Monday 3 December 2018

الجونة 2 مهرجان كبير في منتجع صغير



الجونة السينمائي يحصد ما زرعه

تميزت الدورة الأولى لمهرجان الجونة السينمائي في دورته الأولى (22-29) سبتمبر 2017، فلم يكن المهرجان مبرمجا فقط لعروض أفلام أو لندوات تكريم يغلب عليها المجاملة بل أسس منصة الجونة السينمائية Cine Gouna Platform  التي تهدف إلى رعاية ودعم المواهب الواعدة للسينما المصرية والعربية ، في الدورة الثانية 20-28 سبتمبر 2018 عاد الفائزون في مسابقات تطوير السيناريو وما بعد الإنتاج بأفلامهم بعد إنجازها لتشارك في الدورة الثانية للمهرجان، وليؤسس بذلك طريقا لم تألفه المهرجانات السينمائية المقامة في مصر، والتي تكتفي بعروض الأفلام والندوات مع صناعها، وقد تكون هناك بعض الفعاليات الموازية أو تغيب حسب جهد القائمين على إدارته التي تتغير في القاهرة بالتعيين من وزارة الثقافة كل أربع سنوات، أو حسب تغير مجلس الإدارة كما في مهرجان الإسكندرية. عاد "يوم الدين" بعدما شارك في التطوير العام الماضي، كما عاد "شوكة وسكينة" القصير المنتج بكل عوامل نجاح الفيلم الطويل، نجوم تحمسوا للتمثيل به ومنتج محترف وكان وجوده كافيا للترويج لكل محموعات الفيلم القصير فشهدت عروضها لوحة كامل العدد بل إن البعض اضطر لمشاهدتها في المكتبة حيث تتوفر نسخ من أغلب الأفلام يوم عرضها مباشرة.

وجدت انحيازي الدائم لصناع الأفلام حين يكتبون نقدا أو يديرون مهرجانا وقد أثبت صحته أمير رمسيس بمساعدته للباحث والمبرمج انتشال التميمي في الدورة الأولى، وبعد نجاحه وتوليه مهام المدير الفني فجاء المهرجان مؤتمرا سينمائيا وليس مولدا يختلط فيه افتتاح وختام ذو طابع مسرحي مع مجاملات تسمى ندوات أو تكريمات بالجملة بل حدث علمي يتضمن ماستر كلاس للمخرج المكرم داوود عبد السيد الذي قدمه في الافتتاح المخرج يسري نصر الله، وصلنا إحساس أنه يشعر حقا بالفخر وكأنه يكرم أخيه الأكبر.
تأخر طبع الكتالوج باللغة العربية ولكن البديل كان مطروحا باللغتين العربية والإنجليزية ، دليل كامل يحمل كل البرامج التي لم تتغير مطلقا على مدار أيام المهرجان، وبالنظام المعمول به برلين وكبرى المهرجانات الدولية تمكنا من اختيار الأفلام التي سنشاهدها كل يوم ( ثلاثة أفلام طويلة، ويعد البرنامج القصير بمثابة فيلم واحد طويل) وكالتلاميذ النجباء كنا نراجع الدليل ونستقر على ما سنشاهده . الحفلات كانت تبدأ في الثانية عشرة والنصف مما يسمح بحضور جلسات التطوير التي تبدأ من العاشرة، أو الندوات العامة. المسئول عن وضع البرنامج فتح شهيتنا فقد كان الفيلم الأول الذي قررت مشاهدته " المذنب " فيلما كبيرا عرض في قاعة الجامعة الألمانية بمستوى ممتاز ومترجم إلى اللة العربية، الفيلم من الدنمرك التي لا نشاهد لها كثيرا من الأفلام ،عرض الفيلم بمهرجان صاندانس ويركز الفيلم على ضابط الشرطة آزجر هولم (جاكوب سيدرغرين) ، الذي تم تخفيض رتبته للعمل المكتبي كمرسل للطوارئ. ما كان يتوقع أن يكون ضربا مملا يتغير عندما يجيب على مكالمة هاتفية مذعورة من امرأة مخطوفة ، ثم تنقطع فجأة. أُجبر آزجر  المحصور في مركز الشرطة،على استخدام الآخرين كعينين وآذان لأن شدة الجريمة تصبح أكثر وضوحًا. البحث عن امرأة مفقودة ومهاجمها سيأخذ كل شيء من حدسه ومهاراته، كساعة موقوتة وشياطينه الشخصيين يتآمرون ضده.

