Tuesday 24 May 2016

د. محجوب عمر

خدام اللطافة محجوب عمر
ودور المجتمع الأهلى فى حفظ الذاكرة


يهتم النشاط الأهلى بالتوثيق عبر أفلام وثائقية تنتجها جهات غير هادفة للربح أو شركات خاصة لا تضع الربح السريع ضمن أهدافها، عرض مؤخرا وثائقى بعنوان " خدام اللطافة" ومنه يظهر التوجه الذى قدمته الروائية العراقية إنعام كجة عن المناضل المصرى الفلسطينى محجوب عمر. فى مكان ازدحم عن آخره بغالبية ممن يعرفون الطبيب المناضل وبعض ممن يهمهم الشأن العام والشأن السياسى، وبعد كثير من مقدمات وتنويهات لأعمال أنتجتها  أو تبنت توزيعها " دال" و هو مركز لللأبحاث اسمه مستوحى من الحرف العربى – د-  رمز الدلالة والإرشاد. دال هو مفهوم فريد من نوعه يجمع حلول كلا من البحوث ووسائل الإعلام تحت سقف واحد. يستهدف المركز المساهمة  فى صناعة نموذج مجتمعى حضارى يقوم على المعرفة العلمية فى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية  والثقافية، ومواجهة وتعرية الفكر الظلامى أيا كانت مصادره وتوجهاته، ويتضح هذا التوجه من الأعمال التى اهتم المركز بتداولها مثل فيلم " عن اليهود فى مصر " للمخرج أمير رمسيس.
عرض الفيلم وسط استقبال دافيء وحميم أشاعه كلمات من التقت بهم المخرجة من أصدقاء الراحل.  ركزت الفنانة على كل ما هو إنسانى وطريف فى شخصيته وينتهى الفيلم بعد حوالى ساعة دون أن نعرف تماما ما هو الدور الحقيقى الذى قام به د. محجوب عمر الذى يعرفه أصدقاؤه فقط بمحجوب والذى أضاف اسم عمر وهو اسم والد صديقه الحميم ليكون اسم شهرته وتوارى اسم مولده رؤوف عبد الملاك المولود لأسرة مسيحية فى صعيد مصر وبهذا يكون معبرا عما قالته الشاهدة الشيعية بالفيلم أنه كان مسيحيا مع المسلمين ومسلما مع المسيحيين . وإذا كان الفيلم لم يغطى صفحات من نضاله إلا أننا نشعر به حيا بيننا مع أجواء اليسار وقد صحبتنا أغنية الشيخ إمام " الخط  ده خطى والكلمة دى ليا " وعبر أشعار بالعامية المصرية للمُكرم نفسه نسمعها بأدائه المعبر، نعم المُكرم فالعمل أقرب ما يكون إلى محاولة تكريم مناضل حى فى ذاكرة
زملائه ورفاقه وكل من تعامل معه سجلت معهم المخرجة لقاءات فى القاهرة وبيروت  وعمان، مجهود كبير بذلته الروائية إنعام كاجى جى جعلتنا نتعرف على الشخصية من خلال عمل حميم ينقصه بعض الاتقان على مستوى حرفة السينما ، فالصورة مهتزة فى عدد لا بأس به من المشاهد، وعدم نقاء الصوت  ووضوحه سبب  جانبا من عدم مفهوم فحواه ، وعدد آخر من المشاكل