Thursday 5 March 2020

أربعة أفلام قصيرة قمت بعمل المونتاج لها


أربعة أفلام قصيرة قمت بعمل المونتاج لها
" تصبيرة " وجبة خفيفية قبل العشاء
"الزيارة" 10 ق 1980 سيناريو وإخراج عواد شكري
الفكرة والسيناريو كانا جيدان ولكن التنفيذ كان بدائيا مشوب بعيوب تقنية وخاصة في تسجيل الصوت مما أثر على المونتاج، وعند عرض الفيلم كان الإعجاب بالفكرة ونقد شديد للصوت والمونتاج . كتب الراحل يعقوب وهبي تهنئة للفيلم في نشرة جمعية الفيلم نوفمبر 1980 ذكر فيها:
سيواصل عواد إنجاز أفلامه متجها للسينما الوثائقية التي قدم فيها أعمالا هاما حصلت على جوائز من مهرجانات عدة قبل أن يضر للسفر للعمل في الخارج وعند عودته يكون الإنتاج شحيحا ولا يتمكن من تحقيق المزيد حتى تولى منصب الإدارة العامة للإنتاج وساند زملاء من أجيال أصغر ليحققوا أعمالهم.
" جوه البشر " 16 دقيقة | (1998) سيناريو وإخراج أحمد رشوان
المخرج أحمد رشوان تمكن من تحميل فيلمه " جوه البشر" على موقع " فيميو" بنسخة جيدة متاحة للمشاهدة . قمت بعمل المونتاج له وحين أستعيد مشاهدته أصنفه كفيلم دوكيو دراما يحمل قيمة توثيقية لجهود راهبة مسيحية مع أطفال قرية من صعيد مصر، دون قصد نجد توثيقالكوبري علوي تم ازالته من ميدان رمسيس ، كما تم نقل تمثال رمسيس وسمي الميدان الشهير بميدان الشهداء بعد ثورة 5 يناير 2011 . " جوه البشر" فيلم بسيط يحتفي بفقراء مصر من مسيحيين ومسلمين لديهم موهبة الغناء التي رعتها راهبة مسيحية. ينتهي الفيلم بمشهد فوتومونتاج مع أغنية الفيلم الرئيس متنقلة بين العرض على مسرح بالقاهرة، ولقطات من تفاصيل الحياة حيث الشوارع والبشر ، في العاصمة حيث محطة القطار الرئيس ، وبشر في حواري القرية وحماسة الراهبة تقود الغناء لطفل وطفلة موهوبان ومعهم كورال الأطفال، لقطات لمعدات حربية وحراس في قرية شهدت احتقانا طائفيا، لا يقدم المخرج المعلومة بشكل مباشر بل يترك الستنتاج للمشاهد عن هذا الجو من الحماية العسكرية لقرية بها خليط من البشر الممثلين لنسيج مصر الاجتماعي من مسيحيين ومسلمين.
جوه البشر  16 دقيقة | (1998) وثائقي قصير | 5 يوليو 1998 (مصر) 
ملخص : عادت الراهبة سيليست خياط مرة أخرى إلى صعيد مصر - مدينة المنيا ، حيث أسست مجموعة كورالية قبل 10 سنوات. والآن ، يكافح الأطفال والشباب الموهوبون ويواجهون الإرهاب بأغاني جميلة.
سيناريو وإخراج:  احمد رشوان
النجوم: صليب فوزي ، سيليست خياط ، ماجد سليمان ،  باسم وديع
من إنتاج :حسام علي ، مدير إنتاج حسام فكري، مدير تصوير سمير جبر، وممدوح قطب
مونتاج: صفاء االليثي، صوت : مجدي كامل
مخرج الوحدة الثانية للتصوير : أمير رمسيس، مساعد مخرج : نجلاء يونس
العرض مستمر 25ق ( 2000 ) سيناريو وائل قنصوة إخراج يوسف عبد الخالق
في مشهد رئيس للفيلم يدور حوار بين سيد عامل العرض وصاحب دار سينما الدرجة الثالثة:
.. سيد عامل العرض الذي يعيش وحيدا بالكاد يكفي راتبه معيشة على القد، يحلم بالحب ويعيش في الأوهام قد يكون المقصود تأثره بما يشاهده من أفلام.
حركة الكاميرا بالميزانسين الذي صممه المخرج  والتصوير هما أهم ما يميز الفيلم. بقوم سيد بتجهيز الفيلم بلفه على البكرات ، يركبها في الماكينة، الجمهور متزاحم ومستمتع بالعرض ، يتوقف فجأة لعطل الماكينة فيعترضون بعنف، صاحب دار العرض يصعد غاضبا الى سيد،" انت عارف ان المكنتين دول كان لازم يتغيروا من عشرين سنة ما عادوش يستحملوا العرض المستمر يوماتي، ...) ما كله على ايديك والشغلانة ما بقتش تجيب همها . صمم المخرج حركة كاميرا في لقطة واحدة تصحبه لحظة صعوده تمسح حائط حجرة العرض وتصل حيث داخل الحجرة والرجل يعاتب سيد الذي يرد بأن الماكينات قديمة ولا تتحمل العرض المستمر. هذه الحركة لمشهد من لقطة واحدة تعاملت مع المكان الحقيقي بشكل فني لا يجد فيه المونتير فرصة ليمارس عمله بصياغة إيقاع من لقطات متتابعة، ولكن يبدو أنني امتلكت حسا نقديا يجعلني أفرح بملمح فني قد لا يظهر كميزة مونتاجية بل ينسب للمخرج أولا ثم للمصور ثانية الذي نجح في تنفيذ ميزانسين المخرج مع الحفاظ على الإضاءة واضحة والإيقاع منضبطا وصورة غير مهتزة. باقي عناصر الفيلم متوسطة القيمة، تمثيل متواضع لمجدي كامل وعناصر مقبولة في موسيقى والمونتاج . إخراج تقليدي وإيقاع منضبط . أهمية الفيلم تكمن في توثيق عروض السينما 35 مللي ، الماكينات القديمة والبكرات وشريط السليولويد وكابينة العرض في سينما من سينمات الدرجة الثالثة، حتى الفيلم الروائي يحمل قيمة وثائقية حقيقية.
لاستعادة الذاكرة حول الفيلم وجدت نسخة سيئة على ( يوتيوب) منقولة غالبا من شريط ( VHS ) قد يكون المخرج قد أضافها بنفسه، لايوجد موقع للمركز القومي للسينما ولم تنفذ خطة لنقل نسخ الأفلام المصورة 35 مللي على ديجيتال ، والأمر متروك لجهود فردية من كل مخرج .
فيلم : العرض مستمر  25 ق انتاج المركز القومي للسينما 2000
رئيس المركز د. محمد كامل القليوبي
سيناريو وائل قنصوه
إخراج يوسف عبد الخالق
تصوير ممدوح قطب
مونتاج صفاء الليثي  / موسيفى ايمان صلاح الدين

