Monday 19 December 2022

سينما مجدي أحمد علي في محبة الصداقة ومباهج الحياة

في محبة الصداقة ومباهج الحياة

كنت في طابور طويل للراغبين في الإدلاء برأيهم في فيلم " يا دنيا يا غرامي" همس المخرج مجدي أحمد علي للناقد السوري قصي صالح الدرويش الذي كان يدير الندوةـ صفاء صفاء، وتحدثت معجبة عن الفيلم بسذاجة بداياتي مع النقد السينما أن الفيلم مناصر للمرأة منتجه رجل وكاتبه رجل ومخرجه رجلـ ويقدم بحب عملا عن صداقة ثلاث فتيات برومانسية محملة ببهجة رغم صعوبة ظروفهن. وبعد كل هذه السنوات ما زلت ألمس جمال البهجة في تناول قصصهن وان انتبهت إلى الميلودراما التي تغلف تفاصيل قصصهن حتى تذكرت عنوانا لمقال للناقد وليد الخشاب" في مديح الميلودراما " المحببة التي تضع فواصل واضحة بين الخير والشر وتعتمد على الصدفة في أحداثها، ينطبق هذا التناول على العمل الأول للمخرج المعروف بالتزامه بقضايا وطنه، واحد من جيل السبعينيات الذي انطلق بعد تجارب في العمل كمساعد إخراج ليخرج أعماله ويكتب أيضا أعماله وللغير. 

يحب مجدي أحمد أن يناقش قضية في كل عمل من أعماله، ناقش العذرية في " يا دنيا يا غرامي" والحمل دون زواج في "أسرار البنات"، وناقش حلم التحرر الوطني والطموح الطبقي في "البطل"، الهوس الديني في "مولانا". والتقط من رواية " عصافير النيل " العلاقة بين المدينة والنازحين من الريف بروح من واقعية سحرية تخص تفاصيل مصرية خالصة، وجد في " خلطة فوزية " خلطة سحرية أخرى لمبدعة لها كتابات أدبية ساحرة وهي صديقة له أيضا قريبة من شلة المنيل التي كان المخرج أحد أعضاءها.

يا دنيا ياغرامي

منذ عمله الأول يصنف كمخرج تقدمي فهو الذي يبدع في تصوير النساء وينحاز إلى إظهار جمال الروح فيهن، حكاية صداقة ثلاث فتيات على أعتاب الثلاثين يجمعهن سكنى البناية الكبيرة البديل عن الحارة التقليدية في أفلامنا المصرية، في إبداع لفنان الديكور صلاح مرعي وهذه البناية التي تمثل حارة رأسية يسكن فيها الفقراء في البناية أشيه ببناية المدارس، كل أسرة تسكن في حجرة واحدة وتتواصل الحجرات عبر ممر طويل، حارة رأسية تخالف نمط الحارات المصرية منذ فيلم العزيمة وبداية الواقعية المصرية. واقغية المخرج أضفى عليها مسحة رومانسية وسمة الواقعية الاشتراكية في فيلمه. تناول قضية العذرية دون بكائية على شرف البنت ( اللي زي عود الكبريت) وأظهر إصرار الفتاة على عدم إجراء عملية ترقيع لغشاء البكارة كما تفعل غيرها لخداع الزوج القادم، تختار أن تصارحه بما جرى فبدا موقف المخرج والكاتب واضحا في هذه القضية الاجتماعية بتناول يمثل التسعينيات في مصر يعكس تغير نمط الفتيات المنسحقات الباكيات وان ظل الذكور على أفكارهم ( عاوز أتجوز واحدة ما حدش لمسها قبل كده) ولكنه لم يفلت من التنميط الذي يخصه بجعله الفتى الذي أفقدها عذريتها شخص متأسلم انضم إلى جماعة إرهابية تمارس بلطجتها المتلبسة بلباس ديني على الحي سكانه وخاصة النساء. لا يتخلى مجدي أحمد علي عن توجهه هذا في أعماله التالية، وسنجد تكرارا لتنميط شخصية الشرير في العمل ليكون المتأسلم هو الشرير ليس المتعاطي أو السرسجي بل المتأسلم المنافق الذي يقول ما لا يفعل ، يتخطى حدود الحقارة حين يتهجم على زفاف الفتاة وتصيب طعنته أخته ، ليدخل العمل في درجة من الميلودراما لا يستمر فيها إذ تكون طعنة خائبة لا تسبب إلا جرحا طفيفا، لا يغيب عن بالي رقص الفتيات وهن في دائرة وكأنهن تحتفلن بنصرهن الصغير على الذكور وقيمهم الرجعية، الثلاث فتيات أقرب إلى السمنة في مقاييس شائعة للبنت المصرية دون زيف السينما، ولا واحدة منهن تشبه فتيات الإعلانات.