 تلاه "يوم الدين " وكنت أنتظره على شوق ورغم ماحدث من توقف للفيلم في منتصفه لعطل فني إلا أننا أكملناه بكل الحب الذي نشره الفيلم ودون انحياز كان رد الفعل عظيما ، حضر المخرج بكامل فريقه وكانت لحظة شديدة الجمال لفريق فيلم أغلبه لم يكن أحد يتصور أن ينجحوا في التعبير عن أدوار تشبه حياتهم بسيناريو معد  وعمل احترافي . مضى اليوم الأول بحصيلة من فيلم جاب المهرجانات الدولية وجلبه إلينا الجونة ،
وجاء اليوم الثاني لنشاهد به فيلما رائعا آخر "حرب باردة" البولندي وقبل أن نفيق من جماله جاءتنا أخبار عدم إصدار تصريح لفريق فيلم " يوم أضعت ظلي " الذي شارك المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا، قدمه أمير رمسيس شكرهم للموافقة على عرض الفيلم رغم عدم حصولهم على تأشيرة الدخول إلى مص، وقرأت المخرجة كوثر بن هنية رسالة إلى الحضور كرغبة المخرجة، ولكن لأن ليس كل ما يلمع ذهبا وجدت الفيلم ضعيفا مصطنعا، متفلسفا دون صورة معبرة، وجدت الأداء التمثيلي مفتعل ولم أقتنع بأن هذه هي سوريا ولم أفهم موقف المخرجة ممن قدمتهم من إسلاميين، يا حرام يتظاهر رجالهم بينما تحفر النساء القبور لتكون جاهزة في استقبال قتلى النظام، لدي يقين أن الجوائز أصبحت مسيسة على مستوى العالم الذي يتجاهل المستوى الفني أو لا يضعه في حساباته ما دام الفيلم يعبر عن رسالة يوافقون عليها . حظها التعس المخرجة سؤدد كعدان أن فيلمها عرض مباشرة بعد " حرب باردة " الفيلم الذي تناول الوضع السياسي ( فنان بولندي في المنفى ) كما وصفته حبيبته بشكل شديد الجمال بعيدا عن المباشرة وبعمق يكشف عن مأساة من عانوا بسبب الدكتاتورية، حصل الفيلم على جائزة سمير فريد المقدمة من جمعية نقاد السينما المصريين اختيار موفق من اللجنة المكونة من د.امل الجمل رئيسا وعضوية كل من رامي المتولي ومروى ابو عيش. مبروك للجميع. وجاء بيانها كالتالي:
قررت جمعية نقاد السينما المصريين (عضو الاتحاد الدولى للنقاد –فيبريسى) منح جائزة سمير فريد فى الدورة الثانية من مهرجان الجونة السينمائى لفيلم "حرب باردة" للمخرج البولندي بافل بافليكوفسكي، وذلك لكونه جوهرة سينمائية مُدهشة وجذابة عن حرية الفنان وعلاقته بالسلطة، تلك العلاقة التي نُسجت بشاعرية وعمق مشوق مع قصة حب ملحمية، وإن بدت باردة لكنها مشحونة بالعواطف الحزينة المؤثرة، معتمدة في سردها علي الموسيقي الرائعة الساحرة، وبتصوير سينمائي فاتن بالأبيض والأسود.
لجنة التحكيم فى هذه الدورة المنعقدة من 20 - 28 سبتمبر مكونة من د. أمل الجمل -رئيسًا- وعضوية الناقدين رامى المتولى ومروة أبوعيش، شاهدت  اللجنة 15 فيلمًا المكونين لمنافسات مسابقة الفيلم الروائى الطويل، واختارت " حرب باردة " الذي تدور أحداثه بعد سنوات من انتهاء الحرب العالمية الثانية من خلال فنان مكلف بحماية التراث الفلكلورى البولندى يقع فى غرام فتاة مرشحة لتكون أحدى افراد فرقة فنون شعبية بصدد التكوين، ومن خلال قصة حبهم الثرية تنعكس التفاصيل الإجتماعية والسياسية ليس فقط فى الجانب الشرقى من سور برلين ولكن على الجانب الغربى أيضَا. الفيلم رشحته بولندا لخوض منافسات جائزة الأوسكار أفضل فيلم أجنبى 2019.

 

شاهدت بعد " حرب بارده"  فيلم " دوجمان" لبطله الفائز بسعفة كان لأفضل ممثل، إيطاليا في منطقة فقيرة، حيث مارتشلو رجل يعتني بالكلاب واقع تحت تأثير شقي أدمن المخدر الذي يزوده به دوجمان، علاقة مركبة بين الشقى سيموني وبطلنا المسكين علاقة كره وإعجاب في نفس الوقت، يعجب بقوته ولكنه يكره سيطرته عليه، لا تعرف الأفلام الكبيرة تنميط الشخصيات ولا (يا أبيض يا أسود) بل ترسم الشخصية بتركيبة يمتزج فيها الرقي الإنساني مع الخيبات والأخطاء المحتملة، دوجمان رقيق مع ابنته يحلم معها بجلب الذهب من المحيط حيث يمارسان معا رياضة الغطس في الأجازة الأسبوعية فقط لأنها تعيش باقي الوقت مع أمها المنفصلة عنه. جيران دوجمان يحترمونه رغم فقره ولكنهم سينقلبون عليه حين يستغله سيمونيويسرق من دكانه دكان الجواهرجي الذي يجاوره. تعامل الممثل مع الكلاب كمهني محترف، هل يحب الممثل الكلاب وهل هذا كاف ليظهر بهذه البراعة كمحترف هذا عمله، المخرج الكبير يعتني بالتفاصيل حتى يحقق أكبر درجة من الإيهام بالواقع.
كان علي أن أشاهد " عن الآباء والأبناء" وبهرني مقدرة المخرج على تحمل العيش عام كامل مع أسرة الداعشي من جيش النصرة، طلال الديركي التحق بجماعة النصرة مخاطرا بحياته ليصورهم عن قرب، مجهود عظيم، جهاد لمناصرة الحق أسفر عن بحث مهم جدا عن كارثة هؤلاء العائشون في الماضي والذين يرتكبون جريمة كبرى في تنشئة أبنائهم على ممارسة العنف وتوجيههم إلى القتل بداية من دفع ابنه أسامة ليذبح بيده العصفور الصغير الذي أمسكه بيده، تشجيعه على الذبح والإشادة بفعله على أنه عمل بطولي. المخرج بمهارة كبيرة يتتبع الرجل مع أطفاله، ثم وهو يبطل أفعال الألغام ببدائية وصولا إلى قطع قدمه وتشوه وجهه. في جلساتهم يتضح أنهم منجذبون إلى النبي محمد والإسلام الذي يسمح له بالتمتع بأربع سيدات، أحدهم يقول أنه ينوي أن يتزوجهم في ليلة واحدة ، أربعة من الأخوات ، المتطوعات. لايقدم لنا المخرج الجانب الآخر نهائيا مركزا على موضوعه حول هذا الكابوس المرعب الذي هدد وطنه سوريا وجعله يعود – بعد التصوير – الى منفاه في برلين. يعود واليقين المحزن أن وطنه قد ضاع ولن يعود كما كان أبدا مع إصرار هؤلاء ( المجاهدين) أن الحرب مستمرة حتى إقامة دولة الخلافة العادلة ، يسأله الرجل- ممثلا المخرج- العادلة؟ باستنكار لا يفهمه المغيب الذي يردد آيات القرآن طبقا لفهمه الذي يدفعه الى القتل وإلى خوض معارك تنتهي بضياع قدمه وبموت أصدقائه وبضياع مستقبل أبنائه الذين يتصورون أنهم يلعبون. يشارك "عن الآباء والأبناء " مسابقة التسجيلي الطويل منحته لجنة التحكيم جائزة أفضل فيلم عربي، والجائزة الفضية التي كانت كافية لأن الفيلم إنتاج مشترك وليس إنتاجا عربيا صافيا. عموما لابد من إعادة النظر في هذه الجائزة( أفضل فيلم عربي ) وإلغائها ما دمنا في مهرجان دولي تتنافس فيه الأفلام كلها، وصلت لهذه القناعة بعد النقاش مع زملاء حول الجائزة وعدم دقة منحها.  
ثم شاهدت الفيلم الذي سحرني بشدة لمخرجة روسية تقدم عملها الثاني في أجواء حدثت في منطقة نشأتها في سيبيرا قدمته مع زوجها والمخرجان هما ناتاشا ميركولوفا وألكسي شوبوف." الرجل الذي أدهش الجميع"