التقنية التى يمكن تجاوزها وإصلاحها فى مرحلة ما بعد التصوير إذا توفرت الإمكانيات لذلك حتى لا تهدر هذه الوثائق التى جمعت فى أكثر من بلد عربى وهذه اللقاءات وثائق هامة لعدد من كبار السن ممن قابلتهم المخرجة لعمل الفيلم . من تقديمها للعرض فهمنا أنها اعتمدت على دراسة لمناضل آخر هو د. إيمان يحى الذى كتب بحثا مطولا عن د. محجوب عمر كان ملهما ومحفزا للمخرجة – وهى غير المحترفة-  لتتحمس وتنجز فيلمها الوثائقى الثانى ونجحت فى خلق تركيبة من اللقاءات والوثائق من الصور مع لقطات حية للقاهرة الآن توافقت مع غناء الشيخ إمام وأشعار "صاحب اللطافة" فى عمل يحتاج فقط إلى علاج لبعض المشاكل التقنية  ليبقى وثيقة هامة عن ذاكرة وطن ليس مصر فقط ولا فلسطين فقط بل (ذاكرة عربية خصبة) باقية فى الأذهان .
مخرجة الفيلم  صحفية و روائية عراقية ولدت في بغداد عام 1952 وفي جامعتها درست الصحافة. عملت فى الصحافة والراديو العراقية قبل انتقالها إلى باريس لتكمل أطروحة الدكتوراة في جامعة السوربون. تشتغل حاليا مراسلة لعدد من المطبوعات العربية. نشرت إنعام كجه جي كتابا في السيرة بعنوان "لورنا" عن المراسلة البريطانية لورنا هيلز التي كانت متزوجة من النحات والرسام العراقي الرائد جواد سليم. كما نشرت كتابا بالفرنسية عن الأدب الذي كتبته العراقيات في سنوات المحنة والحروب. في عام 2004 أعدت وأخرجت فيلماً وثائقياً عن الدكتورة نزيهة الدليمي، التى أصبحت وزيرة عام 1959. للمخرجة عدد من الروايات "سواقي القلوب" (2005) و"الحفيدة الأميركية" (2008) التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2009 وصدرت بالإنجليزية والفرنسية والصينية. وهى فى توجهها لإنجاز أفلام وثائقية تعبر عن مقولتها " ذاكرتى هى نصيبى الأعظم من وطن يطرد أبناءه " ولا شك أنها مكسب يضاف إلى مبدعى الفيلم التسجيلى فى الوطن العربى الذين يخدمون مجتمعاتهم  وأوطانهم من خلال توثيق  ذاكرة أبنائه الأحياء دوما فى أوطانهم بما قدموه لشعوبهم وإخوانهم. كهذا الفيلم الهام عن مناضل يسارى آمن بالقومية العربية.
كما نحتاج إلى مبدعين يحفظون ذاكرة الوطن نحتاج إلى مؤسسات أهلية مثل  "دال"  بتركيبته الطموح  لتعوض جانبا من تناقص التظاهرات السينمائية الثقافية التى يلتف حولها سياسيون ومثقفون تثير شجونهم لاستعادة ما يعرفونه ولتعريف الأجيال الشابة بما فعله مناضلون فى قامة محجوب عمر.
                                                       صفاء الليثى

