اليوتيوب كرسالة لفنانى الثورة، يطلب منهم أن يأخذوا وقتهم وألا يتعجلوا فى عمل أفلام. ثم تلقيت مكالمة من يسرى نصر الله بعد أسبوعين من الثورة يدعونى للمشاركة فى فكرة عمل فيلم عن الثورة، أكد يسرى، بزيرو ميزانية، انت مع نفسك ،فقط لو احتجت كاميرا، معدات إضاءة، أو مساعدة فى المونتاج ، نصور أفلام لنعرضها فى اليوتيوب، ولو قدرنا نوزعها يذهب العائد للجرحى وضحايا الثورة. على المستوى الشخصى كتبت سيناريو وأخذت رأى يسرى وديا، كنت بين نارين، الانتظار حتى أفهم ما يحدث وأكون رأيا، وبين الرغبة فى المساهمة بدور  وأن تكون حصيلة بيع الأفلام لجرحى الثورة . أى عائد للأفلام حتى لو كانت قيمة جوائز سيكرس للثورة. هذا الهدف النبيل أنسانى قرار عدم فعل شيء الآن . نُبل فكرة عمل فيلم بزيرو ميزانية والعائد للصالح العام. وحتى انتهاء مونتاج فيلمى لم أكن أعرف شيئا عن التجارب الأخرى فى المشروع . أمر آخر من تحدى عمل الفيلم أن كل أعمالى السابقة عن تجارب شخصية، ساعة عصارى به جانب كبير من علاقتى بأبى، صباح الفل فيه من أمى، أما هنا فتجربتى بدأت بالفيلم بعد إنجازه. فى أعمالى السابقة كنت أقرر بقلبى وعقلى، فى هذه التجربة أتحرك بإحساسى فقط والقلب هو الذى يقرر. شغلنى كيف سأعبر عن هذا الحدث الرهيب، عن الميدان، شعرت أننى لو دخلت الميدان فستكون معركة خاسرة، فما يحدث أقوى من أى فيلم فقررت أن أكون خارج الميدان، خارج المظاهرات، خارج القاهرة مع واحد من حزب الكنبة- غير المشاركين فى الحدث-. وكتبت عن رجل عجوز فى مدينة السويس، وهو جد لطفل يصاب بوعكة صحية فجر 11 فبراير فيأخذه إلى مستشفى للعلاج ومع طريق العودة تبدأ أحداث الفيلم وقت حظر التجول. توقف البندارى عن قص فيلمه وجعلنى أشاهد نسخة غير منتهية من الفيلم من على جهاز الكومبيوتر المحمول، الفيلم لم يعرض بعد وركزت فى المشاهدة تتحرك أسئلة داخلى أثناءها، أهمها " لماذا لم ينزل الطفل ليقف بجوار الدبابة ويحقق رغبته؟" أدخل المخرج شخصيته فى متاهة، قرأتها كمتاهته هو حول الثورة بكاملها.  يلخص شريف فى 15 ق المحطات الرئيسة فى عناصر أجواء الثورة، معدات الجيش وجنوده فى شوارع مصر على حواجز، لجان شعبية تمارس دور حماية وظهرت كبديل عن البوليس، الليل فى مدينة لا تشبه العاصمة مع رجل وجد نفسه فى مشكلة مع حفيد يرعاه. ينتهى الفيلم وقد شقشق نور الصباح وتمكن الجد من الوصول لبيته بعد تحرك الدبابات، إظلام للصورة، بما يوحى انتهاه الفيلم دون أن يسمح الجد لحفيده بأخذ صورة مع الجيش. ولكن ها هى لقطة ثابتة للحفيد فوق دبابة مكتوب عليها يسقط مبارك.  ارتحت لهذه النهاية التى كنت أنتظهرها طوال المشاهدة، أن يحقق الطفل رغبته ويأخذ صورة بجوار الدبابة وعساكر الجيش بأسلحتهم. ارتحت للصورة الثابتة للطفل مع الدبابة رغم أنها تبدو كلقطة زائدة غير منسجمة مع مزاج الفيلم. ليس الطفل وحده هو الذى فرح بظهور معدات الجيش فى المدن المصرية فكل أطياف الشعب فرحوا بها .  
أرى الفيلم يواصل عوالم رسمها فيلم شريف البندارى السابق " ساعة عصارى" ودون أن نضع تتر " 18 يوما"، يمكن اعتباره فيلما فى مكان ما عن ظروف ما بشكل يجنح إلى التجريد، رغم كتابته للمكان والزمان على الشاشة. التجربة موقف إنسانى تبدو كحلم كابوسى لحدث غير مفهوم يستعيده العقل الواعى للمخرج  شريف البندارى فى "حظر تجول ". وهى امتداد لمشروعه السينمائى فيما يشكل ثلاثية فيلمية أكثر من كونه جزءا من فيلم عن الثورة.
