Tuesday 8 June 2010

مقدمة بحث عن خريجى معهد السينما بالقاهرة

طلبة دارسين بينهم شريف عرفة ومحمد النجار وأستاذهم د.هشام أبو النصر
خريجى معهد السينما وجذور الإبداع

أنشئ معهد السينما عام 1959كفكرة نقلها من سافروا فى بعثات إلى الخارج. تبنى د.ثروت عكاشة الفكرة وتحولت إلى واقع عملى وتولى عمادته المخرج محمد كريم وتوالى العمداء أحمد بدرخان،جمال مدكور، حسن فهمى، عبد السلام موسى،موسى حقى، أحمد الحضرى،محمد بسيونى،موسى حقى مرة أخرى،ثم محمود الشريف،د.أحمد المتينى، د.مصطفى محمد على، د.شوقى على محمد، د.مصطفى محمد على، د.نجوى محروس، د.رشيدة عبد الروؤف وهى العميدة الحالية الآن .
منذ 1963 تتخرج دفعة كل عام باستثناء السنوات من (1972-1974) حيث تخرجت ثلاثة دفعات دراسات عليا بعد إلغاء سنوات القبول بشهادة الثانوية العامة لمدة ثلاثة سنوات، عاد النظام بعدها لسابق عهده. ويتخرج حوالى 60 طالبا فى المتوسط ، أقسام المعهد ثمانية أقسام يتعلم فيها الطالب دراسات نظرية وعملية. وتعد مشروعات التخرج المكسب الكبير والوثيقة الهامة التى تعكس حصيلة الدراسات كما تعكس أفكار الطلبة وهمومهم منذ محاولاتهم الأولى فى حقل الإبداع . وهى الجذور التى تظهر فيها بذور إبداعهم التى تواصلت منذ تخرج الدفعة الأولى عام 1963 وحتى الآن.
حين تخرجت الدفعات الأولى كانت صناعة السينما المصرية مزدهرة، والمخرجون العاملون بها مثقفون عصاميا،أو عائدين من بعثات فى الخارج. تعرض الخريجون الأوائل لعدد من الصعاب تمثلت فى سخرية العاملين فى السينما منهم، حكايات كثيرة يرويها أفراد الدفعات الأولى عن ذلك، ولكنهم أيضا يشهدون بأنها لم تكن أكثر من دعابات لأخوة أكبر، ولم تصل إلى حد صراع بين أجيال، بل سرعان ما تلاحم الشباب الصاعد مع أساتذته من كبار مخرجى السينما وممارسين فنونها ، خلافا للبدايات التى تعاون فيها الخريجين فقط مع زملائهم، مثل تجربة فيلم "صور ممنوعة" المكونة من ثلاث قصص ،وثلاثة أفلام وثلاثة مخرجين. بعدها اندمج عدد من الخريجين فى السوق، وظهرت أفلام تجمع بين مختلف الأجيال، وتدريجيا لم يعد هناك فارق بين مخرج أكاديمى درس بالمعهد العالى للسينما، وبين مخرج تعلم من الممارسة العملية بالسوق.
بجهد يكاد يكون فرديا، أمكن المحافظة على عدد كبير من مشروعات التخرج التى كانت –أبيض وأسود- حتى منتصف الثمانينيات وبداية التسعينيات حيث أصبحت بالألوان، أغلبها تمثل أسلوب المخرج الذى سنلمحه فى أعماله التالية، والقليل منها يمثل اختلافا كبيرا عما ظهرت عليه الأعمال الاحترافية بعد ذلك. النموذج الصارخ لهذه الفكرة مشروع تخرج ساندرا نشأت بعنوان " آخر شتا" الذى تمثل أفلامها التجارية انقلابا كبيرا عليه. فى الوقت الذى يكاد يكون " الجنوبية" مشروع تخرج الراحل رضوان الكاشف بروفة وتدريب على عمله " عرق البلح" الذى خلق له سمعة فنية طيبة. وتقع مشروعات تخرج سعد هنداوى فى الوسط بين هذا وذاك فهى أعمال ممتازة تنبئ بأن صاحبها سيكون من المخرجين المؤلفين المختلفين عن السائد فيما سيقدمونه، وأتت أعماله فى منطقة وسطى بين السائد والمختلف معتمدة على أفكار بدأت من غيره، فكرة النجم تامر حسنى فى عمله الأول "حالة حب"، وفكرة السيناريست زينب عزيز فى عمله الثانى" ألوان السما السابعة" الذى تأخر إنتاجه لعدة سنوات وظهرت نسخته الحالية وكأنها تغازل الأفكار الدينية المسيطرة الآن.
يمتلك المعهد ثروة هائلة من مشروعات التخرج التى يعتبرها بعض المسئولين كورقة امتحان لا يجب أن تخرج- وبالتالى لايجب عرضها فى الداخل أو الخارج- ويعتبرها البعض الآخر عملا مستقلا يستحق أن يُعرض وأن يمثل صناعه والمعهد فى الداخل والخارج الفن المصرى معبرا عن بذور الإبداع لأصحاب المواهب الواعدة.

No comments:

Post a Comment