جانب كبير من الأعمال الناجحة جماهيريا يدور في عواصم البلدان ، ويتعامل مع الطبقة الوسطى أو العليا ،  مع ذلك نجحت أفلام تدور في بيئة فلاحية ولكن الصراع يظل بين الأغنياء والفقراء بها كما في " صراع في الوادي " للمخرج يوسف شاهين الذي يكرمه بمناسبة مرور عشر سنوات على رحيله مع برجمان وفيلليني . الفيلم الروسي " الرجل الذي أدهش الجميع" يدور في قرية من قرى غابات سيبيريا، بطله ايجور حارس الغابة الشاب الموظف يحميها من المتطفلين أعداء الطبيعة. المشاهد الأولى يقم لنا فيها المخرجان البطل إيجور محارب شرس عن الطبيعة، يواجه شقيان قتلا وعلا بالغابة وعند معالجة إصابته في المعركة يتم اكتشاف إصابته بالسرطان ويخبره طبيب التأمين الصحي أن أمامه شهران، في المنزل الريفي حيث زوجة محبة ، والدها وصبي نلمس كم الحب بين القروية وزوجها . الصورة في الفيلم تجعلنا نشم رائحة الطين والعشب المبلل بالمطر، نسرح مع الأوز وأفكر كان لدينا مثلها في قريتي بدلتا مصر. المجتمع الريفي متشابه في العالم فهاهم أهل القرية يجمعون المال لإيجور رغم كراهيتهم له، فمهنته وصمته تبعدانه عنهم .  زوجة إيجور ترفض الاستسلام وتأخذ زوجها بعد مقاومة منه إلى طبيب خاص الذي يطلع على ملفه ويخبره أن المرض في نهايته ويرفض النقود رغم إلحاح الزوجة، فتلجأ إلى مشعوذة ، تقرأ عليه ما يشبه التعويذة، حب الزوجة وتأثيرها القوي على إيجور يجعله يرضخ لمحاولاتها. إيجور في الليل والكاميرا من خلفه تأتي المشعوذة وتعتذر له، لا أستطيع أن أعيد إليك نقودك فقد اشتريت بها الخمر، يتقاسمان الشراب وتحكي له قصة من الثراث الشعبي الروسي عن مراوغة بطة للموت باختفائها وسط الأوز فلم يستطع التفريق بينها وبينهم، إيجور يدخل باحة الأوز ويحاول الاندماج معها ولكنهم يتصايحون ذعرا منه، ثم يختبيء في كوخ بأرضهم ويرتدي ببطء ملابس نسائية، ويتبرج، نتأكد من أنها خطته ليخدع الموت ولكن الزوجة تطرده من المنزل ويتحول أهل القرية إلى قطيع يهاجمه ولا يتعاطف مع تحوله وتصرخ الزوجة وأهل القرية " إذا كان لابد أن تموت فمت رجلا" يتعرض الابن للضرب من أقرانه بالمدرسة، وينزوي بالبيت ذليلا مهانا.
مرة أخرى تتشابه أحوال الناس في القرى رغم اختلاف الثقافات، ويتجمعون لطرده من القرية حتى لا يصيبهم بالنحس، وسط هذه البرودة الثلجية يمضي إيجور بفستان النساء وجورب من النايلون وحقيبة نسائية ويسكن كوخا بالقرية، يعصر الحشائش ويشرب ماء المطر المشبعة به، يأكل بذورا لنباتات برية، يحضر أحد الصيادين فيظنه امرأة فيحاول مواقعته وحين يكتشف أنه رجل يوسعه ضربا وينادي رفاقة فيضربونه بعنف ويطلبون من أحدهم مواقعته، يستجيب تحت ضغط نافيا أنه شاذ يقطع إيجورالنفس فيظنون أنه مات فيهربون، ينهض ايجور مثخنا بجراجه والطين يغطيه ويعود الى الكوخ وتأتي الزوجة المحبة تحممه في طقس أشبه بالتعميد، أو بالغسل بعد الموت، تضع له الماكياج وتنام بجواره. تقطع المخرجة على إيجور بملابس النساء  منتظرا في مستشفى، نسمع صراخ طفل، الزوجة وضعت طفلها ثم مشهد كحلم يسيطر عليه اللون الأبيض ، ايجور بملابس بيضاء يتم فحصه ونسمع الطبيب مندهشا أين الورم ، لقد اختفى ، ايجور واقف بجوار سرير والسرير الآخر بالحجرة ترفع الممرضة مرتبته. لقد شفى إيجور وماتت الزوجة، الموت لم يأخذه بعد شهرين كما قرر الأطباء، بل أخذ الزوجة بعد ولادة طفلها. النهاية تتركنا في حيرة كيف سيتعايش إيجور مع أهل القرية، على الأرجح سيتسامحون بعدما حدثت له المعجزة وانتصر على الموت حين خدعه بالتخفي في ثياب امرأة. المعنى غير المباشر للمخرجة ناتاشا ميركولوفا ويشترك معها زوجها ألكسي شوبوف في الإخراج والكتابة لرفض التقسيم النوعي ( الجندر) بين الرجال والنساء.
استخدام الحكي الشعبي من القصص المتواترة مع تقديم الشخصيات الملخص لمكوناتهم ، إيجور المرتبط بالطبيعة والمدافع عنها، أتفكر أن عيشه بشكل مختلف واعتماده على بذور لنباتات في الغابة كطعام وحيد، شرب الماء الندي وعدم تناول الدواء، أفكر لم لا يكون هذا هو العلاج الذي قضى على المرض!!. هذه النوعية من الأفلام لا تعتمد على قوة الحكاية ولا تجهد نفسها في الشرح ، لا تفسر بشكل منطقي صيرورة الأحداث بل تركز على التعبير عن المشاعر المركبة لشخصياتها، زوجة محبة ولكنها ريفية لديها تصور عن صورة الرجل الذي عليه أن يموت كرجل، والرجل المدافع عن الطبيعة غير عابئ بعنف جيرانه، المتمسك بطريقته في التخفي عله يخدع الموت . الجد وقد دافع عن زوج ابنته أمام هجوم القرويين، الطفل الذي توسل لأبيه أن يقبل تبرعات الآخرين ليستشير طبيبا كبيرا، أسرة يجمعها الحب ولكنهم يصبحون عاجزون أمام تصرف رجل في عنفوان شبابه يهاجمه المرض فيتصرف بغرابة تصدم ثوابتهم.
يعتقد المسلمون في بلادي أنهم فقط من يرفضون الشذوذ ، أو أنهم فقط من يتبرعون لمساعدة المحتاج، ونعتقد نحن المثقفون أن شعوب العالم البعيد أرقى منا في تقبل الآخر، ولكن الفيلم يكشف كيف أن الجموع ترفض الاختلاف وتتحول إلى قطيع من بشر متوحشون يمارسون قسوة سادية دون محاولة فهم دوافع المختلف عنهم. بعد آخر من أبعاد الفيلم متعدد الأبعاد ، الذي ينجح في شدنا إلى عالمه وإلى تفهم دوافع شخصياته، فيلم يدور في قرية صغيرة بغابة بعيدا عن المدن الكبرى وعن أصحاب الياقات البيضاء.المخرجة ناتاشا ولدت في إقليم  يقع جنوب شرقي سيبيريا عام 1979، فيما يبدو أن ذكرياتها عن المنطقة حاضرة في فيلمها الثاني هنا، قبله أنجزت عام 2013 مع زوجها ألكسي فيلم " أعضاء حساسة" الحائز على جائزة العام الأول في مهرجان كينوتافر بمدينة سوتشي. شاركت بفيلمها " الرجل الذي فاجأ الجميع" مسابقة آفاق بمهرجان فينسيا 2018. وفي الجونة نافس مع 12 فيلما آخر للحصول على إحدى جوائز الجونة وأتوقع بينما أكتب هذا  قبل إعلان الجوائز أن يحصل على فضية المهرجان في قسم الروائي الطويل ولكن اللجنة منحته فقط شهادة تقدير تسلمتها المخرجة وألقت خطابا سياسيا قصيرا لا أجد ارتباطا له بالفيلم.  
جائزة الجمهور مناصفة مع يوم الدين