كاملة أبو ذكرى تواجدت منذ اليوم الأول فى 25 يناير، استوقفها ضابط شرطة ومنعها من التصوير بالكاميرا الصغيرة التى تحملها، وفى 28 يناير كانت مع المظاهرة التى خطط لها السينمائيون والفنانون للانطلاق من ميدان مصطفى محمود حيث الجامع الشهير، سارت جموع الفنانين ومعهم جموع من الشعب حتى حى الدقى وعند سينما التحرير أطلقت قنابل الدخان المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، لمحت كاملة فتاة فى السادسة عشر ،شعبية انزاحت طرحتها السوداء لتكشف عن شعر أصفر مصبوغ بالأكسجين يقترب من اللون البرتقالى، كانت حائرة بين محاولات تفادى قنابل الدخان وحبك طرحتها لتدارى شعرها. هربنا كل فى اتجاه وجدت نفسى وحيدة بعيدا عن الزملاء وبجوارى نفس الفتاة، وكأن مصيرها ارتبط بى نحتمى ببعضنا. 
تقول كاملة :" حدثنى تامر حبيب- عملت معه فيلم "عن العشق والهوى"-  عن الفكرة التى طرحها مروان بعمل عشر أفلام عن الثورة، وأن يسرى نصر الله بدأ التصوير بالفعل، كنت مندمجة مع ما يحدث فى ميدان التحرير وصورة بنت 14 تداعب مخيلتى، واتصل بى المنتج جابى خورى لنعد لتصوير مسلسل ذات ، مريم نعوم أنهت كتابة 7 حلقات منه، فاعتذرت ليسرى ومروان عن عدم إمكانية عمل فيلم عن الثورة . وبعد شهر توقف المشروع قال جابى الظروف غير مواتية الآن، يسرى بادرنى بالاتصال ثانية، هو القوة الدافعة للفكرة التى بدأها مروان حامد. فى ساعة تجلى تذكرت البنت التى كانت معى يوم 28 يناير على كوبرى أكتوبر، هذه البنت أصبحت فى رأسى هى الفيلم، اتصلت بالكاتب بلال فضل وحكيت له الفكرة، الفتاة ذات الشعر المصبوغ تحت طرحتها السوداء تبيع الشاى فى الميدان، ضغوط المجتمع وفكرة الدين تطاردها، عندما تموت فى النهاية تقول (يارب حتحاسبنى علشان صبغت شعرى ولا هأموت شهيدة؟) اخترت الممثلة ناهد السباعى للقيام بالدور وقدمت الفيلم فى عشر دقائق. فى العرض  بمهرجان كان السينمائى كنت خايفة أطلع زعلانة من الفيلم ككل، ولكنى خرجت مبسوطة بشكل عام، بل اعتبرت النتيجة معجزة نظرا للتوقيت وانعدام الميزانية، السيدة درة بوشوشة التونسية كانت تبكى طوال الفيلم،
عدد آخر من المخرجين العرب والتوانسة بشكل خاص أعجبتهم التجربة منهم المخرج ابراهيم لطيف، بالطبع ككل الأفلام المكونة من أجزاء يحب الواحد منا أفلاما أفضل من أخرى، نختلف حولها ولكن الأفلام العشرة فى مجموعها كانت جيدة. أسعدتنى التجربة ، بكمل البندارى فيلمك قريب من تجربة نظرة إلى السماء. وهو فيلم كاملة القصير قبل تجاربها الروائية الطويلة الناجحة التى بدأت بفيلم "ملك وكتابة وانتهت بفيلم واحد صفر.
اتفق شريف البندارى صاحب التجارب القصيرة الناجحة والمميزة، وكاملة أبو ذكرى التى ثبتت أقدامها فى سوق وصناعة السينما المصرية بعدد من الأفلام الناجحة والهامة على أن "18 يوما" ليس فيلما متصلا تشكل أجزاؤه حالة واحدة، بل يغلب عليه كونه عشرة أفلام قصيرة تتناول كلها موضوع ثورة 25 يناير كل منها من جانب ورؤية خاصة بمخرجه. 
لم أتمكن من لقاء باقى المخرجين،غالبا لسفر بعضهم وعدم حماس بعضهم الآخر لمقابلتى، قد أتابع بعد مشاهدة الفيلم بالكامل فى عرضه المزمع قريبا بدور العرض فى القاهرة.  