نشر بجريدة القاهرة الثلاثاء 24 مايو 2016 رئيس التحرير سيد محمود 

محمد عاطف مدير مهرجان الإسماعيلية 18

الرجل الثانى  مدير المهرجان
محمد عاطف مع أعضاء لجنة التحكيم منهم الناقدعصام زكريا 
حصل الناقد الشاب محمد عاطف على فرصة ثانية لإدارة مهرجان الإسماعيلية السينمائى الدولى للسينما التسجيلية والقصيرة، المهرجان الوحيد الذى ينظمه المركز القومى للسينما ، الفرصة الأولى جاءته من مؤسسة نون للثقافة والفنون محمد كامل القليوبى ومجموعته ليكون المدير الفنى لمهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوربية ولكن مع تحويله إلى مهرجان للسينما العربية والأوربية فى الدورة  التى رأستها الناقدة ماجدة موريس ، تلك الدورة التى شابها قدر من سوء التنظيم ، واحتار المتابعون فى تحديد المسئول عن الخلل هل هى السيدة الأولى رئيسة المهرجان أم الرجل الثانى مدير المهرجان، عن نفسى تحليت بالصمت فهما صديقاى ومصرنا الغالية تمر بفترة صعبة يصبح من الضرورى تحية أى جهد مهما كان متواضعا، ومع الفرصة الثانية تحسن الموقف كثيرا مع محمد عاطف إذ خرجت الدورة بشكل منظم وحفلت بأفلام هامة وجيدة وشهدت نظاما للعروض لا تشوبه شائبة اللهم إلا تداخل الفعاليات بشكل جعل الإلمام بكل ما يحويه المهرجان من عروض وندوات وفعاليات مصاحبة أمرا صعبا، كان لابد من التضحية مثلا بمجموعة أفلام لألحق ندوة أجدها من الأهمية بحيث لا يجب أن تفوتنى، ولما كان مقام الإقامة مريحا ووسائل الانتقال حاضرة فى الموعد تمكنت من الإلمام بجانب كبير من المهرجان  الأمر الذى يسعى إليه كل مشارك وخاصة من السينمائيين الذين ارتبطوا بالمهرجان المتخصص الأكبر والأهم للسينما التسجيلية والقصيرة ومنهم شيخ النقاد أحمد الحضرى والمخرجين هام النحاس وعلى الغزولى والمخرجة فريال كامل ، بالإضافة إلى المكرمين الرائعين سمير عوف محمود عبد السميع وسعيد شيمى. حرص لمهرجان على دعوتهم مع الشباب من صحفيين ونقاد جدد وصناع أفلام، من المسئول عن الدعوات، هل الرئس أم المدير؟  المهم أن الإدارة بقيادتيها نجحت فى الحفاظ على نسيج المهرجان الذى يمتزج فيه الكبار والشباب ويتفاعلون، يختلفون أو يتفقون حول الأفلام وندواتها المصاحبة.
يحتل منصب مدير المهرجان المكانة الأهم فى أغلب مهرجانات الدنيا كما الحال مع المؤسسات السينمائية الهامة فنحن نعرف السيد كلاوس إدر السكرتير العام لاتحاد الصحافة السينمائية الدولية الفيبريسي ولا يعلق بذهننا اسم الرئيس ويبقى إدر رمزا للفيبريسى مؤديا الدور الأكثر تأثيرا ، فى مصر دائما يشغلنا البحث عن الرئيس واسمه دون التأكد من حقيقة دوره والأرجح أنه دور شرفى وإشرافى على الأمور المالية والتنظيمية، هو الذى يملك كما يقول الأجانب سلطة التعيين والرفت "هاير آند فاير" معتمدا قرارات المدير الذى يشرف ويقوم بكافة التفاصيل الفنية والإدارية للعمل وهنا أعنى المهرجان العريق للسينما التسجيلية والقصيرة الذى ارتبط بمدينة الإسماعيلية وبالتالى لرجلها الأول المحافظ الذى يتغير كل عدة سنوات كما يتغير رئيس المركز القومى للسينما وبالتالى رئيس المهرجان الذى يغير بدوره ذراعه اليمنى المكونة ليس فقط من مدير المهرجان بل من فريق عمل من موظفى المركز القومى للسينما بعضه امتلك الخبرة والبعض الآخر تواجد بالترقية الدورية فيحرص على إرضاء رئيسه حتى لو جار على الرجل الثانى الذى يأتى غالبا من خارج المركز بما يملكه من خبرة فى شئون المهرجانات وبرمجة الأفلام والقدرة على انتقاء الأفلام كما هو الحال مع الناقد محمد عاطف الذى اكتسب بسرعة خبرة إدارة مهرجان كبير ونجح فى المحافظة على مكوناته الأساسية دون نقصان ودون زيادة كنت أطمح فيها بجذب أهل الإسماعيلية لمتابعة عروض المهرجان وندواته، تبقى هذه حجر العثرة أمام كل مسئول للمهرجان والعقبة الأكبر نحو تحقيق أهدافه بنشر الثقافة السينمائية الرفيعة من خلال مشاهدة أفلام المعرفة والسينما الراقية فى التسجيلى والقصير. ولا حل لمشكلة الصراع المتكرر بين القيادة العليا المسنودة بوضعها الوظيفى وهنا أقصد د. أحمد عواض وبين القيادة التالية المسنودة فقط بما تملكه من موهبة امتلاك المعرفة السينمائية والقدرة على نقد الأفلام والحكم عليها كما فى حالة الناقد الشاب محمد عاطف. ويلزم تحديد اختصاصات كل من الرئيس والمدير حتى لا يعتدى أحدهما على اختصاصات الآخر أو يلغيها، وأن يثبت كل ذلك فى أوراق المهرجان، لائحته العامة وعقد التكليف الموقع بين الطرفين، والأهم أن يكون هناك اتفاق مباديء يتفق فيه الطرفان على احترام كل منهما لدور الآخر وتقدير دوره وبالتالى تنتفى محاولة إلغاء جهده أو التقليل منه. المؤسسات والمصالح وحتى الدول الحديثة لا تسير أمورها بعاهل وحيد، بل تقوم على عمل جماعى يحترم فيه أكبر رأس معاونيه بعد أن يكون قد أحسن اختيارهم . وسواء كان محمد عاطف من اختيار د. أحمد عواض أو رشح له من جهة ما يظل التفاهم بينهما  والمحافظة على بناء جسور من الثقة العامل الرئيس لنجاح المهرجان.
صفاء الليثى  