أسرار البنات

الأكثر تماسكا من ناحية السرد وبعيد عن المبالغات دون أن يسلم من شيطنة الطبيب المتأسلم الذي يجري عملية ختان أثناء توليد الفتاة. وجعله يرتكب خطأ مهني نتيجة ضيق أفقه وتصوره عن صحة أفكاره ، وباستثناء هذا الحدث فالفيلم أرق أفلام المخرج وخاصة اختياره للفتاة مايا شيحة التي ظهرت في قمة البراءة المقنع بأن الحدث تم بجهلها بما تفعله وكذا شريكها الغر الذي أحب بنت الجيران ورغب في التعبير عن حبه دون قصدية الإيذاء. الخالة في الفيلم / سوسن بدر وكأنها صوت الكاتبة والمخرج تتحدث بوعي اجتماعي وعقلانية فتدين الطبيب بشجاعة، والنموذج الثاني للأم التي تمثل النساء الأخريات التي تنزعج وتتشكك في صحة تربيتها لابنتها دلال عبد العزيز في أداء الأم الحنون والتي تحسب حساب المجتمع. قدمت الكاتبة قصة تحدث في المجتمع وناقشتها على طريقة ماذا يحدث لو حدث حمل بالخطأ نتيجة عدم وعي مراهقين بحقيقة الجنس والحمل، هل نذبح الفتاة أو نقتل الفتى أم نصبر عليهما ونفكر في ربطهما بالزواج، كما أن وفاة الوليدة سهل مهمة إخفاء ما حدث مجتمعيا فتأجل الزواج حتى يصبح ممكنا بعد إنهاء الدراسة.

ضحك ولعب وجد وحب

تنتاب مصوروا الأفلام الرغبة في الإخراج ليكون صاحب العمل وليس المنفذ لأفكار غيره، وهكذا فكر مدير التصوير البارع طارق التلمساني في فيلم عن جانب من سيرته يوثق لحي مصر الجديدة الذي عاش به شبابه واتفق أن يكتب له السيناريو صديقه مجدي أحمد علي وقد نمت الصداقة بينهما أثناء العمل معا ، طارق كمصور ومجدي أحمد علي مخرجا منفذا، فهل ظهر حي مصر الجديدة الذي كان في مخيلة طارق التلمساني ؟، الواضح أن جملا حوارية جاءت على لسان البطل عمرو دياب عن شعوره تجاه الحي وبخلاف ذلك لم نشعر بالحي وان ظهرت أجواء صحبة مشاهدة الأفلام وعرض فيلم انفجار وصداقة الطلبة الأشقياء مع المتمرد على أبيه الذي لم يكمل تعليمه ودخل في صراع مع الأب الذي طلق أمه التي كانت راقصة، وتعلق بإحدى بنات الهوى التي أحبته كأم ووجد فيها بديلا عن الأم التي فقدها. يحاول فنانو السينما دائما إظهار شخصية هذه المومس الفاضلة بانحياز إنساني لها وإظهار كراهيتهم لتسلط الأب الذي قام بدوره عمر الشريف في أداء متخشب يعبر عن شخص مكتئب غير راض عما حققه رغم ثرائه الفاحش. نفي الشر عن المومس التي بدت فاضلة جدا كما تحب الفنون إظهرها، فهي تحب الشاب فعلا ولا تستغله كما تصور الأب، اختيار يسرا في بداياتها وهي شديدة النحافة لا تؤدي بالطريقة السوقية التي اعتدنا على مشاهدتها في أفلامنا، يسقط عليها الشاب حبه لأمه الراقصة التي ظلمها الأب. بأجواء الفيلم استعارة من بعض أجواء فيلم كابوريا الذي أصبح باترونا ونموذجا لعدد من الأفلام التي تكرر فيها فكرة صداقة صعاليك مترفعين عن القيم البرجوازية التي يتم السخرية منها.