Sunday 5 June 2011

ذكريات مع السينما



من سينما النصر إلى سيتى ستارز
قبلنى قى الظلام
كل صيف كان يأتى إلينا أكرم ابن خالى البيه، فى كل أسرة مصرية يوجد هذا الخال – البيه – الأكثر غنى ،بالنسبة إلينا نحن نعيش فى بلدة بمحافظة المنوفية بدلتا مصر اسمها قويسنا ، يأتى إلينا الأقارب من القاهرة، يقضون كل الصيف لدينا،أمى ككل فقراء مصر كريمة ومعطاءة، تذبح لنا كل الطيور التى تربيها فى بيتها، وبعد مساومات تسمح لنا بالذهاب إلى السينما. الأخوة الأكبر يكلفون الأصغر بالذهاب فى مهمة استطلاع لاسم الفيلم الذى سيعرض ليلة الخميس، أرسلوا باهى- بهية الأخت الصغرى– مع أكرم فعادا يقولان أن الفيلم اسمه " قابلنى فى الظلام" استعد فريق شباب الأسرة البنات تتقرب من الأم ، تنظف ، تطعم الدجاجات، تلعبن بهدوء وتطلب من الأصغر الحديث همسا لأن بابا وماما نايمين، يكلفننى بالتمسح فى الأم وطلب السماح لنا بالذهاب إلى السينما، وبعد رفض ومحايلة توافق ماما على أن نتحمل المصاريف– من مصروفنا- مصروفنا لا يكفى وسيغمز لنا بابا ويعطينا النقود خلسة،الآن معنا ثمن التذاكر وأيضا لشرب اسباتس أبو دبانة، سنعد الدقائق وسنذهب فى رحلة استطلاع ثانية لنؤكد أن الفيلم لم يتغير وأن أغنية  التسخين تتصاعد الآن من كابينة العرض، اسطوانة واحدة كانت تتكرر دائما " يا مصطفى يا مصطفى ،أنا بحبك يا مصطفى، كماليه مى كيمى لا كيميتا ." أغنية فرانكو آراب، تدق قلوبنا من السعادة ونعود لنبشر البنات " خلاص هيبدأوا يللا" فى فساتين العيد وتسريحة البيجودى ،تصفيف الشعر على الطريقة الهوليودية، ونحن الصغيرات فككن الضفائر وربطنا شعرنا ذيل حصان. بمجرد وصولنا قرأت الكبيرات اسم الفيلم واحمرت وجوههن ، الفيلم اسمه " قبلنى فى الظلام " نتحدث ويتم توبيخ أكرم وباهى، مش قابلنى يا فالحين ، قبلنى ، تسأل باهى يعنى إيه قبلنى، فيصرخ أكرم يعنى باسنى، وهو يمد الحروف وكانت هذه طريقة تكاد تكون شائعة فى عائلة زوجة الخال القاهرية التى بالطبع تغار منها أمنا وتحذرنا من أن نبدو أمامها فلاحات لا تعرفن الأدب. الأدب عند أمى أن نترفع عن طلب الطعام، وأن نرفض أى عروض فى هذا الشأن. حتى لو كنا نموت جوعا. فى مقابل كرمها هى الزائد. نشاهد الفيلم ونحن فى "أماكن خاصة للسيدات " كما يقول عنتر وهو يعلن عن الفيلم فى جولاته بالبلدة، وهى عبارة عن شرفة كبيرة تقع فوق كابينة العرض فى الدور الثانى. صفوف الكراسى يكون خلفها فراغ يجرى فيه الأولاد والبنات الصغار عندما لا يشدهم الفيلم، هم وراءنا ونحن بكل جوارحنا مع نجمنا المفضل شكرى سرحان وفاتنة الشاشة هند رستم.  سننسى الفيلم ولكننا سنظل نداعب أكرم ونسأله " قبلنى يعنى إيه يا أكرم" فيصرخ على طريقة وجدتها " يعنى باسنى ". أمى كانت تسمح لنا بمشاهدة الأفلام ولكنها لاتأتى معنا، كانت تقول أن "كل الأفلام لها موضوع واحد، واحد وواحدة يتقابلوا ويحبوا بعض، تحصل شوية مشاكل، وبعدين تتحل كلها ويرجعوا لبعض " وفيلم "قبلنى فى الظلام"  لا يخرج عن هذا التحليل النقدى من أمى المتعلمة التى لم تعمل فى وظيفة، كانت تقرأ الجرنال وتخبر صديقاتها بما فيه من معلومات وكأنها تعقد منتدى ثقافى بينما نحن نتفسح أو نسهر مع فيلم فى السينما.