كنت أحكي كيف بكيت مع الفيلم التسجيلي الرائع " يوم آخر من الحياة " الذي يوثق لدور صحفي مناصر للثورات وصديق للمناضلين في تحرير أنجولا الذي انتهى بانتصار الحركة الشعبية بمساعدة كوبا على ميليشيات تدعمها أمريكا ومخابراتها، يقابل المخرج الأسباني من عاشوا ومارسوا التجربة ويحولهم رسام بولندي إلى رسوم، ويقدم الفيلم مزجا رائعا بين الرسوم والوثائقي، بالفيلم مناضلة شديدة الجمال اسمها كارلوتا وبطل المقاومة البرتغالي فاروسكو والمراسل الصحفي ريتشارد كابو سنكي ، تذكرني بثورة ظفار اليمنية للحزب الشيوعي اليمني وبكل بطولات انتصار الشيوعيين في النضال من آجل التحرر صديقتي سألتني باستنكار .(.هوه انت لسه برضه )..نعم مازلت أحلم بانتصار الاشتراكية وعودة روح المقاومة في معركة استرداد الكرامة المهدرة على مستوى العالم .للأسف خرج الفيلم من الجوائز الرسمية في الجونة 2 رغم استحقاقه لها فنيا . ولكنه حصل على جائزة الجمهور مناصفة مع " يوم الدين " طبقا لما نبهني له المخرج تامر عزت .وكان الفيلم شارك الاختيار الرسمي خارج المسابقة في مهرجان كان 2018"يوم آخر من الحياة"*