نشر بجريدة الجمهورية الأربعاء 16 مايو 2016 مشرف الصفحة حسام حافظ 

Monday 9 May 2016

عودة الروح لمهرجان الإسماعيلية 18


تشابك العروض والندوات والورش


يظل مهرجان الإسماعيلية بالنسبة لعدد من السينمائيين المصريين المهرجان الأهم والأفضل والأكثر تنظيما من بين كل المهرجانات المصرية لطبيعة تخصصه لأفلام نشتاق إليها وللمدينة الرائعة التى يقام بها ولتنظيمه المباشر من المركز القومى للسينما آخر صروح المؤسسات السينمائية الحكومية فى مصر . أعاد المخرج أحمد عواض للمهرجان روحه وحيويته التى اهتزت قليلا فى السنوات الماضية ما بعد ثورة 25 يناير 2011 ومع تقلب الرؤساء والإدارات.
بدأت عروض اليوم الأول بفيلم تسجيليى طويل " ك 2 الحالمون المهمشون" من إنتاج البرازيل والولايات المتحدة وباكستان ، اختار مخرجه  زاوية جديدة للتعامل مع رياضة تسلق الجبال بالتركيز على الحمالون من أبناء باكستان  الذين اختاروا المهنة الصعبة لكسب العيش والإنفاق على أطفالهم. الصورة البديعة التى سجلت لحظات هامة فى حياة الحالمين وهم يخبزون العيش ويغنون ويصلون ، وسمعنا حكايات عن كيف يتعلمون ويتطورون ليرتقوا فى مهنتهم،  الصورة مبهرة  طالت اللقطات أحيانا فلم نفتقد التكوينات الرائعة للصورة ومحتواها الإنسانى البديع، الفيلم يصلح لمناقشة محور الندوة  التخصصية بالمهرجان حول الفارق بين الفيلم التسجيلى بين الواقع التقريرى والجماليات السينمائية ، وهكذا تتشابك عروض الأفلام مع موضوعات الندوات ومحاورها العامة والخاصة، فيحقق المهرجان هدفه بتحوله إلى مؤتمر علمى تطرح فيه قضايا الفيلم التسجيلى والقصير والتحريك وتدور نقاشات بين المبدعين والصحفيين والنقاد، نختلف ونتفق لصالح فن السينما الهادفة التسجيلية والقصيرة.