 أواخر الخمسينيات أوائل الستينيات، كان يجرى هذا فى بلدة لا تظهر على الخريطة فى مصر المحروسة، والآن تثار أحاديث عن حذف القبلات والمشاهد الحميمة من الأفلام ، تقوم بعض الفضائيات المملوكة للعرب من دول النفط بالحذف فعلا، وبالطبع يتم العبث بالترجمة لتصبح مضحكة وتغير المعنى. أتذكر أننى كنت فى زيارة لأسرة تمت لى بصلة قرابة وكنا فى السهرة نشاهد فيلم " حبيبى دائما " كانت هناك قبلات حميمة بين نور الشريف وبوسى وحين هم رب الأسرة بطلب تغيير المحطة، ردت عليه ابنته " دى مراته يا بابا ، حلال ،حلال" وهكذا ترك الأب أسرته تشاهد الفيلم الذى أنتجه نور الشريف وأخرجه سمير سيف لأن الحميمية التى يمتلأ بها تتم بين ممثلين هما زوجان فى الحقيقة، كان هذا منذ عدة سنوات، والآن سواء كانت القبلة حرام أم حلال فلابد من بترها، وبتر كل مشهد حميم من أى عمل فنى، لا يهم أن تبتر جملة موسيقية، أو يختل معنى، المهم هو تطبيق الحلال والحرام الذى يتغير ويزداد غلوا مع الوقت. أحاول عبثا البحث عن كلمة ألطف من " غلوا" هذه التى تتماشى مع كل هذا القبح الذى يحيطنا فى إطار ما يسمى بالعودة إلى الثوابت، أو المرجعية الإسلامية..، فى قويسنا منوفية بدلتا مصر كنا نصلى خلف أمنا ونردد دعاء" اللهم يا ذا المن " وكنا نتحرك فى نزهة على الترعة ونزور مقام الشيخ رمضان، نلعب فى حدائق فسيحة بها من الورد البلدى والياسمين ما يملآ الجو بعبق ولا روائح فرنسية. كنا نسهر كل خميس مع فيلم اجتماعى –جبار- بينما الوالد مع أصدقائه فى حديث متصل، وأمى ومعها إبر التريكو تستقبل صديقاتها وتتحدثن عن الغلاء ومشاكل الأولاد. ساعة لربك وساعة لقلبك بعد سهرة أسعدتنا مع "قبلنى فى الظلام" مصر 1959.
بالبحث فى شبكة المعلومات وجدت أن الفيلم إخراج محمد عبد الجواد، قصة وسيناريو وحوار محمد عثمان وتصوير كليلو. مدة عرضه 105 ق أبيض وأسود. لغرابة الاسم تصورت أنه مأخوذ عن فيلم أجنبى وبالبحث وجدت العنوان بالإنجليزية " Kiss Me In The Dark" " لأغنية حديثة  لفريق "راندى روجرز باند" . ولم أتأكد من شكى فى اقتباس الاسم من عمل أجنبى ما، وأرحب بأى مداخلات فى هذا الأمر أو أمور أخرى تتعلق بموضوع المقال .
بين ليلة الزفاف والأخوة كارامازوف
كنا قد انتقلنا إلى القاهرة، أخى تخرج من كلية الفنون الجميلة، ويعمل بشكل حر فى تصميم أغلفة الكتب والرسم، أختى موظفة بالشركة العربية للتجارة الخارجية، المتأنقة على طريقة جاكلين كنيدى بتايير رمادى من قماش سادة مضلع- كانت أمى تسميه كوردونيه- وشعر مقصوص على طريقة فاتن حمامة، صحبتنى تحية إلى سينما ميامى حيث الفيلم العربى " ليلة الزفاف" كم كانت سعاد حسنى جميلة وشقية، أنسى الفيلم وأتذكر المشهد الأخير حين تركت سريرها ونزلت لتنام بجانب أحمد مظهر على الأرض بعدما أحبته وأدركت خطأ رفضها له. بالعشرة تبين لها كم هو راجل – راجل بكل ما تعنيه الكلمة من تحمل المسئولية- والرسالة هى أن الحب الحقيقى يأتى بعد الزواج، لست متأكدة من أننى أدركت المعنى ولكن مؤكد أن هذا ما أدركته أختى التى تكبرنى بسبع سنوات وكانت تقترب من العشرين ولم ترتبط بعد، نتناول آيس كريم من قويدر وكان طقسا مكملا لمشاهدة الفيلم قبل العودة لبقية الأخوات المستمتعات ببرنامج آخر حول الإذاعة أو سهرة مع الكوتشينة. لا أعتقد أن هناك من كان أسعد منى فى طفولته،لا يمض أسبوع حتى يصحبنى أخى الفنان التشكيلى لمشاهدة فيلم روسى فى سينما أوديون وتكون الصغرى معنا هذه المرة، فخرى يقسم مشاويره مرة مع الصغيرتين ومرة مع الكبيرتين يختار لنا ما يعتقد أنه مناسب، وهو يستمتع بها جميعا، كل أنواع الأفلام. لابد أن التواريخ قد اختلطت على ولكن المؤكد أن مشوار السينما كان الفسحة الأهم لنا فى أسرة نشأت بقويسنا حيث سينما النصر الصيفية.