" جنازة أم حسن " قصير 16 ق (2006)  تأليف الممثل لطفي لبيب  للمخرج ياسر زايد
تشغل العلاقة بين المسلمين والمسيحيين جانبا من الاهتمام الرسمي والشعبي في مصر، عن فكرة للممثل لطفي لبيب يقدم المخرج ياسر زايد فيلم " جنازة أم حسن" ببساطة هي سيدة مسلمة تعيش وحيدة، تمرض وتموت ويقوم جارها المسيحي بكل إجراءات الدفن وكأنها أمه أو أخته. الفيلم أخرجه ياسر زايد وفي ذهنه التقدم به كتجربة ليتمكن من إخراج أعمال تلفزيونية في شكل حلقات، بايلوت بلغة أهل المهنة وساعده على تحقيق غرضه الناقد علي أبو شادي الذي رأس المركز القومي للسينما وقت إنتاج الفيلم. قمت بعمل المونتاج مع ياسر زائد رحمه الله باعتباري أشغل وظيفة مونتيرة بالمركز القومي للسينما جهة إنتاج الفيلم. كانت لدي خبرة في مونتاج الأفلام مع فيلمين روائيين طويلين، " الحجر الداير " لمحمد راضي ، و"ثلاثة على الطريق " لمحمد كامل القليوبي . مونتير له خبرة مع مخرج في بدايات عمله تركيبة متكررة في صناعة السينما المصرية وكنت تقدمت بفكرة تنظيم أسبوع عنونته " مخرج ومونتير" إلى الناقد الكبير سمير فريد وكان رئيسا للجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة، في ذهني عمل أول لمخرج مع مونتير صاحب خبرة، في عام 2003 ، والبداية كانت مع "بابا أمين" للمخرج يوسف شاهين مع المونتير كمال أبو العلا في بحث قدمه المونتيرة نيرفانا حسن . وبحثي الذي قدمته في ختام الأسبوع كان لفيلم " عفاريت الأسفلت " العمل الأول للمخرج أسامة فوزي مع المونتير أحمد متولي.
أعود لنقطة البداية حول الأفلام القصيرة التي تعد بمثالة " تصبيرة" وجبة خفيفة " سناك" في منتصف فترة العمل يلجأ إليها المخرج قبل أن يحصل على وجبته الرئيس ، فيلما روائيا طويلا يعرف به في سوق صناعة الفيلم أو يشارك به في المهرجانت الدولية، عواد شكري وجد نفسه مع الفيلم التسجيلي  المحمل بهموم المواطنين والعارض لمشاكلهم، يوسف عبد الخالق لم ينجح رغم فيلمه الجيد من تحقيق رغبته في التواجد بالسوق، أحمد رشوان قدم فيلم الروائي " بصرة" شارك مهرجانات عدة وحصل على عدد من الجوائز، ياسر زايد قدم مسلسلا في سوق الدراما التلفزيونية " الضاهر" مات صغيرا قبل أن يكمل ما بدأه. صفاء الليثي بعد تجربتي المونتاج لفيلمين روائيين طويلين وعدة أفلام قصيرة وتسجيلية وجدت نفسها مع الكتابة للسينما وتفضل لقب مونتيرة وناقدة ليسبق كونها تعلمت فن المونتاج ومارسته وأثر هذا على نقدها للأفلام.
صفاء الليثي
نشر بالعدد الخامس من مجلة شورت/ابراهيم عمر وصلاح سرميني


No comments:

Post a Comment