مع فيلم "البطل"

لابد من التوقف عند رغبة أحمد زكي في تناول حياة ملاكم ورحلة صعوده نجو البطولة وكأنها المعادل له شخصيا في رحلة صعوده من ممثل يجيد تقليد أداء نجوم سبقوه إلى نجم محبوب غير صورة النجم الوسيم وتفوق عليها. قدم زكي شخصية الملاكم في ثلاثة أفلام كل منها بأسلوب فني مختلف، أجد فيلم البطل ليس فيلما لمجدي أحمد علي بل أقرب أن يكون فيلما للنجم الذي لم تشبعه تجربتي كابوريا ولا النمر الأسود وبقي مفتقدا لبطل يجده معبرا عنه لا عن رؤية مخرجه. رغم وجود الخط السياسي في الخلفية عن ثوار ثورة 1919 والأعمال الفدائية في غياب سعد زغلول البطل المنفي خارج البلاد، وخطابات بطلنا الحالم بصداقة مع بطله السياسي الذي لم يحقق للأمة استقلالها. فكرة طموح أضاعتها البطولة الثلاثية لهنيدي الكوميديان ومصطفى قمر المطرب والممثل الحالم أحمد زكي، الصداقة التي ينحاز إلى تقديمها المخرج مجدي أحمد علي معبرة عن شخصيته الحقيقية فنادرا ما تجده دون لمة الأصدقاء يتحرك معهم وبينهم بداية من شلة المنيل وليس انتهاء بشلة أخرى من أصدقاء يضعهم في اعتباره حين يقدم على إنجاز فيلم جديد، أتصور أنه يضعهم في حساباته وهو في مراحل تحضير لعمله حريصا على أن يرضيهم ويعبر عنه وعنهم في عمله.   

"خلطة فوزية " 

وصف أطلقته على خلطة المحشي الشهي الذي تطبخة فوزية/الهام شاهين بمحبة، جمعت في عزومة أزواجها السابقين في لمة يصعب تصورها واقعيا فكانت خلطة الكاتبة المعبرة عن محبة لكل الرجال الذي تزوجت منهم تباعا وانفصلت عنهم لأسباب حياتية بعيدا عن الحب، هناك قصص في الواقع عن سيدة تزوجت خمسة رجال دون علم الواحد منهم، حوادث تثار في الصحف وتهتم بها كأحد نوادر الحياة الاجتماعية، ولكن الكاتبة افترضت أن فوزية لم تجمع بينهم إلا كأصدقاء بعدما انتهت علاقة الزواج وبقي الزوج الأخير الذي رفض خلطتها في البداية ثم تجاوب معها واستمر الفيلم مدعوما بحكاية فرعية عن الشبقة ، غادة عبد الرازق التي تطارد الرجال وتبحث عن زوج، وهو نموذج طريف آخر اختارته المؤلفة بخيالها الأدبي من البيئة العشوائية التي تعيش بها فوزية وأزواجها. المخرج وجد في العمل فرصة لعرض توجهه المعارض لسلسات الجكومة وإهمالها لمن يعيشون في العشوائيات، هذه المرة بعيدا عن المباشرة ولكن كخلفية لحكاية فوزية الظريفة وأزواجها وأولادها. حكاية تغري بالمزج بين أساليب متعددة في الفيلم الواحد، فالبداية ساخرة وملخصة لتاريخ الزيجات ثم طرح الحكايات واستعراض الشخصيات بحكاية كل منهم بأسلوب واقعي، وكأن فوزية هي أم المصريين على الطريقة الشعبية. يرتبط المخرج مع ممثلين يعيد تقديمهم في أعماله عبر أداء شخصيات مختلفة، عزت أبو عوف الأب الحائر بين رغبته في تربية ابنته على الحرية وبين قيم المجتمع التي تخنقه في " أسرار البنات" ، والمهني البارع الذي تزوجه فوزية بنفسها لصديقتها الشبقة فتأتيه رصاصة الاحتفال العشوائي بالزواج فترديه قتيلا، وجوده في البيئة العشوائية يبدو غريبا علي ولكنه في إطار كل اللا معقول بالفيلم يصبح مقبولا، فتحي عبد الوهاب وقد تعلق بفوزية كأنثى، ينخرط تدريجيا في خلطتها ويتواءم معها، وسيكون البطل المعبر عن العمل الكبير "عصافير النيل" بسذاجة الريفي وكبريائه وفحولته وانسياقه إلى نداهة المدينة ونساءها، الحبيبة/ عبير صبري بطلة مفضلة للمخرج مجدي أحمد علي،  والأرملة التي ينقصها الجنس ثم الزوجة التي أرادها له الأهل والظروف. عالم ابراهيم أصلان  في سينما مجدي أحمد علي مع ممثلين وجد لهم أداورا تظهر فيه قدرتهم على التقمص  وأهمهم فتحي عبد الوهاب وقبله مجدي فكري الذي قدمه المخرج في "يا دنيا يا غرامي" المثقف المفلس في دور كبير يناسب حقبة التسعينيات.   