أفلام هندى وأوربى لأننا بنحارب أمريكا 
بعد هزيمة 1967 كان قرار سيادى قد اتخذ بعدم استيرد الأفلام الأمريكية، كان الخطاب السياسى وقتها أننا هزمنا لأننا لا نحارب اسرائيل فقط ولكن أمريكا أيضا، فشاهدنا مجموعة أفلام هندية بدأت بالفيلم الشهير "أمنا الهند Mother India " من أجل أبنائى" هكذا سمى بالعربية بعد إجراء عملية دوبلاج عليه، أى تحويل اللغة المنطوقة بالفيلم إلى اللغة العربية، كم بكينا مع الأم التى تعرضت لكل أنواع الظلم من المرابى الهندى الذى كان يشبه أبطال الميلودرامات المصرية- أو قل أننا أخذنا عن هذا الفيلم للمخرج اليسارى الهندى محبوب خان، ظلمتها الطبيعة أيضا وقد أغرقت الأمطار الحقول فلم تجد سوى جذر بطاطا أطعمته ولديها، الشقى برجو ومازالت ترن فى أذنى صيحة الأم "برجو" منادية عليه. بعده عرض فيلم سانجام الأكثر تجارة دون دوبلاج هذه المرة وبعده سوراج، كانت جمل الدعاية الساخرة لأفلامنا تقول أطول من سانجام، وأروع من سوراج. كتبت عن هذا بعنوان"هدية العيد للمصريين" وكانت هدية تناسب بشكل خاص فتيات تحت العشرين وتناسب مزاج الشعب المصرى لأفلام تحفل بالغناء والقصص المؤثرة- الميودراما بعدما أدرس فى معهد السينما-
كما عرض بسينما مترو مجموعة أفلام إيطالية منها زد وانتهى التحقيق المبدئى والحرب انتهت، أتذكر لقطة صورت من ظهر إيف مونتان وقد ثبتت الكاميرا على ظهره طويلا، بعد التحاقى بمعهد السينما سأعرف دلالة اللقطة التى تعبرعن هزيمة البطل، وأدرك أن الفن العظيم يشعر به المشاهد دون أن يملك تفسيرا لشعوره، فقط الدراسة والمعرفة تقدم التفسير لما شعرنا به.وفى سينما كايرو عرض " الموت فى فينيسيا " هكذا بتذكرة ثمنها 16 قرش ونصف للصالة 22 للبلكون، 50 قرشا كانت تكفى تذكرتين وآيس كريم والمواصلات.  لم يصلنى الفيلم كعلاقة شائنة بين رجل وصبى، بل قرأته كتشبث أخير من رجل يشرف على الموت بنموذج من الحياة فى أجمل صورها، كان شرحى لما وصلنى من الفيلم محط إعجاب أخى أكبرنا وأختى المثقفة وفاء التى أصبحت بعد ذلك طبيبة نفسية.  هذه الأفلام كانت دافعى لتفضيل الالتحاق بمعهد السينما عن كلية العلوم التى حلمت بالالتحاق بها دائما، كنت أكتب على كراساتى من الداخل صفاء الليثى حجاج عالمة الذرة مستقبلا بعد قراءتى لكتاب عن مارى كورى وحبى لحصة العلوم وتجارب المعمل. غيرتنى الأفلام السياسية فغيرت رغبتى إلى دراسة فن المونتاج . شاهدت أيضا فى هذه الفترة فيلم "يوم طفت الأسماك على الماء" كفتاة مراهقة كان الشورت الذى ارتدته كانديس برجن فى الفيلم وجمالها الخلاب ساحرا لى والأبقى فى مخيلتى، تعلقت بالفيلم ولا أنسى أننى خرجت مرفوعة الرأس بعد العرض وكأننى أنا من صنعته، حتى أن أحد الجمهور المنتظر ليدخل الحفلة التالية "قال العظمة لله وحده" معلقا على مشيتى المختالة، وكان هذا شعورى بعد مشاهدة عمل فنى راق إذ كانت العظمة تملؤنى وأشعر بالزهو فقط لأنى تمكنت من التمتع بكل هذا الجمال. والعكس كان يحدث عندما أحضر عملا ردئيا أشعر بالحنق والخجل وكأننى شاركت فى هذه المصيبة، وكانت كثيرة هى أفلامنا المصرية – وكان اسمه الفيلم العربى – وكان سامى السلامونى يعلق أنها أفلام ليس لها صلة بواقعنا سوى أنها تنطق بالعربية، وإلا فما السبب أنها لا تسمى الفيلم المصرى. سامى السلامونى كان الناقد الأكثر احتراما من جيلى من دارسى السينما فى بداياتهم، وأتذكر أن سمير فريد وسامى السلامونى حضرا للنقاش معنا وكان استضافهما د. رفيق الصبان أستاذ مادة التذوق السينمائى، فقمت وسألت سمير فريد، كيف أثق بحكمه على الأفلام وقد كتب " خللى بالك من زوزو ، خللى بالك من سعاد حسنى، خللى