قصة مميّزة لرحلة امتدت لثلاثة أشهر تشتهر بها المراسل البولندي "ريزارد كابوسنسكي" عبرت أنغولا التي خربتها الحرب التي تحولت فيها الخطوط الأمامية ساحة حرب من يوم إلى آخر. الفيلم عن كتاب بنفس السم للمراسل الصحفي الذي كتب 30 كتابا عن رحلاته في مناطق الحروب وهذا الكتاب الأقرب لقلبه.
مثل القراء من الأصل الأدبي ، سيبدأ الجمهور رحلتهم مع كابوسينسكي في عام 1975 لواندا ، عاصمة أنغولا. البلد في خضم جهود إنهاء الاستعمار، التي أطلقت بعد نجاح ثورة القرنفل،  يسارع الرعايا البرتغاليون إلى الفرار من مناطق لواندا الأكثر سحرا، مرعوبون من احتمال هجوم كامل على العاصمة، انهم مشغولون بتعبئة انتمائهم في صناديق خشبية. المتاجر تغلق ، إنفاذ القانون يختفي تدريجيا من الشوارع،  وأكياس القمامة تستولي ببطء على العاصمة الأنغولية. يواصل كابوسينسكي إرسال البرقيات اليومية إلى وكالة الأنباء البولندية من مدينة التفريغ. في الأشهر الأخيرة قبل إعلان الاستقلال ، كانت الفصائل المختلفة لحركة التحرير الأنغولية محبوسة في صراع طويل الأمد من شأنه أن يقرر من سيحكم السلطة في الجمهورية القادمة. بعد بعض المداولات ، قرر كابوسينسكي السفر إلى الخطوط الأمامية للحرب. للمخاطرة بحياته من أجل أن يكون أول صحفي في العالم يبث تقارير يومية عن مسار الصراع. على خطوط الجبهة ، يعمل كابوسينسكي تحت ضغط هائل، والإرهاب والشعور بالوحدة ، وهو أمر أساسي في روتينه اليومي. إن السفر عبر منطقة النزاع يشبه لعبة الروليت الروسية: حتى أن نطق التحية الخاطئة في نقطة التفتيش قد يؤدي إلى مقتله، سرعان ما تتوقف الحرب الأهلية الأنغولية عن كونها مجرد حرب أخرى من أجل أن يغطى كابوسينسكي. الصراع له وجه إنساني - وجه المقاتل الشرسة كارلوتا والملاحق فاروسكو، وهما من العديد من معارفه خلال رحلاته إلى الخطوط الأمامية. صراع داخلي يستعر داخل الكاتب - إن كابوسينسكي غير قادر وغير راغب في أن يكون مجرد مراقب سلبي وموضوعي للأحداث الجارية حوله. إنه يشعر بالتعاطف والتعاطف واحترام الناس الذين يريدون سرد قصصهم للعالم. وهذا يؤدي به إلى التشكيك في دور مراسل الحرب ، والتشكيك في حدود النزاهة الصحفية والمشاركة في الصراع. لإخبار القصة الحقيقية لأنغولا ، فإنه يخضع لتغيير عميق كإنسان ويولد من جديد - ككاتب. تتشابك مشاهد الحركة المتحركة والحركة الديناميكية في يوم آخر من الحياة مع تسلسلات وثائقية ، والتي تمنح الجمهور فرصة لمقابلة الشخصيات بعد مرور 40 عامًا على الأحداث التي تم تصويرها في الفيلم. هذا النهج يقدم عمقا إضافيا ويضفي مصداقية للعوالم المصورة في الرسوم المتحركة. ( المقال منقول من موقع مهرجان ساندانس).
عيار ناري طلقة في صدر المهرجان وثورة 25 يناير
على قدر إحساسنا بالفخر والفرحة لمستوى فيلم يوم الدين فنيا ورسالته الإنسانية، جاء " عيار ناري " صادما ومحبطا، كنت حصلت على تذكرة الفيلم قبل نفاذها فدائما هناك إقبال غير مفهوم على الفيلم المصري، أي فيلم في مهرجاناتنا رغم احتمال كبير لمشاهدته لائحق.
"عيار ناري " فيلم مصري جديد لشباب اعتقدنا انهم واعدون يعبر عن هذه الفكرة بسيناريو مهلهل واخراج ضعيف وتمثيل أضعف من نجوم لهم أعمال جيدة سابقة. زعزعة الثقة في شهداء ثورة 25 يناير سواء في 18 يوم او ما تلاها ..بترويج قصص عن بلطجية اعتبروا من الشهداء ، يقال مرة هذا مسجل خطر كان في منطقة بين السرايات ، ومرة تانية هذا بلطجي في شبرا اتحسب شهيد وتم تكريمه ومنح اهله معاش وعطايا.هل يمكن بناء فيلم على شائعة روجها أعداء ثورة 25 يناير لننتهي أنه لا يوجد شهداء ولا يحزنون، بل فاسدين يتواطأ معهم شعب فاسد ليحصل على حقوق لا يستحقها. اتبع المخرج أسلوب الفيلم البوليس ولم يتمكن من صياغته بشكل احترافي بل جاء السيناريو مرتبكا، يفتقد المنطق حتى من داخله.
الفيلم كتبه هيثم دبور سيناريست فيلم "فوتو كوبي" وأخرجه كريم الشناوي كعمل أول طويل بعد عدد من الأفلام القصيرة الناجحة، قام ببطولته نجوم كبار ظهروا في أسوأ أدوارهم، ورغم الدعم الإنتاجي لشركة أي برودكشن لنجيب ساويرس شخصيا ومعه محمد حفظي صاحب الإنتاجات الكبيرة المساندة للسينما المصرية الجديدة إلا أن الفيلم جاء ضيفا على المستوى الموضوعي والفني.   
 عن الأفلام القصيرة بالجونة 2
العرب مقيدون للخلف والآخرين يحلقون عاليا
23 فيلما قصيرا تسابقت لنيل جوائز الجونة 2، بينها فيلمان مصريان، " ما تعلاش عن الحاجب " لصناع فيلم " فوتو كوبي " الفائز بأفضل فيلم عربي الدورة الأولى، يصحبنا الفيلم مع منتقبتين ويجعلنا نسمع نقاشهما حول ما يصح على الملتزمة وما هي ممنوعة عنه، وجدته اللجنة يعبر ببساطة كما السهل الممتنع عن مشاكل المرأة في ظل الظروف الاجتماعية التي تعيش فيها (الملتزمات) بالدين الإسلامي على طريقة السلفيين. منحته لجنة تحكيم الفيلم القصير بالدورة الثانية من الجونة 2 جائزة أفضل فيلم عربي قصير . انتقاد التطرف الإسلامي تيمة مشتركة في العديد من الأفلام كما فيلم " بطيخة الشيخ " للمخرجة كوثر بن هنية التي شاهدنا لها الفيلم  المميز الطويل" على كف عفريت" منحته اللجنة الجائزة البرونزية وأجد أن اللجنة انحازت لتقدير الأفكار التي تشغل أذهاننا في بلادنا العربية ، جيد أن يعود صناع فيلم طويل إلى الفيلم القصير بعد عمل طويل مميز، ما أراه مشتركا في الفيلمين هو التعامل بخفة مع أفكار المسلمين الجدد وانتقاد تصرفاتهم بسخرية تجعلني أتساءل وماذا بعد؟ لا يوجد اقتراب كاف أو محاولة لفهم دوافع جنوحهم لهذا الفكر المرفوض من المبدعين والمثقفين، والمثمن من جماهير شعبنا العربي الذي ينجذب لهذه الأفكار ويتزايد عدده يوما بعد يوم، وكأن الفنانين يؤذنون في مالطة. توقعت للفيلم جائزة ما في القسم القصير ولا "بطيخة الشيخ" الذي  تجاوب معه الحضور ووجدوه طريفا بينما وجدته خفيفا سطحيا لا يضيف لمعارفنا شيء.  بينما عبر ربيع الروسي عن فكرة تمس الإنسان في كل مكان، حيث تلجأ المخرجة الروسية ناتاليا كونشلوفسكي إلى تناول شخصية أم لفتاة بوهيمية ، تقرر زيارتها يوم عيد ميلادها دون سابق إنذار مع حقيبتها مما يعني أنها تنوى الإقامة لبعض الوقت ، الفتاة  لا يبدو عليها الترحيب بالأم وخاصة مع عيشها مع شاب في منزل تملؤه الفوضى ويمتلء بأصدقاء متنوعي المشارب، يقترب فتى مثلي تشاجر مع حبيبه من الأم ويصحبها في نزهة، يشربان، يطلب منها الغناء كما مرتادي الحانة تغني وتشرب، يسرقان دراجة تنطلق معه في حرية كربيع فاجأها في خريف العمر. الفيلم مؤثر، لا يصدر أحكاما أخلاقية ولا ينتقد أبطاله وينقل إلينا هذا الإحساس فنتقبل نحن أيضا الشاب ورغبة الأم الدفينة في الانطلاق ولو مؤقتا، و في النهاية حين تعود الأم ، تتعثر في بقايا حفل الأمس فتجد ابنتها وحيدة تنتظرها على الكنبة تسند رأسها وتنام. هكذا الفيلم القصير القوي، فكرة واحدة يتم غزلها عبر الدقائق المتاحة دون الخوض في تفسيرات الباحثين عن حقيقة ما حدث، حالة شعورية للبطلة بالأساس وللآخرين تنجح في التأثير علينا وتتركنا مشبعين بالتواصل مع بشر لم نكن نعرفهم وقربتنا المخرجة منهم.
الفيلم السوري " حبل سري " مساهمة سورية جيدة بالمهرجان تم تنفيذه جيدا، أخرج فيه البطل لسانه للقناص في النهاية ، قناص الموت لم ينجح في قنص الرجل الذي ولدت زوجته في هذه الظروف الصعبة بتوجيه شفاهي من جارة على الجانب الآخر بينهما القناص، إنه جمال الحياة في مقابل الموت، الحياة في مقابل الفناء. ولادة الطفل رغم الظروف فعل مقاومة لهذه الحرب التي لا يبدو أن لها نهاية.