مولانا بين الفيلم والرواية  

وجد السينمائي المهتم بقضايا يموج بها مجتمعه في رواية الكاتب الصحفي ابراهيم عيسى، " مولانا " حيث الكتابة الصحفية المعتمدة على معلومات بعضها متداول والبعض الآخر يبدو مسربا من ملفات المخابرات لنشر أفكار معينة في صيغة مشوقة تتجاوز نشرات الأخبار. وجد الفكر المعادي للمتأسلمين ومعهم السلطة السياسية التي ثار عليها الشعب، تحالف سلطة الدين والسياسى معا في عمل مباشر، ومع تمسكه بالحوار الأسهل توصيلا للعامة يصبح عملا مناسبا لصنع فيلم يصيغ له السيناريو ويعيد بناء السرد ليناسب ضرورات التشويق ويطوع الكتابة للغة السينما مع الاحتفاظ بحوار الكاتب، الكلمنجي الذي يعبر عن أفكاره بحوار قوي وبه نكهة سخرية مستمدة من كلام الناس العاديين وهم يعبرون عن سخطهم عما يجري بمواربة مازحة. في تناوله للرواية وقبلها رواية" عصافير النيل" لم يقم بخيانة الرواية كما يشاع عن الأفضل في الاقتباس عن الروايات بل غير فقط ما يلزم لتحويل الأدب إلى مشاهد فيلمية مع الاحتفاظ بالحوار الأدبي.

أجد مجدي أحمد علي مخرجا كبيرا في مولانا تتحرك كاميراه وتستعرض تفاصيل غنية في مشهد زواج قريب له بمسيحية أسلمت على يديه ، بنت بدبلوم تقرى ابن تيمية، هكذا يسخر مولانا من فكرة إسلام الفتاة اقتناعا ويفضح استخدام أمن الدولة لهذا الأمر للإلهاء وتأجيج الفتنة، ويتهكم، نصرة على مين على أبوها السكير ولا على البنت المسكينة، وفي نقاشه مع حسن أحد أفراد العائلة الحاكمة الذي تنصر يناديه حسن ولا بطرس؟ ربنا يشمل رحمته كل الناس، حجة عيسى التي يرددها في برامجه وضعها على لسان الشيخ حاتم كما أن وضع حكاية ابنه المريض حجة لكي يتواءم مع البرامج الدينية ليتمكن من علاج أغلى من لديه، ابنه الوحيد المصاب بمرض نادر.  