بالك من صلاح جاهين" تعليقا على فيلم خللى بالك من زوزو، وكنا نعتبر حسن الإمام عار على السينما وكم كنا مخطئين. لم يدافع سمير فريد عن نفسه بل انبرى السلامونى للدفاع عنه،لا أتذكر ما قاله، ولكن سمير فريد بذكائه سأل عنى زميلى المخرج محمد شعبان، وقد قابله فى مكتب شادى عبد السلام بعد اللقاء، وأعرب له عن إعجابه بمدى شجاعتى ورجاحة رأى. ستمضى الأيام والسنين بنا وسأدرك خطأى تجاه تقييماتى السابقة عن الأفلام والكتابات النقدية وسأستمر فى الفرحة باختيارى السينما مهنة والنقد مشوارا تكميليا بعد تغير ظروف صناعة السينما المصرية وهزيمتى فى سوقها.

دراسة حرة  للسينما فى المراكز الثقافية
حين تقدمت لمعهد السينما كان المعهد متوقف لمدة عامين أمام خريجى الثانوى حيث أفتى أحمد الحضرى بضرورة أن يدرس بالمعهد خريجى الجامعات ليستفيدوا من الدراسة أفضل، عارضه الكثيرون وانتصر الرأى بأن الموهبة إذا لم تظهر فى الصغر فإنها لن تظهر، وعاد المعهد لقبول الطلاب بعد الثانوية العامة، وبعد الجامعات دون تقيد بأى شروط على أن تحدد اختبارات القبول من يلتحق من بينهم، كنا 1000 متسابق نجح منا مائة ثم تمت التصفية فى اختبار شفاهى حتى وصلنا 50، فى اختبار الشفهى سألنى أستاذ هل أنت أخت فخرى الليثى، أومأت برأسى وكان أخى قد سبقنى فى التخرج من القسم المخصوص بعد دراسته وعمله فى الفنون الجميلة. من بين زملاء الدراسة كان المخرج سيد سعيد وصديقتى السورية أنطوانيت عازريه التى أصبحت مونتيرة كبيرة فى سوريا، كانا يكبراننى ولكن الاتجاه اليسارى لنا ربطنا فى شلة كانت تشارك فى احتجاجات طلبة جامعة القاهرة ضد السادات وأهمها مظاهرات 1972. لم تكن الدراسة بها مواد نظرية كما هى الآن بل كانت دراستنا بالتنقل بين المراكز الثقافية بشكل حر، مشاهدة الأفلام والتناقش حولها. وقتها كان عدد من أوائل الخريجين قدموا أول أفلامهم ومنها صور ممنوعة وكان أستاذنا لمادة المونتاج سعيد الشيخ فى مرحلة مزدهرة جدا من عمله، يقوم بعمل مونتاج لستة أفلام مرة واحدة منها المذنبون، وأميرة حبى أنا الذى اعتبرناه جزءا تاليا لخللى بالك من زوزو . بينما كان عادل منير وأحمد متولى يعملان فى أفلام أول دفعة تخرجت من معهد السينما أشرف فهمى ومحمد راضى. كان نادى سينما القاهرة الذى يعرض فى حفلة مسائية بسينما أوبرا هو نافذتنا الكبرى لتعلم فن السينما، لا أنسى مجموعة من الأفلام اليابانية منها أفلام المخرج  يا شيرو أوزو، وكينجو ميزوجوشى، وبالطبع أفلام أكيرا كوروساوا ، ما هذا السحر؟ رغم تأخر العرض واعتمادنا على المواصلات العامة فى العودة لبيوتنا إلا أنه طوال مشوار العودة كنا نعيد رواية المشاهد التى أعجبتنا كل بطريقته، فيلمى المفضل فى كل ما شاهدته من أفلام يابانية كان هذا الفيلم المستمد من قصص شعبية ومن عدة قصص شعبية، به قصة عن المرأة التى تركها الزوج وارتحل فماتت من المرض، وتحولت إلى هيكل عظمى وبقى شعرها أخذ يطارده عندما عاد، وقصة الرجل الذى تهاجمه العفاريت، فكتب له رجل الدين تعويذه على كل جسده ونسى أذنية، وجلس يقرأ بجواره أدعية دينية كانت قريبة من ترتيل القرآن، وحدة الديانات أو تشابهها كان هاجسا لدى منذ شرخ الشباب، تركت الحكايات وسرحت مع الترتيل لدين لانعرفه بلغة لا نعرفها، يقترب من ترتيل القرآن بلغتنا العربية. مشقة السير مسافات على الأقدام للحاق بفيلم بديع، أو العذاب فى أتوبيس مزدحم، أو قلق الأهل علينا لتأخرنا فى ليل بشوارع أغلب مصابيحها مطفأة، عذابات صغيرة وعديدة لم تكن تقلل أبدا من متعتنا للتعلم والاستمتاع مع أفلام عظيمة، أكرر فرحتى باختيارى السينما عملا وتسلية وحيدة. 