الحرب أيضا في خلفية الفيلم البديع " أغنيتنا للحرب " للمخرجة جوانيتا أونزاجا إنتاج مشترك بين بلجيكا وكولومبيا عن أطفال يهوون الصيد في حرب شارفت على الانتهاء، طقس يمارسه أهالي القرية بالاحتفاء بالموت بطقوس معينة، الأطفال هم أبطال الفيلم يغنون أغنية تتردد فيها كلمة التماسيح ( أقوى عدو) تم توزيعها بشكل فني حولتها إلى أغنية أوبرالية شديدة الجمال تتناسب مع الطبيعة الرائعة التي يظهرها الفيلم. مقاومة الموت هنا أخذت منحى آخر ممتزجا بثقافة أفراد الشعب وطقوسهم الممتدة عبر العصور. الفيلم حصد ذهبية الفيلم القصير من لجنة تحكيم رأسها الممثل الفلسطيني كامل الباشا وشارك بها صبا مبارك وأحمد مالك وليز شاكلتون من هونج كونج . وكانوا موفقين في قراراتهم.أما الفيلم الذي حصل على الفضية فيلم " الحكم" تعرض فيه مخرجه الى العنف ضد المرأة التي تضرب بقسوة شديدة من زوجها ، الضرب ترك آثارا واضحة تميز التعبير عنها بالماكياج المناسب حتى يمكن الشك هل هذا عمل وثائقي تتبع فيه مخرجه الحالة واصطحبنا فيها إلى غرفة الحكم ثم الى بيتها لتتعرض مرة أخرى لعنف من أشقياء نصب عليهم الزوج. المخرج الفلبيني ريموند ريلي الذي  قال إنها أول جائزة في حياته ودعا إلى تسليط الضوء على قضية العنف ضد النساء وتقديم الدعم لهن على مستوى العالم.
من البرازيل يأتينا فيلم "جواكسوما" الذي تمزج فيه مخرجته بين الصور الفوتوغرافية تضعها على شاطيء لايف بجزيرة باسم الفيلم ، مع رسوم تصور طفلتين صديقتين، ذكريات الطفولة الجميلة قبل الانفصال بين نارا وتايرا ، الفيلم يشع جمالا محببا في إطار فني أصبح معروفا بالمزج بين التصوير الحي والرسوم، انتاج مشترك مع فرنسا أتمنى أن يشاهده كل مبدعي فن الرسوم المتحركة في عالمنا العربي.
" كل هذه المخلوقات" أحد الأفلام الجميلة التي يعلق فيها مراهق على ما يمر به، يتساءل عن سر المخلوقات من حشرات صغيرة، لمحات من عنف والده وصراخه على الأم وعلى طفليه، هو وأخته  الصغيرة ، الفتى يتحدث لنفسه همسا مع تداعي الصور التي تأتيه من الذاكرة القريبة. 14 ق تنقل لنا دون كلام مباشر حال أسرة سوداء في استراليا.الذاكرة أيضا كانت محور الفيلم العراقي " عبد الله وليلى" عبد الله الأب يعاني من خلل في الذاكرة ، فعقله مشوش بين بغداد التي تركها وانجلترا التي يعيش فيها ، الماضي يلاحقه ويتصور شجرة برتقال تشاغله من النافذة، وسيارة عامة في شارع بغداد والمقهي، الابنة لا تتحدث إلا الإنجليزية وعبد الله يتكلم ويدندن أغاني يسمعها في ذاكرته، يآبا النخل العالي، ناظم الغزالي المغني العراقي الشهير صورته في الخلفية حتى أنه يظهر خلف الفتاة الجالسة في مقهى السليمانية متأثرة بحال والدها. نتأثر نحن أيضا بمحنة العراقيين في الشتات. وخاصة مع الأداء التمثيلي الجيد لكل من قام بدور الأب والابنة.المستوى العام لأفلام المسابقة القصيرة مرتفع، متنوع الأساليب ومن بلاد مختلفة، المساهمات العربية يسيطر عليها أفكار معاصرة عن الأوضاع الحالية وكأن العرب مقيدون للخلف غير قادرين على التحليق والتعبير عن أحاسيس ومشاعر لا تتغير مهما تغيرت الظروف.
الناقد محمد عاطف كان مسئولا عن الندوات التي أعقبت العروض التي تم تقسيمها إلى أربع مجموعات، وأرجح أنه أيضا كان مسئولا عن الاختيارات لهذا القسم الهام الذي استمتعنا بأغلب أفلامه وخاصة مع إمكانية مشاهدتها بقاعة المكتبة لمن فاته مجموعة منها، أو لمن رغب في التدقيق بمشاهدة ثانية.
أفلام خارج المسابقات هدية من المهرجان لنا ويحتاج كل منها مقالا مفصلا وهي
-        فيلم السعفة الذهبية الياباني لعام 2018 لصوص المتاجر ولا حديث عن الإساءة لسمعة اليابان
-        فيلم نوري جيلان متفرد كعادته " شجرة الكمثرى البرية " لن تدرك عظمته إلا مع المشهد الأخير
-        فيلم أمريكي تقليدي ممتع كالعادة " الرجل العجوز والمسدس"
حققت الدورة الأولى لمهرجان الجونة السينمائي الدولي نجاحا كبيرا وأبعد شائعة أنها دورة وحيدة فقط لترويج الجونة 2 المزمع إنشائها، نعم جاء الجونة 2 محققا نجاحا أكبر على مستوى البرامج وترسيخا لتميزه الأكبر في دعم الأعمال في مرحلتي الاستكمال والتطوير.
جوائز الجونة ( ملاحظة تقدم بشكل إخراجي مختلف على خلفية رمادية مثلا وبخط أصغر)