ضم قسم الأفلام التسجيلية الطويلة عشرة أفلام عبرت فى مجموعها عن اهتمامات العالم فى السنوات الأخيرة قضية مذابح الأرمن فى تركيا فى طرق حجرية  استحق جائزة لجنة التحكيم الخاصة من اللجنة الرسمية برئاسة المخرجة والممثلة من جورجيا نينو كيرتادزى والتى أعربت عن سعادتها بالتواجد فى بلد امتلك حضارة عريقة وفى مهرجان حفل بثمانين فيلما يتناول قضايا الحرية ويعبر عن مشاعر البشر فى مختلف الأنحاء ، كما رأينا مشاكل المجتمع الفقير فى الدومينيكان فى  الفيلم الساحر خيال كاريبى وهو واحد من أفضل أفلام المهرجان بتعبيره الجمالى باستخدام إمكانيات تصوير محدودة نجح المونتير الشاب الذى صاغ الفيلم فى صياغتها بإيقاع فنى جذب المشاهدين، استمتع المونتير مع زملائه ممن رحبوا بالحضور بزيارة الأهرامات وبالتفاعل مع شباب السينمائيين المصريين والعرب . شاهدنا أيضا فيلما هاما عن اغتصاب النساء فى أفريقيا وخاصة كسلاح بين المتحاربين وجهود الإصلاح التى قام بها طبيب  حاز جائزة دولية هامة عن هذا الجهد . شهادة الزعيم المعارض اللبنانى كمال جنبلاط في فيلم هادى زكاك وحصل على شهادة تقدير، شهادات رجال المقاومة ضد الفاشية والنازية  فى " لن يمروا"، ظاهرة قيادة الصبية لعربات الأجرة المسماة التوكتوك استحق الفيلم جائزة مستحدثة فى هذا المهرجان لأفضل فيلم مصرى شارك بالدورة 18 قدمها المنتج هشام عبد الخالق . من بين المشاركات المصرية أيضا تجربة كوثر يونس الفريدة فى هدية من الماضى ، مشاركتان مصريتان مشرفتان مختلفتا التوجه والأسلوب السينمائى فى السينما التسجيلية التى نوقشت فى الندوة التخصصية  عن الفيلم التسجيلي بين الواقع والجماليات التى أثارت جدلا بين النقاد وبين الحاضرين من صناع الفيلم ورموزه هاشم النحاس محمود عبد السميع سمير عوف وعلى الغزولى، طارق رشاد وعطية عادل خيرى والمخرجة الشابة زينب سمير عوف. وثقت الندوة الصحفية منال بركات وصورتها كاميرا المركز القومى للسينما. وكانت ورشة التصوير للفنان سعيد شيمى فعالية موازية استفاد منها شباب الإسماعيلية الراغبين فى تعلم فنون التصوير . كما عرض فى الختام نتاج ورشة التحريك للأطفال والتى نظمتها الجمعية المصرية لفن السينما برئاسة د. رشيدة الشافعى شارك فيها فنانى التحريك من العاملين بالمركز القومى للسينما ومعهم فنانة التحريك عطية عادل خيرى التى رأست لجنة التحكيم التى أعطت جائزتها  الأولى للفيلم البديع عن بعد وهو درس فى البساطة والعمق وجمال الفن التشكيلى فى آن واحد ، كما حصل فيلم صولو لخريجة معهد السينما الشابة نيرة الصروى على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، توج فيلم " حار جاف صيفا" لشريف البندارى جوائز الفيلم القصير بحصوله على أفضل فيلم ، وبهذا تكون حصيلة الأفلام المصرية المشاركة بالمهرجان حصيلة جيدة رغم الشكوى الدائمة من قلة الدعم وبالتالى قلة المنتج السنوى .
لم تكن الدورة 18 لمهرجان الإسماعيلية دورة تقليدية إذ اختلفت عن الدورات السابقة فى اشتمال أيامها على فعاليت موازية احتلت زمنا لا يستهان به من زمن الفعاليات الأساسية ، تمثلت فى عروض ليلية بقصر ثقافة الإسماعيلية لفرق رضا والفنون الشعبية  وغيرها، عروض أثارت الحنين لفنون ازدهرت فى الستينيات والسبعينيات وسببت الحسرة لما آل إليه حال فنوننا الذى نشهده حاليا بالتوازى مع حالة التباعد بين جمهور الإسماعيلية الذى تزاحم  لمشاهدة عروض تجارية بدار العرض الوحيدة فى المدينة بينما قاطع تماما عروض المهرجان ولم يظهر من أهل الإسماعيلية سوى سيدتين ومعهما زميل مثقف تبين أن ثلاثتهم من العاملين بقصر ثقافة الإسماعيلية الذى اكتفى باستقبال حفلى الافتتاح والختام، وتخصيص دار عرض ثانية لإعادة العروض الرسمية فى اليوم التالى لعرضها بدار السينما. لن أكف عن المطالبة بالبحث عن حلول لجذب جمهور المدينة التى تستضيف المهرجان وأهم هذه الحلول عرض الأفلام مترجمة إلى العربية وترتيب منظم لحضور شرائح من المشاهدين ليؤدى المهرجان هدفه من تثقيف شعب القناة ونقل تجارب العالم المختلفة إليهم. 

نشر بجريدة القاهرة الثلاثاء 3 مايو 2016