احتراف العمل فى المونتاج  
كان أصدقاء أخى من المثقفين والفنانين ينصحوننى بالذهاب للعمل مع أحمد متولى عندما يعرفون أننى أدرس المونتاج. وقد كان وسحرتنى طريقة عمله وتدرجت كمساعد ثانى مع مساعدته الشهيرة نفيسة نصر، التى تزوجت أثناء عمل مزدحم فتحملت مسئولية تركيب الفيلم وكانت جسيمة جدا ارتكبت فيها عددا من الأخطاء التى تعلمت منها فن المونتاج الذى تأكدنا من أنه صناعة وفن. يتطلب موهبة حرفية حتى أن البعض كان يسمى أحمد متولى الأسطى وهى تسمية فى محلها. فكثير من مهام المونتاج تتطلب صانعا ماهرا يصلح قدرا من أخطاء المرحلة الأولى فى التصوير وأحيانا فى التتابع. كانت المدرسة الفنية التى ينتهجها أحمد متولى تنظر للمونتاج باعتباره إخراج ثانى للفيلم وكان يحلو له التدخل فى السرد وإعادة تركيب المشاهد بما يفيد الدراما والتأثير على المشاهد كما كان يثق. من الأعمال التى أعتز بها عملى كمساعدة فى بدايات داوود عبد السيد وخيرى بشارة القصيرة، التى ظهرت بها بذرة إبداعهم ونمت أسلوبهم، وخاصة فيلم " العمل فى الحقل" عن الفنان حسن سليمان، وفيلم "طبيب فى الأرياف " عن د. خليل فاضل. لم تكن الأفلام التى نقوم بعمل المونتاج لها بعيدة عن الموضوعات والأشخاص الذين ننتمى إليهم، اليسار المثقف الملتزم بشعبه وقضايا التنمية الاجتماعية. من أهم الأفلام الروائية كان الفصل الأخير من فيلم " أبناء الصمت " الذى يلخص حرب 1973 واتخذ مادة عنها وكأنه فيلم وثائقى، وكان الجيش الثانى الميدانى الذى حوصر فى الثغرة هو الذى قام بأداء المعارك للمخرج محمد راضى بحماس من يرغب فى تعويض عدم المشاركة. كنا نعمل فى رمضان لأن الفيلم سيعرض فى العيد وعلينا أن ننهيه فى موعده. ستديو الأهرام حيث كانت غرف المونتاج لا ينام، حيث صناعة السينما فى أوجها بين تصوير وبناء ديكورات ومونتاج. كنت قد اندمجت فى مهنة أحببتها وانغمست فيها فاختلط على حبها بحب معلم المهنة أحمد متولى فارتبطنا بالزواج واستمر عملى معه حتى اضطررت للبقاء لرعاية الأولاد. طوال فترة العمل لم يكن هناك وقت لمشاهدة الأفلام، فقط كنت أتابع أفلام القناة الثانية بالتلفزيون المصرى، بعدما ينام الأولاد ويكون والدهم ساهرا فى العمل على الأفلام التى استمرت فى كثافة الإنتاج حتى الأزمة الشهيرة فى التسعينيات، وكنت لسوء حظى قد ترقيت لأكون مسئولى بمفردى عن مونتاج فيلم الحجر الداير ثم " 3 على الطريق" وكانت الأزمة فى أوجها حيث تراجع الإنتاج ليصل إلى 15 فيلما فقط بعد أن كان 80 فيلما فى المتوسط. من المونتاج إلى النقد ليس مشوارا بعيدا فالمونتير هو الناقد الأول للفيلم، يجد نفسه أمام مواد التصوير بكل ما فيها ولو لم يكن لديه حسا نقديا لفلت منه الإيقاع وترهل الفيلم. المونتير هو المشاهد الأول الذى يحترم المخرج الواعى ملاحظاته ويستجيب لها ويتركه لينفذ ما يراه ضبطا للإيقاع، وعملا على تقوية البناء .