أعلنت في حفل ختام الدورة الثانية من مهرجان الجونة السينمائي، الجوائز التي فازت بها الأفلام المشاركة في مسابقات المهرجان المختلفة.

جائزة الجمهور "سينما من أجل الإنسانية" للروائي المصري "يوم الدين" مناصفة مع التسجيلي الأسباني البولندي "يوم آخر للحياة". قدم الجائزة المخرج الموريتاني الكبير عبد الرحمن سيسياكو، الذي قال في كلمته "أشكر المهرجان لأنه منحني فرصة للتواجد هنا في هذا المكان الرائع.. شكرا جزيلا"، وأضاف "سعيد جداً لأني أقدم واحداً من أهم الأفلام الإنسانية، فيلم "يوم الدين" إخراج أبو بكر شوقي".
ومن جانبه شكر أبو بكر شوقي أثناء استلامه الجائزة، مهرجان الجونة السينمائي، وأضاف "احنا عملنا فيلم صغير حاولنا نعمل بيه حاجه شكرا جزيلا".

جوائز الأفلام القصيرة

أعلنت لجنة تحكيم الأفلام الروائية القصيرة، المشكلة من الفنانين أحمد مالك، وصبا مبارك، ورئيس لجنة التحكيم كامل الباشا، الذي شكر إدارة المهرجان وأشاد بجهدهم "الواضح والمتميز" وعلى "الثقة التي منحونا إياها"، وقال "عقدنا ستة اجتماعات ناقشنا فيها تفاصيل ٢٣ فيلما بعناصر مدهشة وكلها متميزه بشكل أو بآخر". وأعلن الباشا منح جائزة "نجمة الجونة" للفيلم العربي القصير "ما تعلاش عن الحاجب" للمخرج تامر عشري، الذي قال "دي تاني سنه لي بعتبر بدايتي في السينما بدأت مع بداية مهرجان الجونة، كان عندي فيلم "فوتوكوبي" حصل أفضل مهرجان عربي ولف على مهرجانات العالم وخد جوايز كتير.. كنت حريص أني أرجع بفيلمي القصير ما تعلاش عن الحاجب.. بتمنى للمهرجان يكمل سنين كتير احنا بندعكم بكل قلبنا لأننا بنيجيي نقابل فنانين ونشوف أفلام أرجوكم متطلبوش مهرجان الجونة، وشكرا جداً.
وأعلن كامل الباشا فوز فيلم المخرجة التونسية كوثر بن هنية "بطيخ الشيخ"، الذي يتناول قصة تطرح علاقة ساخرة بالسلطة، بنجمة الجونة البرونزية.
ومن جانبها قالت كوثر بن هنية "ليا يومين حصلت على جائزتين من مهرجان الجونة وأحس مهرجان الجونة بيبحبني وأنا كمان بحبه، وقررت أعبر عن مشاعري، ولذلك قررت أتكلم بالمصري.. خمسة مواه، ومصر بلدي التاني".
ذهبت جائزة نجمة الجونة الفضية لفيلم "الحكم من الفلبين  " للمخرج ريموند ربلي، الذي قال "هذه أول جائزة أحصل عليها في حياتي، وأنا لا أَجِد كلاما أقله، لكني سعيد بوجودي في مصر، من كل قلبي.. أشكر المهرجان، والناس التي صدقتنا". 
ذهبت جائزة نجمة الجونة الذهبية لأفضل فيلم قصير لفيلم "أغنيتنا للحرب" للمخرجة ونيتا اون زاجا، وقال أمير رمسيس "للأسف المخرجة مش موجودة، هستلم الجايزه بالنيابه عنها".
جوائز الأفلام الوثائقية
أعلن رئيس لجنه تحكيم الأفلام الوثائقية المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي جوائز مهرجان الجونة للأفلام الوثائقية، وذهبت نجمة الجونة لأفضل فيلم وثائقي طويل، لفيلم "آباء وأبناء" للمخرج السوري طلال ديركي، الذي شكر المهرجان واللجنة على التقييم الكبير"، وقال "أخيرا أخدت جائزة مهرجان عربي، بحس بفخر وبشكركم من قلبي على التقييم وما في كلام".
ذهبت جائزة الجونة البرونزية للفيلم الوثائقي اللبناني" المرجوحة"  للمخرج سيريل عريس الذي قال "شكراً لمهرجان الجونة، ولجنة التحكيم، وشكراً لانتشال ونيكول وأمير.. شكرا جزيلا".
وذهبت نجمة الجونة الفضية للفيلم الوثائقي الطويل "آباء وأبناء للمخرج طلال ديركي". وقال ديركي "نقول إني اجتمعت بناس ظراف وتقليد هذا الحس العالي والجمال اللي شفناه تجربة من العمر بالجونة.. شكرا".
أما نجمة الجونة الذهبية فذهبت لفيلم " ألوان مائية"للمخرج فيكتور كوساكوفسكي الذي شكر المهرجان مؤكداً سعادته بالجائزة.
جوائز الأفلام الروائية الطويلة
أعلن الكاتب والمخرج المغربي أحمد المعنوني جوائز الأفلام الروائية الطويلة، وقال في بداية كلمته "أنا كمغربي أقدم تحية كبيرة من المغرب،احنا سعداء بالمكان الجميل في الجونة ومهرجان الجونة أصبح علامة لصناع الأفلام باختياره للأفلام الجميلة واحنا هنا عشان نعلن عن الفائزين". 
