Wednesday 13 November 2019

"شغف أنا " في قسم عروض خاصة بمهرجان القاهرة 41


عشاق السينما سيكونون على موعد بدءا من مساء الأربعاء 20 نوفمبر وحتى 29 نوفمبر الجاري مع وجبة سينمائية مميزة، يقدمها مهرجان القاهرة السينمائي في دورته ال41 ، وقبيل الانطلاق اخترنا أن نشير إلى واحد من خمسة أفلام يعرضها المهرجان ضمن قسم عروض خاصة، تتناول شخصيات أسهمت في صناعة السينما وارتبط بهم عشاقها. 
                                                                     ( مقدمةالمحرر)

أنا مانياني أيقونة الواقعية الإيطالية الجديدة
كلما مرت لقطة لها من الفيلم كنت أتوقف وأصطاد صورة ثابته لهذا الوجه الوحشي المفعم بالحياة، فيلم وثائقي عنونه مخرجه شغف أنا مانياني، ولم أستطع أن أمنع نفسي من شغفي بها ، شعفي بهذه المرأة الشجاعة المعبرة عن أصل الحياة وكأنها خارجة من طين الأرض.
عبر لقاء مطول معها وهي في لحظات توقف بعد عمل كبير وشهرة، ثم تعليق على صور ومشاهد  متنوعة بلغة المخاطب، رجل محب يخاطبها ويوجه لها أسئلة، لقاءات مع من عملوا معها على اختلافهم ، فيسكونتي وفيلليني، ولقاء مع ابنها في منزلهما وهي  وبقايا صورها ومقتنياتها ثم جزء من فيلمها في "روما مدينة مفتوحة" قبله حوار عن كونها عنيدة وصريحة، تقول إنه نوع من الدفاع عن النفس. الحياة تمت تحت حكم الفاشيست، والأمهات تعلمن كيف يربون أولادهم ليصبحوا فاشيست. لكنها رفضت، كانت ولدت عام 1908 وأمها كانت 18 عام أنجبتها دون زواج وسافرت على مصر وتزوجت من نمساوي منح الطفلة اسمه. عادت وتعلمت الغناء . المخرج الذي توافقت معه هو روسوليني ، ينتقل الفيلم إلى قصته مع انجريد برجمان ومشاهدتها لفيلم "روما مدينة مفتوحة" أثناء بحثها عن شيء جديد ومختلف. روسوليني عاد من أمريكا ومعه برجمان، نعرف قصتهما معا من فيلم عرض بالقاهرة قبل عامين، هنا عبور موجز على قصتها والعودة لأنا التي تجاوزت محنة فقد مخرج في العصر الذهبي لصحافة الفضايج التي طاردت برجمان، مانياني عادت للعمل مع فيسكونتي الذي يوافقها على طريقة أدائها لدرجة تأثره ببكائها مع طفلة الفيلم ، في فيلم بعيد عن الواقعية فى نوع الموجة الجديدة التي يفضلها فيسكونتي. حملت وولدت لوكا 1942 ابنها الوحيد الذي يتحدث عنها في الفيلم. ابنها يحكي كيف تغلق على نفسها البيت لفنرة قبل تصوير فيلم والتحضير للدور.
يحكي مخرج فرنسي عن طريقة اندماجها في الدور بعد عدد من الإعادات لتصبح كطفلة صغيرة مدهشة.
بعد فيلم فيسكونتي، في أمريكا هناك اسنقبال حافل لها، تقابل بيتي ديفز ونشاهد صورة كبيرة لها عليها توقيع في منزل مانياني التي تقول عنها إنها أقوى منها . قابلت الكاتب تنيسي ويليامز الذي انبهر بها وكتب لها عملا رفضته في البداية ثم مثلته مع بيرت لانكستر بعنوان " وشم الوردة" ، قال إنها تعبر عن الروح الإيطالية. تركوها تمثل بحريتها قائلين نريد مانياني مانياني وليس مانياني هوليوود . في 21 مارس 1956 اتصلوا بها فجرا ليعلموها أنها حصلت على الأوسكار، أعلن مارلون براندو الخبر ، قدمت معه فيلما للمخرج سيدني لوميت ، ومع أنطوني كوين بالفيلم مقابلة معه يحكي عنها ، قدمت ثلاثة أفلام في أمريكا وخافت من التنميط وشعرت بالوحدة فعادت الى روما. وحين عرض عليها فيلم امرأتان لتمثل الأم وابنتها صوفيا لورين، رفضت أن تكون ابنتها فأسند دور الأم إلى صوفيا وحصلت عنه على اوسكار. التقت بازوليني الذي أخبرها أنه لايحب الواقعية وقدم لها فيلم " ماما روما" . توقفت لعشر سنوات لم تجد دورا مناسبا لها وفي عام 1965 قدمت مسرحية بروسيا نجحت نجاحا ساحق، ثم فيلم مع ماستورياني ثم قامت بدورها مع فيلليني في روما فيليني ، توقفت لعشر سنوات وماتت عام 1973 ، مشهد موتها ككل مشاهد وداع ناصر وأم كلثوم وحليم، بحزن الجماهير التي أحبتها ينهي المخرج فيلمه بمشهد لها من فيلم روما فيلليني تغلق الباب تودعه وتودعنا.
صفاء الليثي
نشر بالقاهرة الثلاثاء 12 من نوفمبر 2019 رئيس التحرير عماد الغزالي


No comments:

Post a Comment