الأفلام هم الأسرة المشترك
كان ذهابى للسينما قد اختلف مع وجود الأولاد، اصطحبتهم لمشاهدة فيلم رحلة السندباد السابعة، انبهروا بجو السينما وكانت سعادتهم لا توصف، ثم كانت سينما التحرير التى أنشئت بالدقى تعرض العودة إلى المستقبل، عندها أدركوا ما هى السينما وتعلقوا بها تماما، كنا من أوائل الأسر التى تعاملت مع الفيديو فشاهدنا "إى تى " على شريط ، أذكر أن طارق –ابنى الأوسط الذى يعمل مخرجا وتخرج من معهد السينما عام 2006- وكان عمره وقتها خمس سنوات قد أخذ يبكى بحرقة " مش عاوز إى تى يموت" كان مشهد التواصل مع الوطن"ET phone home، كانت فرحة كبيرة لى بالفيلم العظيم الذى نجح فى خلق تعاطف طفل مع مخلوق فضائى شكله مخيف،أو غريب، وفرحة بطفلى الذى فهم الفيلم قبل سن القراءة والتعلم . وبينما كان الأولاد من الجيران يلعبون كرة القدم، أو يتسكعون على النواصى كان مهاب ابنى الأكبر– وقد تخرج من قسم التصوير عام 2001 ويعمل مصورا – يأخذ 3 جنيه يوميا ليؤجر أفلام الفيديو مما كان يسمى وقتها نادى الفيديو، وهى مكتبات تؤجر الأفلام الأجنبية على شرائط "فى اتش اس" بجنيه واحد للفيلم وأحيانا جنيهين، لم أتدخل فى اختياراتهم ولكنهم طوروا ذوقهم حتى وصل لتنزيل الأفلام من على الشبكة الدولية انضمت إليهم مريم ابنتى الصغرى التى تحب السينما دون أن تعمل بها. أصبحت لديهم اختيارات تفوق ما يمكن أن أنصحهم به. قضت الشبكة الدولية على تجارة نوادى الفيديو وحل محلها مقاهى الانترنت. ذات ليلة عاد ولداى من الخارج فوجدانى ساهرة أمام التلفزيون" ماما سهرانة، يبقى أكيد فى فيلم حلو" كان فيلم " الطيب والشرس والقبيح" بتيمته الموسيقية الفريدة " قلت اقعدوا ركزوا شوفوا أفلامنا مش أفلامكم" جلس ثلاثتنا على كنبة المنزل أنا متفاخرة بأفلام زمننا وهم منبهرون وأخذت أروى لهم عن الكاوبوى والاسباجتى . أدخلتهم عالم السينما التى لا تنسى فأضافوها لماتريكس ومن إن بلاك. أفلامهم التى أحتار أحيانا فى فهمها فيشرحونها لى. 
وظلت علاقاتى بالسينما كما نشأت عليها تمزج بين الأفلام الخاصة جدا، وبين أفلام تجارية جيدة الصنع، وحتى القليل من الأفلام الهندية، إذ يعاودنى الحنين أحيانا فأجدنى أشاهد مع مهاب "جودا أكبر" على قناة زى أفلام وأستمتع به، أو مملكة الخواتم الأمريكى، أو الجزيرة المصرى. بالطبع مع كسكى بالبورى، أو نبى. وغيرها من أفلام السينما الأوربية التى أرتحل إليها من الهرم فى أقصى جنوب القاهرة حتى مدينة نصر بأقصى شمالها  لأشاهدها فى سيتى ستارز. 
السينما فن متسامح لا يزيح أحدها الآخر، يتيح لمشاهديه الاستمتاع بأنواع ومستويات مختلفة منه.  بعد انتهائى من كتابة هذا جلست مع ابنتى أشاهد معها فيلما أمريكيا من نوعية أفلام المراهقين فى العشرينيات، فكرت أن حتى أتفه فيلم بها يقدم نموذجا للشباب والفتيات ليثقوا بأنفسهم ويغيرون الطرق النمطية فى التفكير " مدرسة فى السحابSky High " .  بقى أن أذكر أن مريم تندمج مع أفلام الكارتون الطويلة، تتفوق على فى نقدها لها وفى معرفتها بكل جديد منها.
الذكريات لا تنتهى فمشوارى طويل مع السينما متعتى الوحيدة، وعملى الوحيد سواء مونتيرة أو ناقدة أو منشطة للثقافة السينمائية منذ وعيت الدنيا حتى الآن.
القاهرة مايو -يونيو 2011