وتضم لجنة المسابقه منى زكي، التي دعت الحضور للترحيب بعتيق رحمي الذي قدم جائزة أحسن ممثلة لبطلة فيلم "حرب باردة"،  جوانا كولي وتسلمت الجائزة بالنيابة عنها النجمة بشرى. وقدمت جائزة أحسن ممثل الفنانة هند صبري، التي قالت "عائلتي عائلة مهرجان الجونة أشكركم لأننا هنا لإسعاد الناس.. كل جونة وانتم طيبين". وذهبت جائزة أحسن ممثل لمحمد ظريف عن فيلم "ولدي"، وقال ظريف "كل شيء قبل أن اتكلم حاسس اني في عائلتي الثانية في نجاح وتتويج والنجاح هو رد جميل وتعلمت من مدرسة المصرية جيل محمود المليجي وحسين رياض اتعلمت منهم التمثيل فدا رد جميل لتلك المدرسة والتتويج، وأهدي الجائزة لأمي وكل من ساعدني في هذا النجاح خاصة المخرج محمد بن عطية.. وأحيي المتطوعين وابني يوسف عباس محفوظ، وأدين للجونة،عشت فترة جميلة حسيت أني في الجنة الأرضية".
ونوهت اللجنة عن فيلم "الرجل الذي فاجأ الجميع".وقال المعنوني عنه أنه"فيلم خاص أثر فينا بقصته". وقالت مخرجة الفيلم "انا سعيده اكون هنا اقول شكرا والف شكر لانتشال ولبشرى ولمهرجان الجونة على هذه الجايزة شكرا كثيرا".
وذهبت نجمة الجونة لأفضل فيلم روائي عربي طويل لفيلم "يوم الدين". وقال مخرجه أبو بكر شوقي "أشكر اتنين ساعدوني في الفيلم راضي جمال وأحمد عبد الحفيظ لأنهم عملوا حاجة صعبه اوي علينا ومكناش عارفين هنعرف نخلصها وناس اتريقت عليهم انهم مش هيعرفوا يمثلوا وهنا عاوز اقولهم اننا نجحنا".
وذهبت الجائزة البرونزية لأفضل فيلم طويل لفيلم "الوريثتان". وصعد إلى المسرح بطلتي العمل، والمخرج والمنتج، وقال المخرج "شكرا على الدعوة ونحن سعداء لأن نرى أماكن كثيرة في العالم، ومهرجان وسينما مشرقة، شكرا كثيرا لكل الناس التي شاركت في الفيلم". 
وذهبت نجمة الجونة الفضية للروائي الطويل لفيلم راى و ليز، وتسلم انتشال التميمي الجائزة نيابة عن المخرج ، وقال "دا واحد من أهم الأفلام وكل الافلام أبناءنا ولكن هذا أيضا فيلم جميل".
أما الجائزة الذهبية فمنحت لفيلم" أرض متخيلة"وقالت المخرجهيو سو هوا أنا بحب مصر جدا وجئت هنا لأشكر الجميع
نتائج منصة الجونة 2018
 تم مراجعة المشاريع من خلال لجنة من الخبراء والتي وقع اختيارها على 12 مشروعاً في مرحلة التطوير، و6 أفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج، بناءً على المحتوى، والرؤية الفنية، وجدوى تنفيذ هذه المشروعات ماليًا بشكل عام، وتُمثل المشاريع التي تم اختيارها 6 دول من العالم العربي (مصر، وتونس، ولبنان، وفلسطين، والعراق، والسودان(
وتتضمن االمشاريع الـ12في مرحلةالتطوير، 9 مشاريع أفلام روائية طويلة، و3 مشاريع أفلام وثائقية طويلة، أما مشاريع مابعدالإنتاج، فتتضمن 3 أفلام روائية طويلة، و3 أفلام وثائقية طويلة.
المشاريع المُختارة في مرحلة التطوير:
"برزخ" للمخرجة ليلى عباس.
"بين نارين" للمخرج الياس بكار.
- "فولاذ" للمخرجين مهدي هميلي، وعبد الله شامخ.
- "جنائن معلقة" للمخرج أحمد ياسين الدراجي.
 "سعاد" للمخرجة آيتن أمين.
  "أنا وريم" للمخرجة نادين صليب.
- "سقوط الساحل" للمخرجة زينة صفير.
" غزة واشنطون" للمخرج رشيد مشهراوي
" الرجل الذي باع ظهره" للمخرجة كوثر بن هني
" نفس " للمخرجين دانيال دافي، ومحمد مصباح
"الكلب مات " للمخرجة سارة فرنسيس
" الشك " للمخرج إيهاب جاد الله
 الأفلام المختارة في مرحلة ما بعد الإنتاج :
"1982 " للمخرج وليد مؤنس
" بعلم الوصول" للمخرج هشام صقر
"فاتاريا"  للمخرج وليد طايع
" سيلفت" للمخرج مينا نبيل
" على حافة الخرطوم" للمخرجة مروى زين
" تحت التحت " للمخرجة سارة قصقص
صفاء الليثي
 القاهرة سبتمبر 2018
نشر بمجلة الفيلم العدد 16 يصدرها الجيزويت بإشراف الأب ويليام سيدهم
رئيس التحرير سامح سامي، رئيس التحرير التنفيذي حسن شعرواي





No comments:

Post a Comment