فيلم "مولانا" هو الأقوى إيقاعا من بين كل أفلام مجدي والأقرب لكل ما يعتقده المخرج ومؤلف العمل، الانحياز إلى الصوفية وبيان محاربتها من شيوخ السلطان، اختيار رمزي العدل لدور الشيخ مختار الصوفي الذي يؤمن تلميذه حاتم أمانة، جلال بدلا من جمال مبارك مع تفاصيل يعرفها الجميع عن مباريات كرة القدم لابن الرئيس الساعي إلى السلطة، وتحريك سلطة أمن الدولة للسائلة نشوى لإغواء الشيخ والاستيلاء على أمانة مختار، يتقمص عمرو سعد شخصية مولانا وينجح في حوارات التهكم من رجال أمن الدولة، بيومي فؤاد في أداء تمثيلي كبير مقدم برامج ساخنة بالجدل المصنوع ونقاش حول الشيعة التي اتهم بها مختار ظلما. مشاهد تبعدنا عن فن السينما وتحوله إبرامج وعظية تأتي على لسان مولانا " الإسلام ما فيهوش سنة وشيعة" . لا ننسى أن الفيلم كتب ونقذ بعد ثورة 25 يناير 2011، فيبدو جانب منه فضح ممارسات جمال مبارك الذي كان يسعى لوراثة الحكم وإزاحة الجيش بعد ثورة 25 يناير 2011، وأرى أن الشعب بثورته استخدم لمساندة الجيش في إزاحة المدني عن الحكم، لا يتطرق الفيلم إلى نقاش كهذا بل يفضح تورط مبلرك من خلال عائلته في إشعال الصراع الطائفي لصالح جهات معادية حين يتضح أن حسن ليس بطرس ولكنه تظاهر بهذا ليتمكن من تنفيذ عمليته الإرهابية الكبرى، لا أعرف مدى صحة هذا الأمر الذي يلصق بجمال/ جلال التروط في هذا الأمر، وإمعانا في الهجوم عليه يتم الحديث عن مرضه النفسي وكشف زيف تنصر حسن عميل الجهات المعادية لمصر. لا أنكر أنني انجذبت إلى التناول المشوق للقضية وكان أحمد مجدي ملائما لدور حسن ابن الأثرياء ونسيب الحاكم المنتصر. هذا الخط الذي أبعد الفيلم عن الخط الأساسي به ، خط فضح الرياء والنفاق من قبل رجال الدين خدم السلطان في كل زمان ومكان. الذي بدأ الفيلم به، ولأن السينما فن التكثيف فيها نجح المخرج في التخلص من كثير من الحكايات الفرعية وركز على الأكثر جدلا ( زينب بنت جحش والتبني في الإسلام). في رواية عيسى كثير من المناقشات لا تجرؤ السينما على طرحها فرقابة المصنفات الفنية على السينما أقسى من رقابة الكتاب المطبوع الذي لن يقرأه سوى آلاف في مقابل الملايين التي تشاهد  الفيلم وتتأثر به مباشرة. بمشاهدة صور العرض الخاص للفيلم أتصور أنه كان حدثا كبيرا تجمع فيه أهل الفن وعلى رأسهم النجم الطبير عادل إمام، ونجوم السياسة وربعض رجال الأعمال، أعتقد بنجاح الفيلم تجاريا ومع ذلك كان آخر انتاجات محمد العدل على الأقل حتى الآن ونحن نقترب من نهاية 2022 بعد مرور سبع سنوات قدم فيها النجم عمرو سعد عددا من مسلسلات الدراما التلفزيونية الناجحة وتوقف انتاج العدل سينمائيا ، وظهر بصعوبة عمل المخرج  الأخير " 2 طلعت حرب".

سينما مجدي أحمد علي تشبه صاحبها الفنان الملتزم بقضايا وطنه، صاحب صاحبه الذي يعلي الصداقة على أي خلافات أو فروق ، يحب ويحترم النساء ويفضل تقديمهن بحلوهن ومرهن دون الحكم عليهن، فلن تجد الخاطية التي دفعها المجتمع للخطيئة، تستحق عنده للعقاب، بل انسانة طبيعية تحب وتعشق وتحلم ولا تخدع الرجال الأقوى والأكثر قدرة على التعايش مهما بلغت خطاياهم. سينما تخلط السياسة بقضايا مجنمعية في خلطة تجمع بين الواقعية والرومانسية. سينما واضحة عالية الصوت، رقيقة غالبا مع من يحبهم، وقاسية على من يرفضهم ويختلف معهم.  

نشر بالعدد 11 من مجلة نقد 21                                                                        صفاء الليثي 

رئيس التحرير محمود الغيطاني

مدير التحرير والمخرج الفني ياسر عبد القوي . 

No comments:

Post a Comment